سويسرا يقف مسلمو أوروبا في حيرة من أمرهم أمام ما يشاهدونه من تقارير إعلامية تنقل واقعا من قطاع غزة أقل ما يوصف بأنه مأساوي، ويحاولون من خلال مبادرات فردية التعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.وأصدر اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا من مقره ببروكسل وثيقة الشرف للتضامن مع غزة بعنوان "عهدا لن ننساكم" تضع بعض الأفكار التي يمكن للأسرة المسلمة في أوروبا أن تطبقها لدعم سكان غزة.
ويقول أمين الاتحاد للجزيرة نت الشيخ شكيب بن مخلوف"انطلقنا من ثوابت القرآن والسنة التي توجب على المسلم دعم أخيه المسلم، ونحث مسلمي أوروبا على اتباعها على أربعة محاور".
فالمحور الأول -يتابع بن مخلوف- يتعلق بالفرد، وانطلاق النية الصادقة للدعاء لأهل غزة في كل صلاة، وتذكير إخوانه بهذا الأمر عبر الرسائل القصيرة، وتبادل الأدعية عبر البريد الإلكتروني وهذا ما يشجع الآخرين على أتباعه.
ولا يغيب الدعم المالي عن نشاط الفرد الذي مهما كانت قيمته، إلا أنه بالتأكيد سيساهم في دعم الأنشطة الإنسانية الملحة في القطاع.
أما الأسرة المسلمة فترى وثيقة الشرف أنه "يجب أن تقوم بتوعية أبنائها بأبعاد القضية الفلسطينية وحصار غزة، والمراحل التي مرت بها" وهو نوع أساسي من الدعم الفكري للقضية، في مواجهة الإعلام الغربي وما تروجه المؤسسات التعليمية الأوروبية من مغالطات حول تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
كما يمكن للأسر المسلمة التفكير في كفالة أسرة فلسطينية إحياء لسنة الرسول عليه الصلاة والسلام في كفالة اليتيم ومؤازرة الأنصار للمهاجرين، حسب الوثيقة.
"تركز حملة مسلمي أوروبا على تذكير الرأي العام بمواقف الحكومات والأمم المتحدة من القضية الفلسطينية ومدى التقصير في الدفاع عن الضحايا وفق معايير القانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف الرابعة"
دور الشباب والمؤسسات في الوقت نفسه ترى الوثيقة أنه "يجب على الأطفال والشباب المسلم الأوروبي التعاون فيما بينهم لوضع نوع من الرباط الروحي والمعنوي مع نظرائهم في فلسطين، والمساهمة في منتديات الإنترنت ووسائل الإعلام لشرح وجهة النظر الفلسطينية والرد على ما تروجه الآراء المؤيدة لإسرائيل.
وتتبلور تلك الجهود الفردية والأسرية في عمل المؤسسات الإسلامية التي يجب أن تتناسى انتماءاتها العرقية، وتوحد جهودها في تنظيم المسيرات والوقفات الاحتجاجية للتنديد بالمجزرة التي يتعرض لها أبناء غزة.
كما يجب على المنظمات الإسلامية الأوروبية "أن تتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية الأوروبية الداعية للسلام وحقوق الإنسان للمشاركة في حملات التعريف بمأساة غزة للرأي العام من خلال مطويات ومنشورات".
ويركز اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا على ضرورة الكتابة في وسائل الإعلام للخروج بالقضية من نطاقها العربي إلى الإطار الدولي والإنساني، لدرء الشبهات عن الفلسطينيين بضلوعهم في الإرهاب.
التزام بالقانون ولا تغيب عن تلك الأنشطة مسؤوليات تجميع الأدوية والمواد التي يحتاجها سكان القطاع، بما في ذلك تشجيع المتخصصين كالأطباء ونشطاء العمل التطوعي الراغبين في التوجه إلى غزة بالتنسيق مع المؤسسات الدولية العاملة بهذا المجال.
ويشدد الشيخ شكيب بن مخلوف على "ضرورة التزام المسلمين بقوانين الدول المقيمين فيها وعدم خرقها أثناء الفعاليات والمظاهرات، إذ يجب أن تكون تلك الفعاليات لخدمة القضية الفلسطينية وكسب تعاطف الشارع الأوروبي، ولن يتأتى هذا إلا من خلال الأسلوب العقلاني في التعبير عن المشكلة".
وتركز حملة مسلمي أوروبا على تذكير الرأي العام بمواقف الحكومات والأمم المتحدة من قضية فلسطين ومدى التقصير في الدفاع عن الضحايا وفق معايير القانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف الرابعة، مع التركيز على لغة الأرقام لتوضيح أعداد الضحايا والمذابح الإسرائيلية بحق الشعوب العربية منذ النكبة.