هزيمة تؤكّد المشاكل الفنيّة والنفسيّة التي يعيشها النادي الصفاقسي    تعاون تونسي أمريكي في قطاع النسيج والملابس    عاجل/ محاولة تلميذ الاعتداء على أستاذه: مندوب التربية بالقيروان يكشف تفاصيلا جديدة    وزارة الصناعة تفاوض شركة صينية إنجاز مشروع الفسفاط "أم الخشب" بالمتلوي    حجز أطنان من القمح والشعير والسداري بمخزن عشوائي في هذه الجهة    معرض تونس الدولي للكتاب يعلن عن المتوجين    عاجل/ هذا ما تقرّر بخصوص زيارة الغريبة لهذا العام    القيروان: الأستاذ الذي تعرّض للاعتداء من طرف تلميذه لم يصب بأضرار والأخير في الايقاف    المعهد الثانوي بدوز: الاتحاد الجهوي للشغل بقبلي يطلق صيحة فزع    قيس سعيد يعين مديرتين جديدتين لمعهد باستور وديوان المياه المعدنية    النادي البنزرتي وقوافل قفصة يتأهلان إلى الدور الثمن النهائي لكاس تونس    ارتفاع حصيلة شهداء قطاع غزة إلى أكثر من 34 ألفا    حالة الطقس خلال نهاية الأسبوع    الوضع الصحي للفنان ''الهادي بن عمر'' محل متابعة من القنصلية العامة لتونس بمرسليا    لجنة التشريع العام تستمع الى ممثلين عن وزارة الصحة    حامة الجريد: سرقة قطع أثرية من موقع يرجع إلى الفترة الرومانية    انطلاق معرض نابل الدولي في دورته 61    الصالون الدولي للفلاحة البيولوجية: 100 عارض وورشات عمل حول واقع الفلاحة البيولوجية في تونس والعالم    الترجي الرياضي: يجب التصدي للمندسين والمخربين في مواجهة صن داونز    مضاعفا سيولته مرتين: البنك العربي لتونس يطور ناتجه البنكي الى 357 مليون دينار    تخصيص 12 مليون م3 من المياه للري التكميلي ل38 ألف هكتار من مساحات الزراعات الكبرى    سيدي بوزيد: وفاة شخص واصابة 5 آخرين في حادث مرور    عاجل/ انتخاب عماد الدربالي رئيسا لمجلس الجهات والأقاليم    انتخاب عماد الدربالي رئيسا للمجلس الوطني للجهات والأقاليم    عاجل/ كشف هوية الرجل الذي هدّد بتفجير القنصلية الايرانية في باريس    انزلاق حافلة سياحية في برج السدرية: التفاصيل    القصرين: تلميذ يطعن زميليْه في حافلة للنقل المدرسي    برنامج الجلسة العامة الافتتاحية للمجلس الوطني للجهات والأقاليم    نقابة الثانوي: وزيرة التربية تعهدت بإنتداب الأساتذة النواب.    كأس تونس لكرة السلة: البرنامج الكامل لمواجهات الدور ربع النهائي    تواصل حملات التلقيح ضد الامراض الحيوانية إلى غاية ماي 2024 بغاية تلقيح 70 بالمائة من القطيع الوطني    كميّات الأمطار المسجلة بعدد من مناطق البلاد    كلوب : الخروج من الدوري الأوروبي يمكن أن يفيد ليفربول محليا    توزر: ضبط مروج مخدرات من ذوي السوابق العدلية    بطولة برشلونة للتنس: اليوناني تسيتسيباس يتأهل للدور ربع النهائي    عاجل: زلزال يضرب تركيا    وفاة الفنان المصري صلاح السعدني    تفاصيل القبض على 3 إرهابيين خطيرين بجبال القصرين    عاجل/ بعد تأكيد اسرائيل استهدافها أصفهان: هكذا ردت لايران..    انتشار حالات الإسهال وأوجاع المعدة.. .الإدارة الجهوية للصحة بمدنين توضح    رئيس الدولة يشرف على افتتاح معرض تونس الدّولي للكتاب    قيس سعيد يُشرف على افتتاح الدورة 38 لمعرض الكتاب    المنستير: ضبط شخص عمد إلى زراعة '' الماريخوانا '' للاتجار فيها    عاصفة مطريّة تؤثر على هذه الدول اعتباراً من هذه الليلة ويوم غد السبت    الاحتلال يعتقل الأكاديمية نادرة شلهوب من القدس    المصور الفلسطيني معتز عزايزة يتصدر لائحة أكثر الشخصيات تأثيرا في العالم لسنة 2024    تجهيز كلية العلوم بهذه المعدات بدعم من البنك الألماني للتنمية    منبر الجمعة .. الطفولة في الإسلام    خطبة الجمعة..