على مدار عام كامل هى عمر ثورتنا الأبية ،التى قصمت ظهر الديكاتورية والإستبداد وجعلت العالم أجم يقف إتراجماً وإيماناً بعنصر المصرى ومعدنه الأصيل فى تجاوز الحائط الذى بنى له منذ أن قام بخلع الإنجليز من على أراضيه من 100 عام ،عاد وفى صدره كبت ثلاثون عاماً من القهر أخرج فيها مالذ وطاب من فنون التفانى والحب من أجل مصر ،لم يكن وقتها المصرى قريب من أمه ولا إلى حضنها الدافئ ليعبر لها كعاشق ولهان أنها مهما بعدت ومهما ضيقوا عليها فلسوفيأتى يوماً ترفع فيه رأسها إفتخاراً لاولادها فلذاتأكبادها. وعلى مدار 18 يوماً من تاريخ النضال الثورى ضد الديكتاتوريه المتعفنه التى إنتهت صلاحيتها ومازالت تصر على أنها تستطيع قيادة جبل مثل مصر ،إنهارت على ايدى شباب الفيس بوك والتويتر والمدونات ولم يكن هذا الإنهيار وليد لحظة ،بل قدر مكتوب يشاء الله أن يخرجه للعالم وللمصريين لتبدء دولة الخير والتأسيس والإستقرار والضعيف فيها يلقى حقه والظالم يلقى عقابه ،مرت ايام الثورة على أفضل مايرام لم يشتكى أحد من أذى أو سرقه ،ولم تحدث فيها حالة هتك عرض واحدة فى الميدان رغم أنه كان يجمع الألاف ومن طبقات متفاوته وسلوكيات منفصلة وأيدلوجيات متنوعة ،خرجت الثورة سالمة أمنه مطمئنة ربحت فيها العديد من المكاسب نكان من اهمها ان المصرى لأول مرة يحب وطنه وينتمى له بعد طول فراق وبعد،وأنه للمرة الأولى نجد من يهتف بكل ماأوتى من قوة أنه يحب وطنه ويضحى من أجلها ومئات الحالات التى فقدت أعينها وأرواحها خير دليل على ذلك وتنحى المخلوع ولم يعد يبقى سوى رتوش النهاية كى تصبح مصر بلد تتغنى به دول العالم ،لكنه لم يعد يتغنى به بل أصبح حديث العالم الذى أسف لمصر وماحدث لشبابها وماجرى فيها من تقطيع الوصال وإنعدام الأمن والأمان والأخلاق فيها. لقد كنا نمنى أنفسنا بأن ثورتنا تلك قضت على البغض والحقد والشعور بعدم الأمان وأنها من هذه الليلة من تلك الميادين التى أنارت بزمرة الشباب الفتيه أن تعود للأخلاق فيبنى فيها المجد جبال،وأن تصبح مصر هبة النيل وقد وهبها أبنائها أغلى ماليدها من أرواح ،وأن تعود لتقف فى صف المتقدمين بخبرات شباب الفيس بوك والإنترنت تتقدم كما صنعت كوريا وتركيا وماليزيا والهند ،لكنه لم يحدث ،‘ذا فما الذى حدث وأعاد ريمه لعادتها القديمة وما الذى تغير خلال عام من أخلاقيات الثورة وتحابيشها التى رسمت فى كل مبنى وشارع ومدينة تزينت بعلمها وأكتست بعبارات الحب على جدرنها وأنتفضت تمسح كل حائط وشارع وتنظفه من أثر مخلفاتها، إذا مالذى قادنا لنصبح كما كنا وأن نعود إلى سابق عهدنا من اللامبالاة والحقد وأن تعود نغمة الأنا سائدة ومسيطرة علينا ونحن نشاهد مبارة قتل فيها 70 بريئاً لاحول لهم ولاقوة ،أو حادث سطو مسلح نتج عنه سرقة ملايين أو من حالات السباب العلنية لرجال الشرطة والذين وعوا الدرس وعرفوا أن لكل كبير أكبر. لقد كنت أحسب أننا شعب متحضر وأخلاقى ولن نعود إلى سابق عهدنا لأننا ولدنا من جديد وأننا أصبحنا جسد واحد لن يفله فل ولن يقسمه باغى ، وللعجب أن كل من تجدهم فى الميادين لاتعلم أين يعملون وأن يسكنون ومن أين يأكلون طالما أن شكوتهم الوحيدة عيش وحرية وعدالة إجتماعية. لقد ظلت الثورة الفرنسية 10 سنوات والتى بدأت فى 17 يوليو 1789 وانتهت 10 نوفمبر 1799،تكافح على ثلاث فترات متتالية حتى وصلت إلى مانرى الأن من رقى ونمو وإنتاج رغم إختلافى معها فى مسألة الرقى ،إلا أنها أعطت درساً فى تحمل المسئولية والصبر على إنشاء دولة مدنية حديثة وعصرية وقد كان. وإذا نظرنا إلى مااحدثته اليابان بعد عهود من الإحتلال ،في منتصف القرن التاسع عشر حدثت في اليابان (ثورة المايجي) التي كان لها أكبر الأثر ليس في تاريخ اليابان فحسب بل أيضاً، كما بينت أحداث القرن العشرين في تاريخ العالم بأكمله. من جراء هذه (الثورة) تحولت اليابان بظرف فترة لا تتجاوز حياة جيل. من مجتمع زراعي إقطاعي محافظ الى دولة عصرية صناعية حديثة. وأصبحت في النصف الأول من القرن العشرين قوة عسكرية كبرى، ثم بعد الحرب العالمية الثانية، قوة اقتصادية عظمى لا تجاريها سوى الولاياتالمتحدة والمجموعة الأوروبية. ولخصت ثورتها إلى فقرات صغيرها من أهمها الوحدة الوطنية والاستقرار الاجتماعي والأخلاق اللذان غذيا الاعتماد الذاتي والأساليب العملية في التعامل السياسي والاقتصادي وأضعفا النزاعات العقائدية والفلسفية والدينية بين اليابانيين. كذلك القدرة على التكيف مما ساعد على نمو (روح صناعة تقدمية وديناميكية) تختلف كل الاختلاف عن الروح الزراعية والقبلية المحافظة. وإذا ماقارنت بين الإثنين تجد عامل الأخلاق هو الذى جمع بين الإثنين ومحور إتجاههما وغير وصليتهما إلى مصاف أفض دول العالم.نحن لسنا أقل من عباد بوذا أو عباد الشانزليزية ،لدنيا دين ودولة وتاريخ وحضارة ومستقبل ،فلما لانكن مثلهم نعمل فقط ونترك من وكلناهم يصنعون مستقبلنا واذا ماقصروا فالميدان والصندوق موجودان وأصواتنا ثالثهما . إليس من العجب أن تأتى ذكرى مولد رسول الإنسانية تلك الأيام ونحن فى نفس الوقت فى ذكرى مذبحة بورسعيد ،أليس من الأفضل أن نقتى أثر الرسول الأعظم وهو الذى قالت عنه زوجه "كان خلقه القران" وهو الذى قال "أقربكم منى مجلساً يوم القيامة أحتسنكم أخلاقاً " لقد حول النبى نكسة أحد إل نصر فى الغزوت المتتالية بعد أن جمعهم على الإيمان والقوة والأمل والتوكل على الله .