تونس السيد المبروك الفجرنيوز:بمناسبة حلول عيد الإضحى المبارك نتقدم بأحر التهاني وأصدق الأماني إلى كل المدافعين عن حقوق الإنسان والمضطهدين،في عيشهم،والمناضلين في سبيل رقي الإنسان وكرامته مهما كان جنسه ولونه ودينه ومذهبه الفكري و السياسي. وبما أن"المضروب" في حقوقه أكثر الناس إحساسا بالضرب وبقيمة الحقوق،وأكثرهم تعلقا بالقيم الإنسانية النبيلة،فإن كلماتنا المبحوحة تتوجه إليهم أصلا. وها هو عيد آخر يهل علينا،ومدينة قليبية حزينة،شديدة الحزن،على أربعة من أبنائها البحارة الذين ابتلعهم البحر. عيد آخر يطل علينا،كئيب الملامح والأجواء،ودار لقمان على حالها،وحالنا من حالها وهمنا من همومها وأحزاننا من أحزانها: _ رابطتنا مضروبة ،ظلما وعدوانا وتسلطا واستغلالا غير قانوني،لسلطة كان من المفروض أن تكون محايدة في الصراعات السياسية والفكرية والمذهبية والإنسانية، وكان عليها أن تعمل على حفظ حقوق المواطن وحرياته وأمنه وحياته،دون أن تنحاز لطرف على حساب طرف آخر،أو تقف ضده. _مقراتنا محاصرة وممنوع علينا فتحها (وأحيانا نمنع حتى من الإقتراب منها أو المشي في اتجاهها)، أما إذا أردت أن تستفسر المحاصرين والمانعين عن السبب فإن جوابهم يكون جافا،مقتضبا،وهو"التعليمات" تفرض هذا. تقول لهم وما العلاقة بين القانون و التعليمات؟ فيكون جوابهم أكثر جفافا واقتضابا:"لسنا مطالبين بالشرح ولا الجواب". ونحن نقول ،وبالعقل والهدوء والقانون:"إن القانون هو قواعد تنظم علاقاتنا مع بعضنا ومع السلطة،وهذه القواعد مستمدة من الدستور،تفسره ولا تعارضه، فإذا أثبت الدستور حق الحرية ،والتنقل،والإجتماع،والتعبير، فإن على القانون أن يضع كل ذلك في حيز الواقع والممارسة، أما إذا كان القانون ضد حقوق الإنسان وحرياته فلن يكون قانونا، وبالتالي فهو لا يحترم بل يقاوم، اعتمادا على الدستور الذي له العلوية والتقدم على ما سواه من أوامر وإجراءات مهما كان مصدرها (إلا إذا كانت الدولة في حالة استثنائية كالحرب أو الطوارىء)،ومن هنا فإن التعليمات،مهما كان مصدرها،لا اعتبار لها إذا كانت مخالفة للدستور والقانون، لأن وظيفتها تتمثل في تفسير القانون وشرحه. فمن يكون هذا الذي يصدر تلك التعليمات ويقدمها على القانون ،وهو يعرف أنه ،إذا جد الجد فلن يجد هؤلاء من يرحمهم من ساداتهم ورؤسائهم ،(والأمثلة من ذلك كثيرة)؟، فلماذا يسمح ضباط الشرطة اليوم لأنفسهم بالغرق في هذا المأزق القانوني بتعلة أنهم مأمورون وليسوا أبطالا؟ ثم أليس من باب هيبة الدولة (وهم واجهة من واجهاتها)صيانتهم والعمل على احترامهم، والمحافظة على سمعتهم عند المواطنين؟. إذن:بأي قانون يمنع الرابطيون من النشاط في نواديهم ومقراتهم، وتضرب المحاصرة اللصيقة عليهم، ويمنع بعضهم أحيانا حتى من الجلوس في المقاهي العمومية، وهو عمل مخالف لدستور البلاد وكل الأعراف الدولية والذوقية والمنطقية؟ إنها سياسة التعليمات، اللاقانونية، الجائرة، والتي ،بها، ومعها، يسقط القانون، ويتجاهل الدستور ويضرب بالعقل والمنطق والمصلحة الوطنية عرض الحائط، لإن الهدف البعيد هو تدجين كل المنظمات في البلاد وربطها في" قلادة" واحدة. أما الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان والحريات فشأن آخر لا علاقة له بالواقع، ولا حياة له إلا في الخطب والتلفزة والإذاعة والجرائد"المطبلة المبندرة". _وها هو اليوم العالمي لحقوق الإنسان(10 ديسمبر) على الأبواب، وستحتفل به بلادنا وتخصص له إذاعاتنا وتلفزتنا البرامج الوثائقية،الدعائية، وستمجد التزام تونس بميثاق الأممالمتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أصدرته منظمة الأممالمتحدة (وتونس عضو فيها)، ومع ذلك نمنع من الإحتفال بهذا اليوم ، بغير وجه حق ولا قانون ، بل باستعمال سلطة الدولة ضدنا، لأننا رابطة قانونية وشرعية سلمية. _إذن: مهما كانت الظروف فإننا صامدون وصابرون(بفضل وقوف الوطنيين وكل القوى التقدمية الديمقراطية معنا) ولن نسمح لأنفسنا بالسقوط في مستنقع"حلول اليأس" التي تؤدي حتما بأصحابها للعنف والإرهاب(ونحن ،بطبيعتنا وأهدافنا ،ضد العنف والإرهاب). وعلى أصحاب التعليمات أن يتأكدوا من أننا لن نفرط في مقراتنا ولن نسكت عن المطالبة برفع اليد عنها، ونقول لهم : إذا كنتم تنتظرون منا أن نتفكك ذاتيا،( وبحكم الهرسلة التي نعامل بها)، وأن نتخلى عن مبادئنا الإنسانية ونركع عند أقدامكم، فإن انتظاركم سيطول ، ويطول، ولن تجديكم سياسة"عض الإصبع" نفعا معنا لأننا نسير في اتجاه التاريخ وننظر الى الأمام ..وما عليكم إلا أن تعدلوا ساعاتكم وتفهموا البعض مما يقوله النشيد الرسمي التونسي:" فلا عاش في تونس من خانها ، ولا عاش من ليس من جندها، نموت ونحيا على عهدها حياة الكرام وموت العظام" والخيانة معروفة معانيها الواقعية، ومعروف أصحابها وممارسوها، تحت أقنعة متلونة ، متعددة، كما أن جند تونس معروفون بمواقفهم الحامية لها والمدافعة عن انسانية شعبها، الذي قاوم الإستعمار ليكون حرا كريما عزيزا فهل يكون الوطن ترابا دون انسان، وتكون العزة والكرامة دون حقوق وحريات؟. أليس الحوار أفضل الأساليب والطرق لحل مشكلاتنا؟ افهموا يهديكم الله، ويشرح قلوبكم للتسامح والمحبة والخير. _إذا كان شاعرنا يقول:"عيد بأي حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد"، فهل هناك من جديد غير المشاكل والمصائب و الأزمات، والزيادات المشطة في الأسعار، والحارقة لقدرة المواطن الشرائية والمعيشية؟..ورغم كل ذلك فإن تعلقنا بالأمل هو أكبرمن كل همومنا ، وهو الذي يجعلنا متفائلين، ومن تفاؤلنا نهنئكم بعيد الإضحى المبارك أعاده الله عليكم بالفرح والسعادة والخير. والسلام. رئيس الفرع :عبد القادر الدردوري