الإسلام دين الرحمة والسماحة.. خيركم خيركم لأهله !    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    ضروري ان نكسر حلقة العنف والكره…الفة يوسف    جوهر لعذار يؤكدّ : النادي الصفاقسي يستأنف قرار الرابطة بخصوص الويكلو    وزير الصحة يشدّد على ضرورة التسريع في تركيز الوكالة الوطنية للصحة العموميّة    حيرة الاصحاب من دعوات معرض الكتاب    شاهدت رئيس الجمهورية…يضحك    غادة عبد الرازق: شقيقي كان سببا في وفاة والدي    وزير الصحة يشدد في لقائه بمدير الوكالة المصرية للدواء على ضرورة العمل المشترك من أجل إنشاء مخابر لصناعة المواد الأولية    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبشروا النصر قادم في غزة


فضيلته يثمن دور قطر في الدعوة لقمة عربية
يجب على الأمة أن تتكاتف في الشدائد
أين مسؤولية الزعماء العرب الذين رفضوا قمة الدوحة
هزم التتار والصليبيون.. وسيهزم الإسرائيليون
الدوحة - د. حسن علي دبا:
ثمن فضيلة العلامة د. يوسف القرضاوي دور قطر وأميرها فيما دعت اليه من قمة عربية ورأى ان ذلك هو المنطق السليم للأمة ان تسلكه في سبيل انقاذ اهل غزة واستغرب موقف العالم من وضع غزة على مفترق الجوع البطيء أو الموت السريع ،مطالبا العالم بوقف سيل الدماء في غزة، ونقل فضيلته عن خالد مشعل قوله:
إن المجاهدين لم يمسوا الا قليلا مبشرا الامة الاسلامية بنصر قادم، واستعرض عبر التاريخ مسيرة الامة وما كان من انتصارات بعد معارك قدمت فيها الامة الكثير من التضحيات، وما قام به قادتها الذين شحذوا همم الامة بالايمان وعدلوا بين الناس فتمكنوا من تحقيق النصر، وقال: طوال التاريخ كان للعلماء دائما دورهم في قيادة الجهاد في سبيل الله، والصحابة الذين فتحوا الفتوح كانوا علماء لا تظنوا ان ابا بكر وعمر وعثمان وعليّاً واباعبيدة وخالد بن الوليد كانوا مجرد قادة عسكريين، كانوا علماء متفقهين في الدين تتفاوت درجاتهم، وطوال التاريخ كان للعلماء دورهم، كالعز بن عبد السلام ودوره في انتصار المسلمين على التتار بعد ان جاء الصليبيون من الغرب زحف بعضهم التتار من الشرق الى بلاد الاسلام ،وسقطت الممالك امامهم مملكة مملكة والمشكلة هي التفرق ينفردون على كل مملكة حتى وصلوا الى بغداد عاصمة الخلافة الاسلامية واسقطوها بخيانة من خان من اولئك على العورات ونقاط الضعف فأعملوا سيوفهم في رقاب المسلمون حتى قال المؤرخون لقد قتل في سقوط بغداد الفا الف مليونين من المسلمين .. سالت الدماء انهارا ولكن سرعان ما عاد المسلمين واستعادوا ثقتهم بالله وبأنفسهم والتقوا بالتتار في معركة عين جالوت في 25 من رمضان سنة 658 وبغداد سقطت 656 بعد سنتين او اقل استعاد المسلمون ثقتهم وانتصروا، الجيش المصري بقيادة الرجل الصالح سيف الدين قطز.. ما دمنا متمسكين بالاسلام سننتصر على اعداء الاسلام. فقد هزم التتار وهزم الصليبيون وسيهزم الاسرائيليون سيهزم الجمع ويولون الدبر ما علينا الا ان نتماسك ونركن الى الله.. واقسم قائلا: والله الذي لا إله إلا هو اني لأؤمن بالنصر آت لا ريب فيه لا يمكن ان تنتصر أمة اليهود المتحللة من كل فضيلة السافرة في ظلمها وباطلها لا يمكن ان تنتصر على أمة صابرة مؤمنة هدفها الاسلام متمسكة بربها وبقيمها الركن الركين الى الله.. لأن الفجور لا يمكن ان ينتصر على التقوى سينصرنا الله.
