الجزائر:اعتقلت مصالح الأمن مؤذنا بأحد مساجد حي الحميز بالضاحية الشرقية للعاصمة، بسبب الاشتباه في إقامته صلات مع تنظيم القاعدة. وتم توقيفه في أعقاب القضاء على ثلاثة إرهابيين، تنقل مع أحدهم إلى معاقل الجماعات المسلحة لمقابلة أحد أفرادها. وذكرت مصادر أمنية ، أن قاضي التحقيق لدى محكمة سيدي امحمد، استمع مطلع الأسبوع الجاري لشخص يدعى عبد الله.م، وهو مؤذن متطوع في مسجد بمنطقة الحميز، ووجه له تهمة ''التشجيع على الإرهاب وعدم التبليغ عن إرهابيين''. وجاء التحقيق بعد شهر ونصف من اعتقاله بالقرب من مكان إقامته بالحميز، حيث تشتبه أجهزة الأمن في وجود علاقة بينه وبين جماعة إرهابية تنشط بالمنطقة الثانية في هيكل القاعدة، وتحديدا في ذارع بن خدة بولاية تيزي وزو.وتعود وقائع القضية، حسب ذات المصادر، إلى أكتوبر الماضي، حيث تلقى المؤذن زيارة في مكتبة يديرها، من شخص يعرفه جيدا يسمى عبد الرحمن جزيري، طلب منه نقله إلى منطقة القبائل بواسطة سيارته الخاصة. وتنقل الرجلان سويا، وكان رفيق المؤذن يحمل كيسا بلاستيكيا بداخله معطفين، وكان من حين لآخر يتحدث في الهاتف مع شخص آخر يدله على مكان لقائهما لتسليمه الكيس. وحسب شهادة عبد الله أمام قاضي التحقيق، فقد أوقف سيارته بأحد المنعرجات بمكان غابي في ذراع بن خدة، بناء على طلب من رفيقه الذي خرج لتسليم الكيس لشخص، يقول المتهم إنه لا يعرفه. وتسلم جزيري عبد الرحمن مبلغا قيمته 80 مليون سنتيم من الشخص الذي حصل على المعطفين. وفي طريق عودتهما إلى العاصمة، بلغ جزيري المؤذن بأن اللقاء الذي تم في ذراع بن خدة كان مع إرهابي ينتمي للقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وأنه تسلم منه مبلغا من المال بغرض شراء سيارة لاستخدامها في نقل عناصر التنظيم الإرهابي وفي إيصال المؤونة إليهم. وذكر له أن الإرهابي ينحدر من حي وادي أوشايح بالضاحية الجنوبية للعاصمة. ونفى المؤذن خلال التحقيق، علمه بهذه التفاصيل، وقال إنه لم يسمعها من رفيقه. وأفاد بأنه نقله فعلا إلى ذراع بن خدة لقضاء حاجة، ولما أنجز مهمته حصل في مقابلها على مبلغ من المال. وأوضح أنه درج على استعمال سيارته لفائدة الكثير من سكان الحميز، واعتبر ذلك مصدر دخل يساعده على العيش. وبفضل ال80 مليون اشترى جزيري سيارة تجارية يابانية من سوق السيارات بولاية بومرداس وكان المؤذن معه، وذكرت التحريات أن مالك السيارة يسكن في ذراع بن خدة، وقد سافرا إليه لمعاينة السيارة جيدا، بعد أن قدما له العربون في السوق. وصرَح المؤذن أمام الضبطية القضائية بأنه لم يلتق بجزيري منذ أن تنقلا سويا لجلب السيارة من ذراع بن خدة. وقد كانت مصالح الأمن في تلك الفترة تراقب جزيري عن قرب، لدرايتها بنشاطه المشبوه. ونصبت له كمينا في 1 ديسمبر الماضي في منطقة فريحة بولاية تيزي وزو، عندما كان على متن السيارة التي اشتراها ومعه ثلاثة أشخاص، ذكرت التحريات أنهم إرهابيون يخططون لعملية مسلحة. وبعدها تم اعتقال عبد الله المؤذن. حميد يس