إذعانا لأمر الله جلّ في علاه تركت عملي وانصرفت إلى جامع الفلاح الكائن ب 51 نهج عبد الرزاق الشرايبي تونس لأنال شرف حضور خطبة الجمعة التي والحق يقال كانت ممتازة. كان محور الخطبة يحوم حول الأوضاع المزرية للمسلمين في مختلف أنحاء العالم. وبما أن التونسيين يعتنقون دين الإسلام كان لا بدّ عليهم أن يهتموا بشؤون المسلمين وخصوصا الذين يعانون النكبات والأزمات والمحن أمثال العراق وسوريا والشيشان وأفغانستان إذ أن الرسول الكريم قال في حديثه الشريف : «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم». وما يؤسف من أجله وتقشعرّ منه أبدان المصلين هو سماعنا للإمام وهو يقول من فوق المنبر وقلبه ينفطر ألما وكمدا، وله الحق في ذلك «إن هذا المسجد الجامع إلى حد يوم الناس هذا ليس مرتبطا بوزارة الشؤون الدينية، وبالتالي فإن فاتورتي «الكهرباء والغاز» و«الماء الصالح للشراب» تأتيان باسم جامع «الفلاح» وبأسعار مشطّة ومرتفعة نسبيا. والحمد لله أن هنالك رجالا كرّسوا أنفسهم خدمة لهذا المسجد ودعمه ماديا حتى يؤدي رسالته التعبّدية على أكمل وجه وفي ظروف طيبة. ولسائل أن يسأل لماذا لا يتم إعفاء بيوت الرحمان من هذه الأداءات المجحفة التي باتت تؤرق كاهل المصلين؟ وإرسال هذه الفواتير إلى هيئات متطوعة داخل المساجد لا تنمّ إلا على ضعف في إيمان بعض المسؤولين. فالجميع يعلم علم اليقين أن هؤلاء الأشخاص يعملون بهاتين الشركتين ويتمتعون علاوة على أجورهم والمنح المخصصة لهم باستهلاك مجاني للكهرباء أو الماء الصالح للشراب، فهل هؤلاء خير أم الله الواحد القهار؟ ألا يستحق هذا الرب الكريم أن تكون مساجده داخل التراب التونسي معفاة من معاليم فاتورتي «الضو والماء» والحال أن الله هو من أنزل علينا الماء والكهرباء بالمجّان. فقال في سورة الواقعة «أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون». فيصل البوكاري تونس