وتابع: إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يضع قضية فلسطين في اولوياته، كونا وفدا اسلاميا من خيرة الشخصيات الاسلامية من انحاء العالم الاسلامي وسيزور هذا الوفد عددا من الدول اولها قطر وسيزور السعودية وسوريا والاردن ومصر وتركيا ومنظمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية بعضهم حاضرون معنا وسننطلق من الغد ان شاء الله فادعوا الله معنا لهذا الوفد ان يوفقه في مهمته وان يعيده مؤيدا منصورا.
عزة الدين
وقال د. القرضاوي:نحن في اول عام هجري جديد، وكان على المسلم فردا وعلى الأمة جماعة ان يقفوا امام هذا الحدث وقفة او وقفتين الوقفة الاولى هي الاعتبار بهذا الحدث: هجرة النبي (صلى الله عليه وسلم) الى المدينة، واشار الى امرين نحتاج اليهما في موقفنا اليوم: هناك عبرتان من الهجرة.. الاولى ان دين المسلم اعز عليه من كل شيء، أعز عليه من ماله وأعز عليه من أهله ومن وطنه ومن كل ما يعتز به الناس ولهذا رأينا ان النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه يغادرونها لأنهم لم يستطيعوا فيها ان يقيموا دينهم ويعزوا اسلامهم يبحثون عن أرض أخرى تتسع لهذا الدين ولهذه الرسالة دينا ودولة وشريعة وعبادة ومعاملة وقوة فكانت الهجرة، وناقش موقف المسلم من الدين والوطن فقال: الدين عزيز على الانسان من كل شيء.. وتابع فضيلته: فالناس يقولون الوطن عزيز، ولكن هناك أعز من البلاد ومن الاوطان وهو الله ورسوله (قل ان كان آباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره).. يبيع المؤمن كل شيء من أجل دينه، ومن أجل هذا أخرج المؤمنون والرسول معهم الا ان يقولوا ربنا الله؟، تمسكوا بقولهم ربنا الله وضحوا بكل شيء.
تخطيط للنصر
وانتقل الى العبرة الثانية من الهجرة قائلا: ان نصر الله آت لاريب فيه، فإن الرسول قد خطط للهجرة ورتب لها افضل ما يكون الترتيب البشري، الى اي بلد يذهب ولم هذه القبائل ومن يرافقه ومن يدله على الطريق، فعل كل ما يحتاج اليه التدبير البشري، ودخل الغار ولكنه في الغار استطاع ان يصل اليه المشركون هو وصاحبه ابو بكر، وابو بكر يقول له يارسول الله لو نظر احدهم تحت قدميه لرآنا، لكنهم لم يفعلوا ذلك، وقالوا في القصص الدينية ان هناك حماما عشش في الغار وهذه اسطورة لا اساس لها، وقيل ان هناك عنكبوتا خيم على الغار وهذه رواية ضعيفة جدا لا قيمة لها لأن الله لم يؤيد محمداً بجند يرى، انما ايده بجنود لم يروها ولذلك قال تعالى (إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) فيقول الرسول: يا ابا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟
