من المتوقع أن تشهد المنطقة العربية حدثا فكليا نادرا مساء غد الاثنين (1 تشرين أول/اكتوبر)، حيث سيختفي كوكب الزهرة خلف القمر، وذلك بعد أن يكون قد اقترب منه مشكلات لوحة فلكية، اتخذتها عدد من الدول العربية الإسلامية شعارا لها، مثل تركيا وباكستان وتونس. و وصف علماء فلك عرب تلك الظاهرة الفلكية بأنها "أجمل حدث فلكي لهذا العام"، وأوضح المهندس محمد عودة رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلة، في بيان صحفي تلقته "قدس برس" الأحد (30/11)، أن احتجاب الزهر خلف القمر المرتقب "هو الحدث الفلكي الوحيد الذي يمكن رؤيته بالعين المجردة وفي وضح النهار، ويتميز الاحتجاب أيضا أنه سيكون مرئيا من أجزاء من الوطن العربي، حيث يمكن مشاهدة الاحتجاب من تونسوالجزائر والمغرب وموريتانيا، أما بالنسبة لبقية الوطن العربي فستبدو الزهرة قريبة جدا من القمر الهلال، إلا أنها لن تختفي خلفه". وسيبدأ الاحتجاب بعد غروب الشمس في تونس فقط، في حين أنه سيبدأ قبل غروب الشمس في كل من الجزائروالرباط ونواكشوط، وعلى الرغم من وجود الشمس فإنه يمكن رؤية كلا من الهلال وكوكب الزهرة بالعين المجردة حتى قبل غروب الشمس، وستبقى الزهرة مختفية خلف القمر لفترة من الزمن لتعود بالظهور من الجهة المقابلة من قرص القمر، وستعود الزهرة بالظهور من خلف القمر بعد غروب الشمس في كل من تونسوالجزائر في حين أنها ستعود بالظهور والشمس ما زالت موجودة في كل من الرباط وانواكشوط. وأوضح عودة، أنه "على الراغبين رؤية هذا الحدث النظر قبل موعد الاحتجاب بنصف ساعة تقريبا نحو الهلال الذي سيقع في جهة الغرب، فعندها سيلاحظ الراصد وجود جرم لامع جدا يبدو كالنجمة بالقرب من الهلال، وهذا الجرم اللامع هو كوكب الزهرة، وبمرور الوقت وبسبب دوران القمر حول الأرض سيقترب الهلال من الزهرة إلا أن تختفي خلفه، وبعد مرور فترة من الزمن ستعود بالظهور من خلفه من الجهة المقابلة". وأضاف الخبير الفلكي يقول "بالإضافة لكل من الهلال والزهرة فإن كوكب المشتري اللامع يقع بالقرب من الهلال أيضا، فهو ذلك الجرم الأبيض اللامع الذي يقع أعلى الهلال، وفي حين أن الزهرة هي ألمع الأجرام السماوية بعد الشمس والقمر، فإن كوكب المشتري هو ثاني ألمع الأجرام السماوية". وبالنسبة لموعد الاحتجاب في بعض المدن العربية، فستختفي الزهرة خلف القمر في الأوقات التالية بتوقيت غرينتش: تونس الرابعة عصرا و26 دقيقة، الجزائر الرابعة عصرا ودقيقتين، الرباط الثالثة عصرا و32 دقيقة، انواكشوط الثالثة عصرا تماما، ويراعى أن جميع هذه المواقيت هي بتوقيت غرينتش، ويلزم تحويلها للتوقيت المحلي، وستبقى الزهرة مختفية خلف القمر بعضا من الوقت، حيث ستعود بالظهور في تونس في الساعة الخامسة عصرا و14 دقيقة، وفي الجزائر الخامسة عصرا و17 دقيقة، وفي الرباط الخامسة عصرا و07 دقائق، وفي انواكشوط الرابعة عصرا و20 دقيقة، ويراعى أن جميع هذه المواقيت هي بتوقيت غرينتش أيضا. أما بالنسبة لبقية مناطق الوطن العربي والتي لن ترى الاحتجاب فبإمكان المهتمين النظر نحو جهة الغرب بعد غروب الشمس بحوالي ربع ساعة لمشاهدة المنظر الجميل لكوكب الزهرة وكوكب المشتري وهما يقعان بالقرب من الهلال، وكوكب الزهرة هو الجرم الأشد لمعانا وسطوعا والأقرب إلى الهلال. وشدد عودة على أن بعض الجمعيات الفلكية العربية ستقوم برصد و توقيت مثل هذه الاحتجابات الهامة و ترسل النتائج الرصدية إلى منظمة توقيت الاحتجابات الفلكية العالمية، ومقرها في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وإلى منظمة رصد الاحتجابات القمرية ومقرها في اليابان "ويستفاد من رصد وتوقيت الاحتجابات بشكل عام في تنقيح مدار القمر وبالتالي ازدياد الدقة في تحديد موقعه في السماء وتحديد مواعيد الكسوف والخسوف ورؤية الهلال، كما يستفاد من رصد الاحتجابات في اكتشاف النجوم الثنائية وبعض الاكتشافات الهامة الأخرى، فعلى سبيل المثال تم اكتشاف أن لكوكب أورانوس حلقات مثل زحل عن طريق رصد أحد احتجاباته، ولرصد الاحتجابات العديد من الفوائد الهامة الأخرى التي لا يمكن تحقيقها إلا عن طريق رصد وتوقيت الاحتجاب".