اللعبة الواضحة اليوم وهي لعبة انتخابية ضد من أفرزتهم صناديق الاقتراع ونجحوا و تآلفوا في حكومة و ها هم يخططون للاستيلاء علي السلطة و الرجوع للكرسي و البحث علي تحالفات جديدة من ضمنها الإتحاد العام التونسي للشغل -- بقايا النظام التجمعية : هم مازالوا في السلطة و مهيمنين بالكامل عليها و غير مستعدين لتحقيق أهداف الثورة و يشاركون في العبة التآمرية الخبيثة --البرجوازية الساحلية البورقبية و التبعية : يلقون باللوم علي الحكومة التي ما مر علي وجودها في الحكم أكثر من 60 يوما و كأنها ما حكمت و لكن هم يعارضونها هي أم وجودها؟ و نسوا أن النظامين السابقين هما المسئولان علي ما يحدث اليوم من إعتصامات وإضرابات و قطع الطرق و الهرج و المرج و حتى علي الكوارث الطبيعية و تهاطل الأمطار و الثلوج و من نقص في السدود و عدم وجود الآليات لتصريف المياه والاحتياط من ذوبان الثلوج و الفيضانات الذي قالوا عنها هي وضع سيئ و في الواقع إن رحمة ربي قريبة من الشعب التونسي و الثلج والمطر هما ما يرتاح إليهما الفلاح التونسي ولو شكرنا ربنا لكان أفضل و أحسن من شكوانا بلا فائدة -- اللإعلام : في العالم الحكومات تعين المشرفين علي الإعلام و لكن الصحافي حرفيته هي من تمكنه من الحرية وإذا فقد الحرفية المهنية فقدت الحرية و لا يحتاج الصحافي إلي حرية لأنه حر و لا إلي نقابة تدافع عليه لأنه هو من يدافع علي الآخرين أما إذا كان في حاجة لمن يدافع عليه فهذه حجة لأنه غير مهني و لا يملك الرؤية الصحافية و لكن الإعلام اليوم يزور الحقيقة و يكذب علي المواطن ويعمل لأجندات سياسية و حزبية و ينفذ خيوط المؤامرة التي أحيكت ضد النهضة ذات المرجعية الإسلامية والتئلف و الحكومة -- إن إتحادنا أنبعث أيام الجمر التي كانت تمشي فوقه تونس إذ كانت فرنسا تعبث بحرمتنا وسيادتنا ونهب ثروتنا و خيراتنا وقتل شعبنا تحت مرجعية الاستعمار و معاهدة الحماية ففي ذاك الوقت تكونت النقابة من مناضلين أحرار كانوا يؤمنون بالهوية العربية الإسلامية و كان يدافعون عنها بكل شراسة و انضموا وقتها تحت لواء النقابة الفرنسية سجت لا لأفكار أيديولوجية بل كان الغطاء النقابي وشبه حماية يتحرك من خلالها ضد العدو الفرنسي و في نفس الوقت كان النضال سياسيا بحتا و لكن الوسيلة كانت نقابية و مقاومة الاستعمار كانت فوق كل الاعتبارات . و قرر جمع من العمال التونسيين في أوائل سنة 1944 الانسلاخ عن ال سجت الشيوعية الفرنسية بزعامة فرحات حشاد و بعث حركة نقابية تونسية مستقلة الأول في 19 نوفمبر بالجنوب و الثانية في 6 ماي 1945 بالشمال ثم شكلت النقابتين النواة الأولي للتأسيس الإتحاد العام التونسي للشغل كأول تشكيلة للمجتمع المدني التونسي في 20 جانفي 1946 خلال مؤتمر التأم بالخلدونية أنتخب فيها فرحات حشاد أول أمين عام و الشيخ الفاضل بن عاشور رئيسا و اتضحت رؤيته العربية الإسلامية و لكن و معي الٍأسف مر الإتحاد بأزمات أبرزها سنة 65 و 76و85 و انقلب رؤيته إلي الأيديولوجية اليسارية و إلي اليوم هو في طريق يسار شيوعي أكثر ما يكون كما كان أيام الشيخ الفاضل بن عاشور وبدأ مسيرته تحت لواء تونس و كان يخوض المعارك علي كل الجبهات ضد الاستعمار و يساند الثوار في الجبال و كانا يعملان معا سياسيا و نقابيا وكان مساندا قويا ولا تعنيه الشيوعية آنذاك شيئا و همه الوحيد تحرير البلاد و التخلص من فرنسا ثم قد تحول بمرور الزمن هيكلا سياسيا و هذه الحقيقة لأن بورقيبة و بن علي منعا السياسة فتحول النضال السياسي تحت لواء الإتحاد كما بدأ في أول ودخلت عليه مرجعية فكرية يسارية ماركسية لبنينية و زادته ابتعادا أكثر من ذي قبل علي العروبة والإسلام و ها هو يشارك في معارضة حكومة الثورة و يستعمل آليته النقابية متسترا وراء الرأي النقابي. إن محمد علي الحامي و من بعده حشاد و الشيخ الفاضل بن عاشور لم يكونوا إلا مناضلين تونسيين ثقافتهم عربية إسلامية و فخرهم تونس و عزتهم الولاء إليها لا كما نراه اليوم الولاء هو لغير تونس وإلا كيف نفسر أن الثورة قامت علي الحرية و الكرامة بهدف التشغيل الضامن لهما و ها نحن حدنا علي الطريق و أصبحنا نهتم بمن له شغل و يتقاضى أجرا و الحقيقة تقال هم من كانوا يعملون أيام الجمر في العهدين البائدين تعيش كلها في المدن الكبري وليسوا في قائمات أحزابنا المتمدنة من أساسها إلي رأسه فهل رأيتم أبناء الريف التونسي و جهاته الفقيرة المحرومة في الحوارات يدلين برأيهم و همومهم علي شاشات الإعلام البنفسجي أم في منضمات المجتمع المدني مثل النساء الديمقراطيات فهل في صفوفهن الريفيات الآتي نراهن علي شبكات الفيسبوك و علي ظهورهن الحطب و يطيبنا الرغيف علي الطابونة و يسكن تحت أسقف تقطر مطرا فمن يتكلم علي من قاموا حقيقة بالثورة لا من ركبوا عليها من حقهم فيما يطالبون به و لكن أين أوليات الذين ليس لهم شغل و ليس لهم حرية ولا كرامة و هم أيضا لا يكونوا من ضمن لا الاتحاد و لا هم منخرطين معه و لا في الأحزاب السياسية التي تغزوا الشاشات البنفسجية يوميا.