لا تحزن ان الله معنا، وهي معية خاصة، الله مع الخلق جميعا بالعلم والاحاطة ولكنه مع احبائه من عباده بالنصرة والتأييد (فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا) فلا يمكن ان تنخفض كلمة الله (والله عزيز حكيم).. مشيرا الى اننا بدأنا السنة الجديدة ونحن ننكت ونتضاحك من أجل رجل رمى حذاء في وجه بوش فأصبح كأننا انتصرنا في بدر كما قال الرافعي رحمه الله: اذا تحدث احدهم عن العدو في نكتة فكأنما هزمه في معركة،اصبحت هذه النكتة حديث القوم: انتصرنا على بوش برمينا الحذاء في وجهه وكنت في الحج فعلمت ان مائتي قصيدة: قنابلنا هي الاحذية، واحذيتهم هي القبائل المؤذية، والمح الى قصيدة عمرو بن كلثوم وقال اصبحنا من حذاء بوش مثل قبائل العرب، ثم فاجأتنا الفاجعة التي انستنا حذاء بوش ووجه بوش، كنا نتوقع ان يهب الحصار عن غزة، غزة الصابرة الصامدة فإذا بنا نفاجأ بأن غزة تضرب بالطائرات القاذفة وبالصواريخ والقذائف المدمرة، والعالم يتفرج شرقيه وغربيه يرى ويسمع ولا يحرك ساكنا ومن ذلك العالم العربي والعالم الاسلامي بل قيل ان هناك اناسا من العالم العربي والعالم الاسلامي اعطوا الضوء الاخضر لاسرائيل ان تفعل ما تشاء، لتؤدب أولئك المتمردين الذين لم يحنوا رؤوسهم ولم يطئطؤا ظهورهم ولم يزلوا نفوسهم لاؤلئك الطغاة الفراعين الملاعين، لماذا تنهي حماس التهدئة؟ انهتها حماس لسبب واضح لأنها لا تريد تهدئة مجانية، ما معنى التهدئة؟ ان اكف يدي عنك وانت تحاصرني، تقتلتني، تميتني جوعا من كل ناحية، اهذا عدل أي تهدئة هذه؟
وعرض فضيلته الى أصل الحالة التي عليها الوضع في غزة فقال: الذي حدث لغزة قبل هذا الضرب هو هذا الحصار الذي رأيناه والذي سمعناه وشاهدناه، كل مقومات الحياة البشرية لكي يعيش الانسان على الحد الادنى ليس موجودا، ماذا يفعل الناس؟ المعابر في ايديهم يغلقونها متى شاؤوا ويفتحونها متى شاؤوا، هم يغلقونها دائما لكنهم قد يفتحون صنبورا مضيقا دقائق لتمر بعض الاشياء؟ واعجب من هذا ان المعبر الذي بأيدينا نحن العرب نحن المسلمين نغلقه عن اخواننا، وهو شريان من شرايين الحياة لأهل غزة ،كيف يجوز لنا هذا؟
ان الاسلام يفرض على أمة الاسلام اذا اعتدى عليها معتد من خارج ان تهب لمقاومة هذا العدو: أهل البلد أولا، فإذا عجزوا فمن حولهم ثم من حولهم ثم من حولهم حتى يشمل الامة كلها، وهذا هو الواقع الآن فأهل فلسطين لا يقدرون على مقاومة الصهيونية العالمية المدججة بالسلاح التي تملك الترسانة النووية واسلحة الدمار الشامل وهي مؤيدة بالمال الامريكي والسلاح والفيتو الامريكي، ولذلك كان على الامة الاسلامية ان تقف مع اهل فلسطين، كل بما يستطيع: بالسلاح بالمال بالمقاطعة بالدعاء، أمة الاسلام أمة متضامنة في كل شيء في السراء وفي الضراء والنعماء والبأساء والسلم والحرب والعسر واليسر، يسعى بذمتهم ادناهم وهو يد على من سواهم؟، المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله، هذا شأن المسلمين كالبنيان يشد بعضه بعضا كالجسد الواحد إذا اشتكى بعضه اشتكى كله..
وقرر قاعدة مهمة هي ان الاسلام لا يجيز ان تعيش وحدك فكتب الفقه الاسلامي تقول لو ان امرأة سبيت في المشرق فعلى المسلمين ان ينقذوها حتى أهل المغرب من أسرها، وعندنا بلد اسير تحت الحصار: كل البلد أسرى الجوع أسرى الموت يخيرون أهل غزة بين موتين احلاهما مر: اما ان تموتوا بطيئا بالحصار واما ان تموتوا سريعا بالنار.. كيف تقبل الامة الاسلامية على نفسها ذلك؟!
