ثمرة جديدة من الثمار الناضجة لشجرة الثورة المصرية الطيبة ، هنية في الجامع الأزهر ومن فوق منبره العريق ، شرف لهنية أن يرتقي هذا المنبر ذو المكان والمكانة ، هنية قائد عملاق في زمن الأقزام ، له قيمية دعوية وشعبية وجهادية وسياسية في موازين الرؤساء والزعماء والقادة ، زيارة هنية لمصر تأتي في السياق العام لوحدة الصف والجسد العربي وهو سياق طبيعي عُطل وبقصد في السنوات العجاف لحكم المخلوع مبارك لصالح المشروع الصهيوني عندما تحول مبارك لحارس أمين على حدود ووجود الكيان الصهيوني وعندما تحول مبارك لهدية الله لشعب اليهود ونقمة السياسة والتاريخ على شعب مصر وشعوب المنطقة ، زيارة هنية لها عدة نتائج دلالات نتائج ودلالات ** الاستقبال الشعبي الحافل من مختلف القوى السياسية المصرية والعربية والإسلامية في القاهرة يؤكد مكانة الرجل والقضية في نفوس وقلوب المصريين والشعوب الحرة وأن القضية انتقلت من المربع العربي الضيق إلى المحيط الإنساني الفسيح ** الاستقبال الرسمي للوفد الفلسطيني في مجلس الشعب المصري يرسخ لمرحلة جديدة في التعامل مع القضية الفلسطينية برمتها ، الأرض والمقدسات والشعب والانتقال من التعامل الأمني المحدود إلى السياسي غير المحدود ** لغة خطاب الرجل من فوق منبر الأزهر – وهو خطيب مفوه – حين أسمع الحضور والمتابعين ما يحبون سماعه عن ثبات خيار المقاومة وفشل الحصار الاقتصادي والسياسي والعسكري وصمود شعب غزة الذي لن يركع لغير الله وأنه لا اعتراف بإسرائيل ** تصريحاته النوعية عن موقف حركة حماس من الملف السوري وإعلانه حق الشعب في التحرر والحياة والحرية ** التجاوب المصري في رفع جزء من المعاناة عن شعب غزة الذي يعيش في الظلام دون كهرباء منذ أيام ويعاني نقصاً حاداً في أكثر من 400 صنفاً من الأدوية الحيوية في عن بعض الاحتياجات المعيشية الأساسية ** دراسة الطلب الفلسطيني في إنشاء أسواق حرة مفتوحة أمام الفلسطينيين لتلبية احتياجاتهم المعيشية ما يترتب عليه الخروج من تحت وطأة الضغط الصهيوني على حياة شعب غزة فضلاً عن العائد الاقتصادي على مصر ** امتنان الوفد الفلسطيني للدور المصري الفاعل في ملف تبادل الأسرى والمصالحة الفلسطينية وإصلاح منظمة التحرير والسعي لإعمار غزة وهي أدوار إقليمية غابت عنها مصر في عهد المخلوع مبارك ** الوضوح والصراحة من طرف الدكتور أحمد يوسف مستشار هنية والاعتراف ببعض الأخطاء الحمساوية – نمط غير وارد من السياسيين العرب - أبرزها الاستمرار في نهج السلطة في تكريس التوظيف على أسس حزبية، والتجاوز في حق الإعلاميين، وتعليق كل إخفاق في رقبة الحصار، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى قناعته بعدم حصول حماس على فرصة لتقديم نموذج في الحكم ** تقدير وتفهم الموقف المصري من معبر رفح بالقول أن مصر لا تريد أن يتحول قطاع غزة لعبء عليها، وتضع في حسبانها سعي إسرائيل لقتل قضية الدولة الفلسطينية برمي القطاع في حجر مصر، كما تريد مصر أن يبقى القطاع أمام المجتمع الدولي تحت الاحتلال من الناحية القانونية، وبالتالي تظل قضية الدولة الفلسطينية قائمة ، وهو تناول سياسي ناضج مخاطر وتداعيات يتخوف البعض من ردود أفعال عربية وغربية صهيونية على هذا التواصل العربي وتبني مصر للقضايا القومية بالمزيد من افتعال وتصدير الأزمات وهو واضح في الموقف الصهيوني بالتهديد المتكرر للعدوان على غزة أملاً في إرباك المشهد المصري والعربي المرتبك أصلاً في المراحل الانتقالية لثورات الربيع العربي، وتوريط القوى السياسية الإسلامية داخل البرلمان والشارع المصري وقياس ردود أفعالها التي كانت قوية وحاسمة وهي في مقاعد المعارضة فهل يختلف الموقف وهي قريبة من منصات الحكم ؟! خلاصة الطرح ..... زيارة هنية أعادت لمصر جزء من دورها القومي الذي غابت عنه لعقود طوال ، وهي بالتأكيد عودة حميدة قد يكون لها تكلفة كبيرة مدير مركز النهضة للتدريب والتنمية *