دعت القيادات الإسلامية في الهند إلى الاحتفال بعيد الأضحى المبارك بهدوء؛ نظرا لحالة الحزن التي تخيم على البلاد هذا العيد لفقدان نحو 172 شخصا لقوا حتفهم في هجمات مومباي الأسبوع الماضي.وفي بيان نقلته صحيفة "تايمز أوف إنديا" الهندية يوم الخميس، حثت منظمة أئمة مساجد عموم الهند المسلمين في البلاد (140 مليون مسلم) للاحتفال بعيد الأضحى بطريقة واعية تتسم بالهدوء والبعد عن مظاهر الفرح والبهجة الكبيرة، وطالبوهم بوضع شرائط سوداء على ملابسهم لإظهار التضامن مع الضحايا. وقالت المنظمة التي تضم 530 ألفا من السنة والشيعة في البيان: "نشعر بأسى عميق لهذه الخسائر في الأرواح البشرية، هذا هجوم على جميع الهنود لذا ينبغي علينا أن نكون في مقدمة من يحيون هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل بلادنا". وكان عشرة مسلحين قد نفذوا هجمات إرهابية استهدفت فنادق فاخرة ومستشفى ومحطة للسكك الحديدية ومطارا ومركزا يهوديا ودار سينما في مدينة مومباي عاصمة الاقتصاد الهندي التي يقدر عدد المسلمين بها بحوالي مليوني مسلم من أصل 19 مليون نسمة. وأسفرت الهجمات عن مقتل نحو 172 شخصا، بينهم 26 من الأجانب، وإصابة 296، واستغرقت قوات الكوماندوز الهندية نحو 60 ساعة لاستعادة السيطرة على الوضع وإطلاق سراح عشرات الرهائن الذين احتجزهم منفذو الهجمات. فصل الإسلام عن الإرهاب وستقوم منظمة أئمة مساجد عموم الهند بتنظيم مؤتمر دولي خلال أيام العيد لدحض الآراء التي تربط الإسلام بالإرهاب، بحسب الصحيفة. وقال الأمين العام للمنظمة عمر أحمد إيلياسي: "أولويتنا هي دعوة الأئمة ورؤساء دول مثل باكستان وأفغانستان وفلسطين، التي تعتبر ضحايا للإرهاب بطريقة أو بأخرى لحضور هذا المؤتمر". وانطلقت الدعوة لعقد هذا المؤتمر بعد اجتماع حضره آلاف العلماء والمديرين والمعلمين في مختلف المدارس الدينية في كافة أنحاء الهند أقيم في معهد التعليم اللاهوتي "دار الأم" الشهير بالهند لإدانة الإرهاب وربط الإسلام بالعنف. ومن المتوقع أن يحضر المؤتمر أكثر من 500 عالم مسلم في جميع أنحاء العالم. وأشار إيلياسي إلى أن المؤتمر سيطلب من جميع الجماعات المسلحة تجريد أسمائها من الكلمات التي تحمل دلالات إسلامية وقال: "كيف يمكن لمنظمة إرهابية مثل جيش محمد، التي تؤمن بسفك الدماء، أن تستخدم اسم النبي محمد الذي كان أعظم رسل السلام".