رويترز - الرباط الفجرنيوز:يتصاعد القلق في بلدان المغرب العربي مع تزايد نشاط جيل جديد من المنصرين المسيحيين غير المعلنين في هذه المنطقة ذات الغالبية المسلمة؛ حيث يتهم علماء مسلمون المنصرين ب"استغلال الضعفاء والمحتاجين لتحويلهم عن دينهم، وتهديد الأمن العام". وتقول جماعات تنصيرية عن نتائج نشاطها في هذه البلدان إن عدد المسيحيين في المملكة المغربية وحدها ارتفع من 100 إلى 1500 في عشرة أعوام، وفي الجزائر ارتفع عدد المسيحيين إلى عدة آلاف رغم عدم وجود إحصاءات رسمية، بحسب تقرير لوكالة رويترز. ويضيف المصدر ذاته أن رسالة هذه الجماعات في طريقها إلى الوصول إلى آلاف آخرين بشكل أسرع بسبب انتشار قنوات التلفزيون الفضائية واستخدام الإنترنت. وتقول دانا روبرت أستاذة الدراسات المسيحية في جامعة بوسطن الأمريكية إن "أنشطة هذه الجماعات تتنامى عبر الإنترنت، وعبر التنقل من مكان إلى آخر". وبحسب علماء مسلمين، فإن المبشرين "يستغلون ضعاف الإيمان، ويستهدفون الفقراء والمرضى عبر المشروعات الخيرية التي يتخفون وراءها، كما يسعون لكسب ود الأمازيغ في شمال إفريقيا، وإقناعهم بأن العرب فرضوا عليهم الإسلام". ويقول محمد يوسف الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى بالمغرب: "إنها أساليب غير أخلاقية؛ فالإسلام دين سماوي ليس للعرب أو للأمازيغ". "تمهيد الطريق" وتنفي البعثات التنصيرية بدورها استغلال الضعفاء، وتبرر عملها في السر بحرصها على أمن عدد من المتحولين للمسيحية الذين يعملون في الشركات ومدارس اللغات التي تنشئها. من جانبه، لا ينفي "ن. تيلور" - عضو كنيسة معمدانية في لاية أوهايو الأمريكية - لا ينفي قيام هذه البعثات بممارسة التنصير، قائلا: "الهدف أن نقدم الكتاب المقدس بشكل واضح، وأن نناقش أمورا خاطئة للناس عنه، على سبيل المثال أن الكتاب المقدس محرف، وأننا نعبد 3 آلهة". ويضيف تيلور - الذي اكتفى باسمه الأول فقط حتى لا يتأثر عمله - "قبل ثلاثة أعوام بدأت أصلي من أجل أجزاء من العالم لم تصلها رسالة المسيح"، مشيرا إلى أنه يمهد الطريق لزملائه ومعظمهم من أمريكا الجنوبية لتعلم اللهجة المغربية، وإقامة مشروعات صغيرة لتمويل عملهم التنصيري. ومن ضمن هذه المشروعات التي تظهر في شكل خدمات أو أعمال خيرية للسكان مشروع لإنتاج الملابس أقامته جماعة مسيحية توظف خلاله 70 سيدة لإنتاج الملابس بمنطقة القبائل في الجزائر. وتفيد مواقع على شبكة الإنترنت أن الجماعات التبشيرية في شمال إفريقيا تتراوح من تحالفات واسعة إلى كنائس صغيرة.وفي الجزائر جرت مؤخرا سلسلة محاكمات لمسيحيين بروتستانت من السكان المحليين بتهمة تحويل أشخاص عن ديانتهم. وينص دستور الجزائر على حرية العقيدة، غير أن قانونا صدر في عام 2006 يجرم محاولات التنصير. ولمواجهة هذه الأنشطة التبشيرية كثفت مؤخرا مواقع منتديات مغربية وجزائرية من الدعوة لترويج مناظرات المفكر الإسلامي الراحل أحمد ديدات مع رجال دين مسيحيين والتي فند فيها عقيدة التثليث التي يؤمن بها المسيحيون من خلال عدة أدلة بينها آيات من الإنجيل نفسه المتداول بين المسيحيين، كما انتشرت بشكل واسع على موقع يوتيوب مقاطع فيديو تتضمن مداخلات لأحمد ديدات خلال هذه المناظرات.