على مدى ستين عاما لا يزال الشعب الفلسطيني يعاني مرارة الاحتلال الإسرائيلي.. حيث يتعرض لإبادة جماعية في غزة وجميع المدن و القرى الفلسطينية. فهاهي المحرقة اليهودية بمختلف وسائلها القذرة من حصار كامل وتجويع وحرمان من كل ضروريات الحياة وتقتيل يستهدف الأطفال والرجال والنساء في إطار تنفيذ ما أعلنه الصهاينة وما أطلقوا عليه محرقة غزة وكل ذلك بدعم معلن من طرف إدارة بوش وصمت غير معهود من النظام الرسمي العربي ومن المجتمع الدولي. فلا يمر يوم دون قصف الطائرات والمدافع والدبابات الإسرائيلية للمدن والقرى الفلسطينية وتجريف للأراضي الزراعية وتدمير البيوت على رؤؤس أصحابها. فلا ترحم أو تميز هذه القذائف طفلاَ رضيعا أو شيخا كبير العديد العديد من قوافل الشهداء. إن هذه الحرب بكل إفرازاتها وإبعادها تؤكد على حقيقة مهمة وخطيرة تتمثل في أن فصول النكبة العربية لا تقف عند هذه الحدود و أن المزيد من المشاهد الكارثية التي سوف نشاهدها نحن العرب في السنوات القادمة ليس باحتلال فلسطين أو العراق فقط. فرغم ديمقراطية حكم حماس وفوزها في الانتخابات بأغلبية ساحقة إلا أنها لم تجد القبول عند العالم الغربي. فحركة حماس منذ تأسيسها عام ( 1987) لم تقبل الخنوع أوالخضوع لليهود ولم تقبل أجندة الذل والمهانة..لهذا السبب تتعرض لهجمات شرسة من جميع الدول العربية والغربية. فعمل اليهود لإثارة الفتنة بين حركتي حماس وفتح و تغير الصراع من صراع فلسطيني إسرائيلي إلى صارع فلسطيني فلسطيني فبدأ الفلسطينيون يقتل بعضهم بعضا وانصرفوا عن القضية الفلسطينية وهذا ما يريده اليهود. ليس هذا فحسب إذ نجد العديد من الفلسطينيين باعوا قضيتهم وساهموا في وضع الخطط لتصفية العديد من القادة الفلسطينيين من أجل حفنة من الدولارات. فإلى متى يبقى شعبنا الفلسطيني يعاني مرارة الاحتلال وإلى متى يبقى الصمت العربي والعالمي تجاه هذه القضية؟ وإلى متى يبقى هذا المستوى من الانحدار والخنوع والخضوع والخوف من كفرة أنجاس يسلبون منا حياتنا وآمالنا؟ وإلى متى يبقى الدعم الأمريكي المتواصل للكيان الصهيوني؟الذي يدعمه بكل الوسائل من السلاح والغطاء السياسي في مجلس الأمن. فهل هذه هي الديمقراطية وحقوق الإنسان التي يتشدق بها الغرب وينادي بها في جميع المحافل الدولية. ديمقراطية احتلال الأراضي العربية احتلال فلسطين والعراق.. ديمقراطية قتل الأبرياء قتل الأطفال الرضع في فلسطين والعراق.. ديمقراطية الاعتقال لعديد من أبناء شعبنا في فلسطين والعراق.. اعتقال الأطفال والنساء والرجال ووضعهم في غياهب السجون دون شفقة أو رحمة وكيف نرجو شفقة ورحمة من الصليبيين ما لم تكن الشفقة من أخوتنا العرب أخوتنا في الدم واللغة والدين والعادات والتقاليد والتاريخ. فتبا لهكذا ديمقراطية التي تكيل بمكيالين.. ديمقراطية القوة.. ديمقراطية الغاب. فهل تتحرر فلسطين بهذا الإعلام العربي الكاذب والصحافة المأجورة وبسياسيين الملابس الفخمة والكروش العفنة والليالي الحمراء والخطابات الرنانة؟ غزة ينصرك الله يا غزة