برلين : بين الفينة والاخرى تظهر احتجاجات من قبل مدراء المدارس الحكومية الالمانية بسبب قيام بعض الاهالي من الجالية الاسلامية في المانيا بمنع بناتهم من الاشتراك في دروس السباحة او الرحلات المدرسية . وتشكل الجالية الاسلامية حاليا في المانيا ما يزيد عن اربعة ملايين مسلم غالبيتهم من الجالية التركية، والذين جاء معظمهم للعمل في المانيا بعد الحرب العالمية الثانية، في حين يبلغ العدد الاجمالي لسكان المانيا 82 مليونا والتي تعد من اكبر الدول الاوروبية من حيث عدد السكان . ولا تعتبر مشكلتا الاشتراك في دروس السباحة او الرحلات المدرسية الالمانية، المشاكل الوحيدة التي تعاني منها الجالية المسلمة في المانيا، فهناك مشاكل كثيرة يعاني منها ابناء الجالية المسلمة مثل صعوبة الاندماج احيانا في المجتمع الالماني، وتعلم اللغة الالمانية وايجاد فرص عمل في المجتمع الالماني. ويعتبر ملف الاندماج احد الملفات المهمة على الساحة السياسية الالمانية، فالحكومة الالمانية ويعقد كل عام في العاصمة برلين مؤتمر عن ملف اندماج المهاجرين في المجتمع الالماني، وعادة ما يشترك ممثلو الجمعيات والمؤسسات والروابط الاجنبية في هذا المؤتمر ومنهم طبعا ممثلو الجالية العربية والاسلامية في هذا المؤتمر. ويبلغ عدد المهاجرين في المانيا حوالى 14 مليون مهاجر، من اصل 82 مليونا، العدد الكلي لسكان المانيا ولكن من بين 14 مليون مهاجر هناك تقريبا 7 ملايين مهاجر لا يملكون الجنسية الالمانية، اي بما نسبته حوالى 9 ' من عدد سكان المانيا . السيد صبري عارف من ابناء الجالية الاسلامية في مدينة دوسلدورف الالمانية قال حول ملف الاندماج 'يطرح على سلم جدول الاعمال العديد من القضايا الرئيسية التي تهم مصالح الطرفين ومنها الاندماج داخل المجتمع الالماني وتعلم اللغة الالمانية ودروس السباحة في المدارس الحكومية الالمانية وتدريس الدين الاسلامي في المدارس ومشاركة ابناء المهاجرين في سوق العمل وقضية البطالة المرتفعة بين صفوف المهاجرين ولا سيما ايضا قضايا اخرى مثل التعليم والتسرب من المدارس وتعلم مهنة'. واشاد بالجهود التي تبذلها الحكومة الالمانية في دعم جهود ملف الاندماج، وقال 'يعني ملف الاندماج تعليم اللغة الالمانية وتوعية العائلات العربية بالمشاكل الموجودة في المدارس الحكومية الالمانية ورعاية الشباب والتربية ورعاية المرأة وايجاد فرص عمل في السوق الالماني' داعيا الاهالي الى السماح لبناتهم بالاشتراك في دروس السباحة والرحلات المدرسية. واشار عارف الى اهمية تعلم اللغة باعتبارها الجسر الوحيد نحو الاندماج داخل المجتمع الالماني وايجاد عمل داخل السوق الالماني، مؤكدا على ان الاندماج داخل المجتمع الالماني يعني احترام الحضارات والثقافات والافكار المختلفة، والعمود الفقري للاندماج هو تعلم اللغة باعتباره جزءا اساسيا من اسس الاندماج . كما شجع ابناء الجالية العربية في برلين على ضرورة تعلم اللغة الالمانية وانتقد في نفس الوقت السلطات الرسمية الالمانية لانها لم تعمل على موضوع اندماج المهاجرين منذ صولهم الى الاراضي الالمانية، الا انه انتقد دور المرأة العربية في المجتمع الالماني بسبب عدم تحركها الفاعل، مطالبا اياها بضرورة الاندماج الجاد في المجتمع الالماني والانخراط فعليا في الحقل السياسي الالماني و حضور النشاطات الثقافية للجالية العربية. المشرفون الاجتماعيون من ابناء الجالية العربية في المانيا اكدوا على اهمية طرح هذه القضايا الرئيسية موجهين النقد والعتاب للسلطات الرسمية الالمانية لانها لم تهتم بقضية الاندماج منذ الايام الاولى لوصول المهاجرين الى المانيا، واكدوا ايضا على ضرورة تعلم اللغة الالمانية لانها الجسر الوحيد نحو الاندماج داخل المجتمع الالماني وايجاد عمل داخل السوق الالماني. ومن جانبه طالب الخبير الاجتماعي سليم بو معروف من ابناء الجالية المغربية في العاصمة برلين السلطات الالمانية بضرورة تحسين الحياة الاجتماعية للاجئين السياسيين واشراكهم في الانتخابات البلدية ولا سيما ايضا توفير الدورات التعليمية لهم وتعليمهم اللغة الالمانية والمهن المختلفة من اجل ادماجهم في المجتمع الالماني والحياة السياسية. وقال 'الجالية التركية لها تاريخ اقدم في المانيا قياسا بوضع الجالية العربية كما ان قدوم ابناء الجالية التركية الى المانيا كان لاسباب مختلفة عن قدوم ابناء الجالية العربية الذين جاؤوا الى المانيا بسبب الحروب والاوضاع الامنية السيئة '. واضاف يقول 'هناك فرق جوهري بين الاندماج والذوبان داخل المجتمع الالماني، انا مع الاندماج من حيث ايجاد فرص للمهاجرين في سوق العمل الالماني وتعلم اللغة الالمانية ولكنني ضد الذوبان والانصهار الكلي في المجتمعات الاوروبية لان ذلك يعني فقدان الهوية والجذور للانسان العربي'. وكانت دراسة المانية قد بينت مؤخرا ان حوالى 40 ' من ابناء المهاجرين الذين يعيشون في المانيا يتسربون من المدارس و لا يملكون اي مؤهلات حقيقية لتعلم مهنة تساعدهم على العيش وايجاد عمل ملائم لهم في سوق العمل الالماني. 'القدس العربي' من بسام عويضة