الرجلان، "المنقذ" والزعيم، لم يكونا في صدارة المشهد، ولم يكونا عناصر محدّدة في مصير مصر، مصر العظيمة. "المنقذ"، كان نكرة، وقد رقاه الرئيس مرسي من لواء إلى فريق أول في أغسطس 2012، وشغل بعد الترقية وزيرا للدفاع و قائدا عاما للقوات المسلحة، ثم اقسم برب العزة، بان "يده ستقطع قبل أن يمس رئيسه السوء".. اقسم بان يكون الدرع الواقي لرئيسه وللشرعية ولدولة مصر، ثم عاد خارج دائرة الضوء.. ربما مشغول بتوفير الحماية لرئيسه والوطن !!!... وأما الزعيم، فهو الرئيس مرسي، كان مهندسا و أستاذا جامعيا، درّس في جامعات أمريكا وعمل مع الناسا، وفي السياسة دخل البرلمان وأحرج الحكومات وساءلهم، ثم كان رئيس حزب الحرية والعدالة بعد الثورة المصرية، وفي 24 يونيو 2012، بالكاد ينتصر في معركة الرئاسة بنسبة 51.3% على مرشح الفلول شفيق. وفي 30 يوليو باشر عمله كأول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر. وبعد توليه الرئاسة، غرق في ملفات فساد وفي أزمة دولة اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية، ملفات فساد لا يقدر عليها عشرات الأشخاص لسنوات عديدة، فاقسم الرئيس بان يعيد لمصر هيبتها واكتفاءها الذاتي من الغذاء... في 30 يونيو (جوان) 2013، المنقذ ينقلب على الزعيم، يضع يديه بين الأغلال، يهدده بتعذيب زوجته وأبناءه مقابل موافقته على الاستقالة من رئاسة مصر، ولكن الزعيم صمد.. وسمى الأنقلابيون الفريق أول عبد الفتاح السيسي منقذا للأمة وللديمقراطية.. وسمّي الرئيس الشرعي دكتاتورا معزولا... تتحول الأحداث على عكس ما يشتهي "المنقذ"... الجماهير الحقيقية تخرج في كل محافظات مصر، تندّد بخيانة "المنقذ" لسيده الرئيس وتطالب بعودة الشرعية وعودة الزعيم... وفي أول مرة في تاريخ الإنسانية، تجتمع الملايين للدعاء على رجل واحد، رجل خان سيدته وخان قوانين الديمقراطية... الدعاء لم يكن في مصر وحده، وإنما في اغلب العواصم العربية.. دعاء يقول "فليسقط المنقذ" وليحيا الزعيم.. والرئيس مرسي، بعد ان كان رئيسا بأغلبية بسيطة، أصبح زعيما في نظر كل الأمة وفي العالم.. وكل الأمة تنتظر كل فجر نبأ سقوط "المنقذ" وعودة الزعيم.. د. محجوب احمد قاهري / كاتب تونسي 16/07/2013