أقيل السيد صالح عطية رئيس تحرير جريدة "الصباح" من مهامه، وذكر أن الإقالة تزامنت مع تقديمه لمشروع تطوير جريدة "الصباح" الذي تمت في بادئ الأمر الموافقة عليه من قبل لجنة محايدة ومستقلة، علما وأن اللجنة التي لم يسبق له معرفة أحد أعضائها لم تطلب منه شهادات علمية، وأضاف قائلا " أن في القطاع الصحفي لم يكن للشهادات العلمية أي تأثير فضلا عن الكفاءة المهنية والأمثلة في ذلك كثيرة. فالمرحوم الهادي العبيدي لم يكن له شهادات علمية تذكر مع أنه كان يتمتع بإلمام متين في عالم الكتابة والتحرير وكفاءة منقطعة النظير ولا يفوتنا أن نذكّر بنباهته الصحفية". واستغرب السيد صالح عطية ذكر الشهادات العلمية في هذا الوقت بالذات ورأى أن هنالك سرّ دفين خلف إقالته لا يعرفه إلا أصحاب النوايا. أما الأسباب الحقيقية، والكامنة خلف إقالته أنه اكتشف بعض زملائه داخل جريدة "الصباح" مورّطون برَهْن المؤسسة الإعلامية لبعض رجال الأعمال الذي سبق وأن كانوا ضمن المؤيدين للنظام البائد. صحفيو جريدة "الصباح" أفادوا من جهتهم أن سبب إقالة السيد صالح عطية من مهمة "رئيس التحرير المنسق" كانت بسبب ما شاب لهذه الخطة من إشكاليات، ومذكّرة الإعفاء الصادرة عن الإدارة العامة لمؤسسة جريدة "الصباح" الصادرة يوم 19 مارس 2012 تثبت ذلك. وجاء في هذه المذكّرة ما يلي : "حيث ذكر صالح عطية بمطلبه (مطلب ترشح لخطة رئيس التحرير) أنه حاصل على شهادة الباكالوريا وحيث طُلب منه الإدلاء بما يفيد هذا المستوى العلمي منذ 3 فيفري 2012 ولكنه لم يمكّن الإدارة العامة من هذه الوثيقة...). وذكر الصحفيون أن قرار الإعفاء، لا يعود إلى إشكالية الشهادة العلمية فقط، بل مطالبة أكثر من 90 بالمائة من صحفيي "الصباح" بالاستغناء عنه نظرا لأن هذا الأخير لا يحسن التعامل مع زملائه الصحفيين داخل المؤسسة. علاقة منعدمة بلغت حد القطيعة وتعود أسبابها لممارسة صالح عطية "الصنصرة" والرقابة على مواضيع وأسماء معينة. كما عرف عنه ثلب زملائه داخل وخارج المؤسسة، وأشاروا إلى استعمال هذا الأخير العنف معهم، كما اتهمهم في تصريحات إعلامية بعدم حرفيتهم لمهنة الصحافة وتعمّد قلب الحقائق وإيهام الرأي العام بتحطيم "الصباح" حتى يتسنى له المحافظة على منصبه الذي لم يعرف كيف يستغله على الوجه الأكمل. وحاول تغيير الخط التحريري وإخراجها من بوتقة استقلاليتها طيلة ما يقارب ال 60 سنة، وهو يزعم أنه مدعوم من الحكومة. ما نستخلصه أن وسائل الإعلام المكتوبة والمستقلة لا تريد أن تخرج من لونها البنفسجي وتسعى بكل ما أوتيت من قوة التشبّث بعدم توخيها الحياد، فمهنة الصحافة ينبغي أن تكون محايدة لا هي موالية للسلطة فتصبح بوقا من أبواقها ولا إلى المعارضة التي تسعى جاهدة إلى سحب البساط عن حكومة السيد حمادي الجبالي، فالصحفي الناجح هو الذي يوظف قلمه لإنارة الرأي العام خدمة لتونس فقط لا أن يعرقل سياسة الحكومة المنبثقة عن إرادة شعبية وبشكل ممنهج يعمل على نبش سلبياتها دون أن يذكر إيجابياتها. وهذا من شأنه أن يسيء إلى الأحزاب الحاكمة وبالتالي إلى تونس. ولا يجعل نفسه طرف نزاع بين الحكومة والمعارضة. فقراءتنا لواقع جريدة "الصباح"، ومن خلال إقالة السيد صالح عطية لا تدعو أن تكون لأسباب سياسية بحتة إذ أن هناك أطرافا وأياد خفية تسعى جاهدة لخدمة مصالحها وتريد أن تعمل عملا سياسيا من خلال هذه الصحيفة، لكن من هم، الله أعلم؟ فيصل البوكاري تونس