كلُّ السيوفِ قواطِعٌ إن جُرِّدت الاّ سيوف الحكّام العرب! محمد العماري إن زيارة مجرم الحرب جورج بوش الى المنطقة العربية وما حظيَ به في دول الخليج من إستقبال نادر وحفاوة غريبة ومُبالغ فيها, أثبتت إن الحكّام العرب خرجوا من التاريخ صفراليدين وتخلّوا بشكل نهائي عن أي دور لهم سوى دورالمتفرّج المسلوب الارادة, مكتفين بالوقوف على بعد عشرات الأمتارمن مسرح الأحداث. وأصبحوا, بعد أن سهل الهوان عليهم, أعجز من أن يقتلوا ذبابة أو أن يمسكوا سيفا, ولو من خشب. بينما تتسابق الأمم, أمامهم ومن حولهم, للوصول الى ما هو أبعد من إنتفاخ الكروش وتكديس الأموال في البنوك والبكاء على الأطلال الدارسة. لم يستلّ الحكّام العرب سيوفهم الاّ ليقدّمونها هديّة لقاتليهم كجورج بوش الصغيرالذي لم يشفِ غليله بعد من دمنا المُراق في العراق وفلسطين وأفغانستان, قربانا لآلهة بني إسرائيل الشريرة. تجاهل الحكام العرب عن عمد إن للسيف منزلة ومكانة خاصّة, على مرّ العصور,عند العربي. فهو حاضر بقوة في تقاليده وتُراثه الأدبي وأحاديثه اليومية. رقصوا مع بوش الصغير ورقّصوه على أنغام الهزائم وموسيقى الخذلان إستخفافا بعقول ومشاعرشعوبهم, وتناسوا أن هذه السيوف, عندما كان العربي صانعا للأحداث لا متفرّجا مثلهم, بنت أمجادا وشيّدت حضارة وأسقطت عروشا وأسست رسالة خالدة لبني البشر. فما أقسى هذا الهوان علينا ويا لخزينا الذي ما بعده خزي. سيوفنا, رمز حضارتنا وتاريخنا وأمجادنا, في يد قانلنا الذي يرقص بابتسامته الذئبية على جثث قتلانا. سيوف جورج بوش مذهّبة ومرصّعة بالأحجارالكريمة لأنها أصبحت رمزا للبذخ وضياع القِيم والزينة. و لأن من قدّمها له إستعاض عنها بالتلفون المحمول, بعد أن دفن تاريخه المجيد تحت براميل البترول, وربط مصيره ومصير شعبه بحفنة من القتلة ومصاصي دماء وثروات الشعوب كجورج بو ش وديك شتيني. سيوف جورج بوش الخليجيّة للزينة واللهو فقط. لكن سيوفنا في أيدي أبطال المقاومة العراقية الباسلة "بهنّ فلولٌ من قراعِ الكتائبِ". كما قال النابغة الذبياني. وكسيوف أبي تمام "أصدق أنباء من الكُتُبِ" رغم أمبراطورية الاعلام الخليجي وفضائيات التضليل وهزّ البطون. بل إن سيوفنا"إن تصغّرمعشرا صغروا - بحدِّها أو تعظّم معشرا عظموا". كما قال المتنبي. إن الحفاوة والتكريم الذي حظيَ به المجرم جورج بوش في دول الخليج لم ينل مثله حتى في إسرائيل. مع أنه "واحد من حبال المضيف" الصهيوني. فلم نسمع أو نرى أن رئيس وزراء العدو إيهود أولمرت قلّد بوش الصغير وساما أو قلادة أو أهداه صقرا أو بعبرا أو رقص معه بالسيوف أو بالعصا. فلماذا يتصرّف حكام الخليج بهذا الشكل المخزي؟ خصوصا وإن بوش لم يأت في جولة سياحية بل جاء ليقول لهم بكل وقاحة وصلافة إن نفطكم وأمن إسرائيل أهمّ بالنسبة لي من شعوبكم وتيجانكم وحاضركم ومستقبلكم. اليوم ترقصون معي رقصة السيف وغدا, إذا إقتضت حاجة إسرائيل, نقطع أعناقكم بنفس هذه السيوف. وفي الوقت الذي كان فيه المجرم بوش الصغير يرقص بين الأحباب والخلان في المحميات الخليجية كانت الطائرات الحربية الاسرائيلية تقوم بهوايتها المفضلة في قصف وتدمير كل ما يقع تحت بصرها في غزة, فقتلت أكثر من 20 فلسطينيا بينهم نجل السيد محمود الزهار. فهل ثمة هوان أشدّ وأمرّ من هذا يا ملوك وأمراء الطوائف؟. وسبحان رب السموات والأرض الذي قال في مصحفه الكريم"إن الملوك إذا دخلو ا قرية أفسدوها وجعلوا من أعزّة أهلها أذلّة". صدق الله العظيم.