التقى وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية سمير ديلو، بعد ظهر الخميس، بمقر الوزارة بباردو، رئيس حزب حركة النهضة، راشد الغنوشي، في اطار سلسلة من اللقاءات تنظمها الوزارة للتباحث مع زعماء الاحزاب السياسية حول موضوع العدالة الانتقالية والتعويضات المخولة لعائلات شهداء الثورة وجرحاها. وأفاد راشد الغنوشي في تصريح لوسائل الاعلام الوطنية أن الاجتماع بحث قضايا التعويضات المادية والمعنوية لشهداء وجرحى الثورة وسبل معالجة التركة التي "خلفتها عقود الاضطهاد"، بالاضافة الى بحث الاسس القانونية الممكنة لتفعيل العفو التشريعي العام بكل أجزائه بما يمثله حسب تقديره "من ركن أساسي في مصالحة تونس مع تاريخها، ومصالحة الدولة مع شعبها". وأكد الغنوشي في ذات الصدد أن إعادة الاعتبار لضحايا العهد السابق يجب أن ترتكز على الجانب المعنوي أيضا، وذلك على سبيل المثال، من خلال إطلاق أسمائهم على بعض الشوارع ، واقامة مهرجانات على شرفهم، مشيرا الى أن هناك أشياء لا يمكن تعويضها ذلك أن "الذي ضاع شبابه في برج الرومي أو غيره من السجون لايمكن لأي شيء أن يعوضه"، حسب قوله. من جانبه، أفاد ديلو أن زيارة الغنوشي جاءت بدعوة منه وهي تتنزل في اطار سلسلة من اللقاءات مع زعماء الاحزاب السياسية بعد أن تم طيلة الفترة الماضية استقبال عدد كبير من ممثلي تنظيمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية قصد "الاستشارة في ملف العدالة الانتقالية بكل أركانه". وأضاف أن زيارة الغنوشي "تأتي في سياق الاستنارة بأرائه باعتباره شخصية وطنية.. ولأن مسار العدالة الانتقالية يفرض الاستماع لجميع التصورات في البلاد"، معلنا أن ندوة وطنية للغرض سيشرف عليها الرؤساء الثلاثة (الجمهورية والتأسيسي والحكومة) يوم 14 أفريل المقبل ويحضرها ضيوف من داخل البلاد وخارجها.