القاهرة والإسكندرية أطلق السياسي المصري المعارض وزعيم حزب الغد أيمن نور حملة من داخل محبسه للتبرع بالدم في السجون المصرية لإغاثة الفلسطينيين في قطاع غزة، مستنكرا ما أسماه "الحصار والتواطؤ الذي تنفذه الحكومة ضد الفلسطينيين". وأدان نور في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه الموقف المصري من العدوان على غزة واستمرار إغلاق السلطات المصرية معبر رفح، معتبرا أن "حصار غزة يبدأ من القاهرة بمنع وصول قوافل الإغاثة وليس من مدينة رفح". وأكد نور تأييده دعوة المناضل الفلسطيني مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح من داخل "معتقلات البرابرة الصهاينة لتوحيد الصف الفلسطيني خلف قيادة حكيمة مناضلة وغير مغامرة". وقال رئيس حزب الغد إيهاب الخولي للجزيرة نت إنه يأمل أن تتجاوب السلطات المصرية مع دعوة أيمن نور، وأن ترعى الحكومة بنفسها حملة قومية ليس فقط في السجون بل في كافة محافظات مصر للتبرع بالدم لإغاثة الشعب الفلسطيني أسوة بالحملة الأردنية.
مقاضاة إسرائيل في غضون ذلك أعلنت نقابة المحامين بمحافظة الإسكندرية عن تشكيل لجنة قانونية مهمتها تفعيل وتطوير الوسائل القانونية للمطالبة بمحاكمة القيادات الإسرائيلية أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وعقدت اللجنة أولى اجتماعاتها مساء أمس بمقر النقابة بميدان المنشية لتشكيل اللجنة وتحديد آليات عملها المستقبلية بما يكفل دراسة أنجع الوسائل القانونية التي يمكن بواسطتها محاكمة قادة وأفراد قوات الاحتلال الإسرائيلية عما ارتكبوه ويرتكبونه من جرائم في الأراضي الفلسطينية. وأوضح مقرر اللجنة عبد العزيز الدريني أن مجلس النقابة قرر تشكيل اللجنة من كبار أساتذة القانون الجنائي والدولي الذين لهم سجل ناصع في الحياة السياسية والقانونية وفي مقدمتهم مساعد وزير الخارجية السابق أستاذ العلاقات السياسية بالجامعة الأميركية عبد الله الأشعل وأستاذ القانون الدستوري عاطف البنا والخبير الدولي وأستاذ القانون الدولي علي الغتيت. وأشار الدريني للجزيرة نت إلى أن القرار تم اتخاذه بعد أن توافرت كامل الأركان في مقاضاة هؤلاء القادة كمجرمي حرب وفقا للقانون الجنائي الدولي وتوافر المسؤولية الدولية لإسرائيل طبقا للقانون الدولي المتمثلة في جريمة الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية والقتل للأفراد والجماعات على نطاق واسع، فضلا عن استخدام أسلحة ممنوعة دوليا وضرب للأهداف المدنية. وأكد المحامي والخبير الدولي عضو اللجنة السيد أبو الخير ضرورة التحرك على الصعيد الدولي واتخاذ خطوات جدية في سبيل محاكمة القادة الإسرائيليين عبر مبدأ الاختصاص القضائي العالمي الذي نصت عليه العديد من الاتفاقيات الدولية أهمها اتفاقية جنيف، التي بموجبها أصدرت بعض الدول قانونا يسمح لها بمحاكمة كل من ارتكب جريمة من الجرائم الدولية مثل بلجيكا حيث يتم رفع دعوى لمحاكمتهم أمام المحاكم البلجيكية كمجرمي حرب. وطالب المحامي عصام الإسلامبولي بتوثيق الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وإعداد أرشيف كامل وموثق بكافة الانتهاكات التي تجرى على أرض فلسطين لعدم إفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب، موضحا أن إسرائيل كيان استيطاني قام بممارسة أفعال مجرمة دوليا لا تسقط بالتقادم.
تظاهرات وقد تواصلت الفعاليات والمسيرات الشعبية المنددة بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وعمت التظاهرات كافة أنحاء محافظة الإسكندرية حيث اختتم مساء أمس مؤتمر جماهيري نظمه حزب الوفد بمشاركة 14 حزبا سياسيا تحت عنوان "انصروا غزة"، وطالب المؤتمر بوقف العدوان الإسرائيلي وفتح معبر رفح بشكل دائم لدخول المساعدات الإغاثية بشكل دائم لقطاع غزة.
ووسط حصار أمني مشدد وبعد مناوشات بين بعض المتظاهرين وقوات الأمن خرج عشرات الآلاف من أهالي الإسكندرية في مسيرات غاضبة طافت أرجاء المحافظة للمطالبة بالعمل الجاد على وقف "المجازر الإسرائيلية" وفتح باب الجهاد لمناصرة الشعب الفلسطيني وبوقف فوري لتصدير الغاز إلى إسرائيل. ونظم عدد من الجمعيات والنقابات المهنية معارض وحملات تبرع بالدم وأخرى لجمع التبرعات العينية والمادية لصالح غزة ولتجهيز عدة قوافل إنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني بقطاع غزة. محاكمة شعبية من ناحية أخرى دعا عضو مجلس الشعب المصري الدكتور حمدي حسن إلى عقد محاكمة شعبية للمسؤولين الإسرائيليين خاصة بعد المجازر الصهيونية في غزة، مؤكدا أهمية استخدام سلاح المحاكمات في المرحلة الراهنة إلى جانب سلاح المقاومة في الصراع مع الصهاينة في ظل تقاعس الأنظمة العربية عن نجدة أهل غزة.
وعن جدوى المحاكمة التي لا يترتب عليها أي حكم قضائي ملزم، قال حسن للجزيرة نت إن "المحاكمة قانونية وليست سياسية والهدف منها التذكير بالجرائم والمذابح التي ارتكبها المسؤولون الإسرائيليون وتقييد حركاتهم وفضح ممارستهم هم والمتعاونون معهم".
تظاهرات نسوية وعلى صعيد الاحتجاجات الشعبية المتواصلة، شهدت مصر الخميس تظاهرتين نسائيتين للإخوان المسلمين ونشطاء حركتي "كفاية" و"6 أبريل" للتنديد بالعدوان المستمر على غزة والعجز العربي والدولي في مواجهته. ففي القاهرة تظاهرت عشرات النساء والفتيات من نشطاء كفاية و6 أبريل وحزبي الكرامة والعمل واللجنة الشعبية لدعم الشعب الفلسطيني، أمام حديقة الحيوان بالجيزة على بعد أمتار قليلة من السفارة الإسرائيلية. وفي محافظة كفر الشيخ (شمال القاهرة) تظاهرت مئات السيدات من جماعة الإخوان المسلمين أمام مقر نقابة الأطباء، واللواتي رددن هتافات مؤيدة للمقاومة الفلسطينية ومنددة بالموقف العربي وخاصة المصري.