جُرّد عبد الرؤوف العيادي من منصبه كأمين عام بالنيابة لحزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" الذي يشارك في الإئتلاف الحكومي في تونس، بسبب رسالة كان قد وجّهها إلى رئيس الهيئة التنفيذية في حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. وقال عماد الدائمي المستشار السياسي للرئيس التونسي منصف المرزوقي، وعضو المكتب السياسي لحزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" الذي أسّسه المرزوقي، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس، إنه تم سحب صفة الأمين العام بالنيابة للحزب من عبد الرؤوف العيادي عملاً بالفصل 31 من النظام الداخلي للحزب. وأضاف الدائمي أنه تم أيضاً إلغاء كافة القرارات التي إتخذها العيادي خارج إطار المكتب السياسي للحزب، معتبراً أن العيادي تفرّد بالرأي أثناء إدراته شؤون الحزب. واعتبر الدايمي أن الرسالة التي بعث بها رؤوف العيادي إلى حزب "القوات اللبنانية" برئاسة سمير جعجع هي "القطرة التي أفاضت كأس أعضاء المكتب السياسي"، خاصة وأنه مدح في هذه الرسالة "القوات اللبنانية" وسمير جعجع، معتبراً أن جعجع "متورط مع الكيان الصهيوني في جرائم حرب ضد الفلسطينيين". وكان العيادي قد بعث برسالة إلى حزب "القوات اللبنانية" وصف فيها سمير جعجع بالرفيق الملهم، ما أثار غضب وسخط أعضاء "حزب المؤتمر من أجل الجمهورية"، وإستياء غالبية القوى الديمقراطية والوطنية في تونس. وفي السياق، إعتبر الدايمي الذي أعلن أنه سيتولى منصب الناطق الرسمي باسم حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية"، أن القرارات التي إتخذها العيادي خلال توليه منصب الأمانة العامة للحزب بالنيابة "غلب عليها الإرتجال والتسرّع والحدية". واتهم العيادي ب"عدم التنسيق مع أطراف الحكم في البلاد" أي حركة النهضة الإسلامية وحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات "في خيارات كبرى ما أدى إلى عدم الإلتزام بالمصلحة العامة للبلاد". يشار إلى أن حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" هو شريك في الحكم حركة النهضة الإسلامية وحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، وهو يعاني من مشاكل داخلية منذ إستقالة أمينه العام منصف المرزوقي لتولي منصب الرئيس المؤقت لتونس. وبدأت هذه المشاكل تطفو على السطح خلال المفاوضات أثناء تشكيل الحكومة التونسية الذي إتسم بالمحاصصة بين الثلاثي الحزبي المذكور، حيث إنقسم إلى الحزب إلى شقين الأول قريب من حركة النهضة والثاني أخذ مسافة منها.