قضت المحكمة الجنائية الدولية لرواندا بالسجن المؤبد على العقيد ثيونيستي باغوسورا معتبرة إياه "العقل (العسكري والسياسي) المدبر" لأعمال الإبادة التي عرفتها رواندا في 1994.وصرحت المحكمة أن "العقيد باغوسورا مدان بارتكاب أعمال إبادة وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". وقال عالم الاجتماع والخبير لدى المحكمة الجنائية الدولية لرواندا أندريه غيشاوا لفرانس 24 إن "هذا القرار يعتبر خطوة بالغة الأهمية بالنسبة للمحكمة"، وأضاف "قد يمثل أمام المحكمة عشرون متهما آخرا. صحيح أن باغوسورا كان شخصية بارزة بين منظمي الإبادة، حيث كان منفذ العمليات، لكنه كان يعمل لصالح أناس آخرين، ولا سيما لخدمة مصالح حاشية الرئيس هابياريمانا". باغوسورا توعد "بتحضير قيام الساعة" وأفادت مراسلة راديو فرنسا الدولية ستيفاني براكوهي لفرانس 24 من أروشا أن "تهمة التواطؤ من أجل تنفيذ الإبادة لم تأخذ في الحسبان نظرا لعدم توفر الأدلة الكافية". وذكرت أن باغوسورا الذي كان يرتدي بذلة داكنة، ورباطة عنق، لم يبد متأثرا عند قراءة الحكم. ورفض باغوسورا البالغ من العمر 67 سنة تهمة الادعاء له بكونه المسؤول الأول عن قوات ومليشيات إنترهاموي الهوتو المتسببة في إبادة 800.000 شخص بين التوتسي ومعتدلين من الهوتو في ربيع 1994. وجاء في لائحة اتهامات المحكمة الجنائية الدولية لرواندا أن باغوسورا غادر طاولة مفاوضات السلام في تنزانيا قبل حدوث الإبادة، قائلا أنه سيعود إلى رواندا لتحضير "قيام الساعة". وكان باغوسورا، وهو مديرمكتب سابق في وزارة الدفاع، مكلفا بمراقبة الشؤون العسكرية والسياسية في رواندا عندما أسقطت الطائرة التي كانت تقل الرئيس يوفينال هابياريمانا في السادس من نيسان/أبريل 1994. ومثل هذا الحدث نقطة الصفر لعملية الإبادة. واعتبرت المحكمة أن باغوسورا أصبح الحاكم الفعلي لرواندا بعد مقتل الرئيس هابياريمانا. لكن العقيد السابق أصر على براءته حتى آخر ردهات محاكمته، حيث صرح في غرة يونيو/ حزيران 2007: "لم أقتل أحدا، ولم أعط أحدا أي أمر بالقتل", متهما النظام الحالي في رواندا بالتضليل. وكان محامي باغوسورا، رافاييل كونستان، ندد بعدالة ترجح كفة "المنتصر على المنهزم". "السيد زاء"، نسيب رئيس الدولة السابق ومن جهة أخرى، قضت المحكمة على بروتايس زيغيرانيرازو، رجل الأعمال وصهر الرئيس السابق المقتول، بالسجن 20 عاما لتورطه في ارتكاب جرائم إبادة وجرائم حرب. وقدرت المحكمة التي تترأسها الأرجنتينية إناس فاينبارغ أن بروتايس زيغيرانيرازو قدم دعم وساند المجزرة التي راح ضحيتها ما يقارب 1500 توتسي في الثامن من نيسان/أبريل 1994، كما أدانته بتقديم الدعم والمساندة للمجزرة التي أودت بحياة ما بين 10 و20 شخصا على مقربة من منزله في كيغالي. وكان المدعي طلب السجن في حق زيغيرانيرازو في مايو/ آذار الماضي.