من التاريخ
وروى فضيلته من التاريخ أحداثا من المهم تذكرها فقال: في 1948 هب العرب وهب المسلمون لنجدة اخوانهم في فلسطين ذهب المتطوعون فلسطين ودخلت جيوش جامعة الدول العربية وكانت تتكون من سبع دول وكانت طفلة وليدة لها ثلاث سنوات لأنها ولدت 45 لم تترك الفلسطينيين وحدهم. الآن وللجامعة العربية اكثر من ستين سنة وفيها اكثر من عشرين دولة والاسرائيليون يملكون ما يملكون يترك العرب الفلسطينيين وحدهم تحملوا، أي عروبة هذا وأي اسلام هذا أين الجامعة العربية أين القومية العربية أين الامة العربية أين الدفاع المشترك؟ ما رأينا مثل هذا والغريب ان الناس لا يريدون ان يلتقوا بعضهم ببعض ليتحدثوا في هذه القضية يهربون من هذا، دولة قطر وأمير دولة قطر دعاهم الى قمة عربية تعالوا يا قوم نجتمع وجها لوجه نتشاور ماذا نفعل لإخواننا وهم منا ونحن منهم هذا منطق صريح سليم مستقيم لا يمكن ان يرفضه أحد، ولكن زعماء وقادة الامة العربية الا من رحم ربك رفضوا هذا اللقاء أين المسؤولية التي تشعر بها هذه الامة؟ كيف تكون أمة إذا لم تتضامن عند الشدائد؟ فالإنسان انما يعرف صديقه من عدوه عند الشدائد.. أي شدائد اكثر مما تعانيه غزة.
مطلبنا محدد
وحدد ما تريده الامة فقال: ان كل ما نطلبه من الامة ومن قادتها عربيا واسلاميا هو: فك الحصار حتى لا يموت الشعب موتا بطيئا وايقاف النار حتى لا يموت الشعب موتا سريعا هل في هذا شيء خارج عن المنطق هل نطلب محالا، اذا كنا نطالب بوقف العدوان هل يسمى بشيء غير العدوان؟ ماذا فعل اخواننا حتى تنهال عليهم هذه الصواريخ؟ هل نحن مخطئون اذا طالبنا بوقف العدوان؟ هل هناك من يعارضه؟ واضاف: نحن نطالب الامة العربية والامة الاسلامية جميعها ان تقف وراء هذين المطلبين: ايقاف العدوان بأقصى ما يمكن من السرعة وان تحرك في ذلك كل ما يمكن تحريكه: الاتحاد الاوروبي الامم المتحدة كل الشرفاء في العالم.. وأين مجلس الامن الذي يتحرك لأدنى من هذا في بلاد شتى كان الدم العربي والدم الاسلامي هو الدم الرخيص في الدنيا الذي لا قيمة له فلا يغضب احد ولو اريق ما أريق منه، اين الاتحادات المختلفة اين اصحاب الصوت القوي الذي ينصر الحق في العالم؟
وقال: نريد ان نمد اخواننا بما استطعنا من الاغاثة الممكنة فهم في حاجة لكل شيء، لابد من فتح الابواب وفتح المعابر لإيصال المعونات الطبية والغذائية والانسانية الى هؤلاء، مستشفيات وأطقم اطباء.. ما يموت الجرحى في الطريق من غزة الى القاهرة.. ثم علينا ان نفعل المقاطعة التي طالما نادينا بها فنحن نتحمس أحيانا وتنتفض الامة ويظهر الغضب ونرى آثارها ثم سرعان ما تخمد الجزوة وتهدأ العاصفة وينشغل كل انسان بنفسه وينسى قضية امته وهذا لا يليق بامة ذات رسالة كبرى امة تحمل القرآن العظيم تحمل رسالة الاسلام، علينا ان نفعل هذه المقاطعة لكل عدو للاسلام ولأمة الاسلام ولقضايا الاسلام: ان كل ريال أو درهم او دينار أو قرش أو درولار تشتري سلعة لهؤلاء يتحول الى رصاصات تخترق صدر اخوانك في غزة وفي فلسطين وفي غيرها من البلاد فلا تمكنهم من ذلك
رسالة.
وقرر القرضاوي وأكد: نحن منصورون إن شاء الله ثم قال: أحب ان اوجه رسالة الى ابنائي واخواني في غزة لأبشرهم واؤكد لهم انهم منصورون ان شاء الله لان الحق معهم والله هو الحق المبين (ذلك بأن الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير) معهم الحق والعدل وعدوهم هو الظالم وهو الغاشم ولن يمهل الله الظالم الا فترة ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر.. يمهل ولا يهمل (ألم تر كيف فعل ربك بعاد ارم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الاوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك صوت عذاب ان ربك لبالمرصاد) هذا الشعب الذي استعصى على التجويع واستعصى على التطبيع وابى ان يركع وان يسجد إلا لله، هذا الشعب لن يتخلى الله عنه.
