اثارت تصريحات وزير املاك الدولة والشؤون العقارية سليم بن حميدان التي قال فيها بالخصوص "من لا يثق في الحكومة ليس له مكان هنا" استياء المشاركين في منتدى إقليم الوسط حول التشغيل لولايات صفاقس والقصرين وسيدي بوزيد الذي انعقد اليوم الأحد بالمسرح البلدي بصفاقس. ورافقت الموجة الاحتجاجية للحاضرين مطالبتهم الوزير بمغادرة القاعة مرددين عبارة /ارحل/ بعد ان صرح بان "شبح البطالة هو تحد عالمي وليس وطنيا فحسب وهو ما يتطلب استعادة الثقة بين الحاكم والمحكوم" مضيفا قوله "من لا يثق في الحكومة ليس له مكان هنا". وكادت هذه التصريحات ان تؤدي الى توقف اشغال المنتدى لولا تدخل وزير التشغيل والتكوين المهني عبد الوهاب معطر الذي نجح في تهدئة الحاضرين وقدم اعتذاره لهم بدلا عن سليم بن حميدان قائلا "إن احتجاجكم مشروع ولكم كامل الحق في ذلك". وافاد وزير التكوين المهني والتشغيل أن الحكومة ستعمل على توفير 100 ألف موطن شغل خلال سنة 2012 سيكون للمناطق الداخلية النصيب الأوفر منها فضلا عن رصد 520 مليون دينار لصندوق التشغيل. وبين ان المقاييس التي سيتم اعتمادها للانتداب في الوظيفة العمومية ستاخذ بعين الاعتبار سنة التخرج وسن المترشح دون اعتبار الوضعية العائلية معلنا أن المؤتمر الوطني للتشغيل سيعقد خلال الأسبوع الأول من شهر ماي 2012. ومن جهتهم طالب المشاركون بالخصوص بضرورة القطع مع سياسة التهميش والمماطلة والتصريح بنتائج مناظرات 2011 قبل فتح مناظرات 2012 وإحداث هيكل لمراقبة المناظرات وان تكون وزارة التشغيل المخاطب الوحيد للعاطلين عن العمل الى جانب دعم جمعيات العاطلين عن العمل وإحداث مجالس جهوية للتشغيل. ورفع بعض المشاركين لافتات كتبت عليها شعارات من قبيل "التشغيل استحقاق لا مماطلة لا نفاق" و"شغل حرية كرامة وطنية" و"لا رجوع للمحسوبية ولسياسة الحزب الواحد" و"المنتدى الوطني للتشغيل : كذبة افريل" . وصرح سليم بن حميدان لمراسلة /وات/ بالجهة إن شعار المنتدى الوطني للتشغيل الذي رفعه بعض الحاضرين "يعد استفزازا يترجم على نية مبيتة خاصة وأننا في فضاء تشاوري ". وتمخضت عن هذا المنتدى جملة من التوصيات أبرزها مواصلة العمل بمنحة "امل" وتفعيل مكاتب التشغيل الجهوية وإصلاح منظومة التعليم والتكوين الى جانب التاكيد على اهمية تشريك المجتمع المدني في اللجان الجهوية للتشغيل وتشديد الرقابة على التشغيل المزدوج. وحول واقع وآفاق التشغيل بهذه الولايات تم بالخصوص رصد انسداد افاق التشغيل بها وغياب تشريكها في اتخاذ القرارات المتعلقة بالتشغيل فضلا عن افتقارها للأرضية الملائمة للاستثمار وبعدها عن الإدارات المركزية. وحضر المنتدى عديد الشباب العاطلين عن العمل من الرابطة التونسية للدفاع عن أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل والجمعية الوطنية لحاملي الشهادات العليا المعطلين عن الشغل والمنظمة الوطنية للمحرومين من حق الشغل فروع صفاقس والقصرين وسيدي بوزيد ومن جمعية المهندسين الفلاحيين التونسيين الشبان.