أفاد عضو المكتب السياسي والناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية عماد الدايمي بأن الأوضاع الداخلية للحزب وما يعيشه من اضطرابات وتجاذبات باتت تستدعي، حسب رأيه "التدخل وتحمل المسؤولية في إعادة الأمور إلى نصابها بالرجوع أساسا إلى قواعد الحزب خاصة في الجهات". وأوضح الدايمي خلال ندوة صحفية للحزب انعقدت صباح الخميس بالعاصمة أن المكتب السياسي لحزب المؤتمر المجتمع بغالبية أعضائه أوصى بعقد المجلس الوطني يوم 12 ماي المقبل على أن يتم تكليف لجنة تعمل بالتنسيق مع لجنة الهيكلة على ضمان تمثيلية المكاتب الجهوية والإعداد السليم لهذا الاجتماع. وقد تضمنت توصيات المكتب السياسي وفق بيان تم توزيعه على الصحفيين "سحب صفة الأمين العام بالنيابة عن عبد الرؤوف العيادي لخروجه عن مبدأ التشاور وعن النظام الداخلي وتعبيره عن مواقف تتناقض مع الخط السياسي للحزب" وفق ما جاء في البيان الذي طالب كذلك بإلغاء كافة القرارات التي اتخذها العيادي خارج المكتب السياسي. وأرجع الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الاضطرابات والتجاذبات داخل حزبه إلى ما اسماه ب"تفرد الأمين العام بالنيابة بالرأي واتخاذه لقرارات ومواقف ارتجالية ومتوترة في غياب تام للحوار والتشاور سواء صلب الحزب أو مع الشركاء في الحكم". وبين الدايمي أن الكلمة التي أدلى بها عبد الرؤوف العيادي بمناسبة مؤتمر حزب القوات اللبنانية والتي قال إنه "حيا فيها الرفاق المناضلين من اجل الحرية والديمقراطية" كانت القطرة التي أفاضت الكأس، مضيفا أن المؤتمر قد تبرأ من هذا الموقف وقائلا "ان ما صدر عن العيادي لا علاقة له بالخط السياسي للحزب ولا يعبر عن خياراته السياسية". وأشار إلى أن الأمين العام بالنيابة ظل طيلة الفترة الماضية من توليه مهمة تسيير الحزب يمارس على حد تعبيره "سياسة الإقصاء والتهميش اذ لم يدع ولو مرة واحدة إلى اجتماع المكتب السياسي، كما لم يحضر ايا من الاجتماعات التي انعقدت بمبادرة من غالبية أعضائه" مثلما ينص على ذلك النظام الداخلي للحزب. وأضاف الدايمي انه في ظل هذه الأزمة، جاء عبد الرؤوف العيادي بما اسماه ب"المكتب الوطني المصغر" في مسار وصفه بغير القانوني، مما اوجد حسب رأيه حالة تصادم وتجاذب بينه وبين كوادر الحزب وقواعده في الجهات. وفي إجابته عن مختلف أسئلة الصحفيين، أوضح الناطق الرسمي باسم المؤتمر من أجل الجمهورية انه من الأسباب الرئيسية للازمة التي يمر بها المؤتمر، الخلل الهيكلي الذي خلفه التحاق عدد من مناضليه بالحكومة وبالمجلس الوطني التأسيسي . وحول موقف مؤسس الحزب مما يحدث، قال عماد الدايمي إن السيد محمد المنصف المرزوقي الذي اختار التخلي عن مسؤولياته صلب الحزب بعد ان تولى رئاسة الجمهورية، يهتم ويتابع كعضو كل ما يجري ويحرص على حد تعبيره "على إيجاد الحلول وتقريب وجهات النظر". يذكر أن عبد الرؤوف العيادي كان قد وجه مساء الأربعاء رسالة مفتوحة عن "المجلس الوطني المصغر للحزب إلى مناضلات ومناضليه للوقوف على أسباب الأزمة التي يعيشها حزبهم". واستعرض العيادي في هذه الرسالة ما اسماه ب"اخلالات وتجاوزات لأعضاء الحكومة والمجلس التأسيسي من أبناء الحزب" مهددا بتكريس القطيعة معهم في حال "عدم التفاعل مع ما يدعو إليه".