من أبي الوليد خالد مشعل
وقال فضيلته: حدثني قبل الصلاة الاخ أبو الوليد خالد مشعل وقال: اطمئن وطمئن اخواني ان اخوانكم المجاهدين بخير لم يمسهم سوء الا القليل جدا هم يضربون المدنيين والبنى التحتية يدمرون كل شيء لكنهم لم يمسوا اهل الجهاد فأهل الجهاد ان شاء الله على قوتهم سينتقمون وسينتقم الله لهم سينتصر الحق ان شاء الله، الذين وقفوا اياما في جنين امام القوة الغاشمة بأسلحة خفيفة وذخائر محدودة حتى نفدت ذخائرهم أولئك لن يركعوا ولن يستسلموا لقد ارادوا ان يقتلوا المقاومة ولكن المقاومة باقية لن تغيب، الذي فاجأهم ان الشعب الفلسطيني قد اختار المقاومة طريقا حينما اختار حماس في الانتخابات الماضية بأغلبية واضحة معناه ان الشعب لم يخذل المقاومة انما خذل المتخاذلين البائعين نفوسهم ثم رأينا الشعب مرة أخرى في غزة حين جمعهم اخونا اسماعيل هنية ابو العبد بعد عيد الفطر وبعد موسم الحج واجتمعت عشرات الآلاف وما كنت اظن ان الناس سيستجيبون له لهذه الكثافة لكن هذا يدل على ان هذا الشعب لن يموت لأنه يعتصم بالله ومن يعتصم بالله فلن يخيب ومن توكل على الله فلن يضل ومن يعتز بالله فلن يزل ولن يقل (ان ينصركم الله فلا غالب لكم، وان يخذلكم فمن ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون).
وعاد لنداء أهل غزة: ان الله لن يخذلكم، الله معكم والامة كلها معكم والتاريخ والشهداء معكم واحرار العالم وشرفاؤه معكم وقبل ذلك كله وبعده الله تعالى معكم فلا تهنوا ولا تحزنوا (فلا تهنوا وتدعوا الى السلم وانتم الاعلون والله معكم ولن يترك اعمالكم)، (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون) المسلمون يصيبهم الألم ولكن لاتصيبهم الهزيمة الله لم ينسب الهزيمة إلا لأعداء المسلمين، الى الكفار حينما قال (فهزموهم بإذن الله) نحن نرجو الجنة.. وليست هذه أول مرة في التاريخ لقد هجم الغرب علينا في الحملات الصليبية التسع التي اراد بها ان يقتلع جذور الاسلام من الشام وفلسطين بحجة حماية قبر المسيح والمسيح منهم براء والشرق قبل ذلك.. ونصر الله عبده وابن عبده نور الدين محمود الذي كان يشبه بالخلفاء في عدله وزهده وحسن سيرته وشجاعته، انتصر عليهم هذا الرجل الصالح وبعد ذلك جاءت حملات وحملات انتصر عليها تلميذه صلاح الدين الايوبي الذي جعله أمامه وأستاذه ففاز في الدنيا والآخرة انتصر عليهم في حطين وفي استعادة القدس التي ظلت في ايديهم احدى وتسعين سنة، لم تصل فيها جمعة او تقم فيها صلوات لم تقم مجزرة كما اقام الصليبيون مجزرة حينما فتحوا القدس وبيت المقدس حيث غاص الناس في الدماء الى ركبهم وقتل سبعون الفا في يوم واحد، وحينما انتصر عليهم صلاح الدين كان متسامحا وكان ذا خلق وفارسا نبيلا الى جواره قائدا مظفرا ومات صلاح الدين وترك في خزانته 47 درهما من الفضة وعشرين دينارا من الذهب القائد الفاتح الذي جمع الامة ووحدها ونفخ فيها من روح الايمان لم يكن في خزانته آلاف ولا ملايين، وقال قاضيه ابن شداد لقد جهزت جنازته وكفن بالديْن: استلفوا من الناس، ليس من اولئك الذين يبلعون اموال الدولة ويأخذون ما يأخذون، بهذا انتصر صلاح الدين وانتصر نور الدين وبهذا تنتصر الامة وبهذا ينتصر اخواننا في غزة وهم على قدم صلاح الدين وهم على سيرة نور الدين وهم من هؤلاء يستقون ويتأسون ويقتدون.

الراية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.