القاهرة- بينما تزايدت وتيرة الغضب الشعبي بمصر على وقع الاتهامات المتكررة لحكومة القاهرة بالتآمر على ضرب غزة، أعلن الإخوان المسلمون تضامنهم مع دعوة أمين حزب الله حسن نصر الله، للمصريين للنزول إلى الشوارع وفتح المعبر بالقوة.وسجلت مظاهرات اليوم الثالث (الاثنين) المتضامنة مع غزة، أكبر مشاركة للتيارات السياسية والأحزاب الإسلامية، إذ شهدت المنطقة المحيطة بنقابتي الصحفيين والمحامين ودار القضاء العالي بوسط القاهرة تظاهر نحو عشرين ألف شخص، يتقدمهم مرشد الإخوان محمد مهدي عاكف ونواب ورؤساء أحزاب وحركات احتجاج سياسية.
ضوء أخضر وقال النائب الإخواني محمد البلتاجي إن "سياسية النظام المصري الخاطئة هي التي أخرجت مصر من المعادلة، وجلبت العار لأبناء مصر" مكررا "أن الحكومة المصرية هي التي أعطت الضوء الأخضر للكيان الصهيوني بضرب غزة".
ودعا الدكتور عبد الحميد الغزالي القيادي بحركة الإخوان المسلمين أبناء غزة إلى الصبر وعدم ترك خيار المقاومة رغم المحنة التي يمرون بها، مشددا على أن الشعوب العربية والإسلامية تؤازر المقاومة الفلسطينية رغم محاولات الأنظمة الحاكمة قمعها. واعتبر مجدي حسين الأمين العام لحزب العمل في تصريح للجزيرة نت أن الرئيس المصري هو المتواطئ الأول في هذه المجزرة، وطالبه بالسماح لقوافل الإغاثة الطبية والغذائية بالمرور إلى غزة، مشيرا إلى استمرار التظاهرات والاعتصامات الشعبية حتى تنتهي هذه الهجمة الصهيونية.
ودعا حسين إلى تظاهرة مليونية وسط القاهرة الأربعاء القادم بالتوازي مع انعقاد مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية لإبلاغ النظم العربية رفض الشعوب لمواقفها المخزية.
بداية التراجع ويقول مراقبون مصريون إن الضغوط الداخلية والدولية على القاهرة بدأت تؤتي ثمارها بإعلان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أثناء زيارته تركيا وللمرة الأولى إمكانية النظر في المطالب الخاصة بطرد السفير الإسرائيلي وسحب السفير المصري من تل أبيب ووقف تصدير الغاز الطبيعي المصري لإسرائيل.
وأعلن رئيس الحكومة المصرية عقب اجتماع الاثنين بمدير المخابرات المصرية استعداد القاهرة لاستقبال مساعدات الإغاثة من أي دولة وإدخالها لغزة عبر معبر رفح، في حين قالت مصادر طبية مصرية إن مصابين فلسطينيين بدؤوا في الوصول إلى الأراضي المصرية بعد غموض اكتنف أسباب منعهم، وتبادل للاتهامات بهذا الصدد بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والحكومة المصرية.
وقال الناشط والمدون المصري كريم البحيري، أثناء المظاهرة، إن شباب المدونين يرتبون لحمله واسعة على مستوى العالم العربي والغربي ضد إسرائيل ستبدأ فعالياتها في أيام.
وأضاف أن تصريحات أبو الغيط تؤكد تواطؤ وعمالة النظام المصري، موضحا أن كل زيارة لوزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفنى إلى مصر تعقبها حرب أو معركة، وكأنها تأخذ الإذن من الحكومة المصرية والدعم الكامل. الإخوان ونصر الله من جهة أخرى، أبدى الإخوان المسلمون تضامنا واضحا مع دعوة نصر الله المصريين للنزول بالملايين إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم الموقف "المتواطئ" من الحكومة المصرية، وفتح معبر فتح بالقوة.
ودعا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في بيان صحفي الشعب المصري إلى التحرك العاجل لإغاثة غزة، والاستمرار في إعلان الغضب بكل الوسائل السلمية المتاحة، ومواجهة التضليل الإعلامي المزري الذي يروج له الطابور الخامس في مصر، والذي يسيء إلى سمعتها وكرامتها على حد وصف البيان.
وأكد عاكف أن الشعب الفلسطيني هو حائط الصد وخط الدفاع الأول في مواجهة المشروع الأميركي الصهيوني الذي يستهدف تركيع الأمة وتذويب هويتها ونهب خيراتها والقضاء على خصوصيتها الثقافية.
وندد عاكف بالصمت الدولي المريب الذي صحب الهجمات الصهيونية على الشعب الفلسطيني الأعزل، مؤكدا أن تلك المجازر البشعة هي مذابح إجرامية لم تحدث إلا عبر تآمر دولي مفضوح، وعبر صمت مهين وعجز مشين، بل وتواطؤ عربي مزرٍ.