غزة السيد المبروك الفجرنيوز:أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن نتائج الانتخابات الصهيونية الأولية، التي أظهرت تقدّم حزب "كاديما" ثم حزب "الليكود" و"يسرائيل بيتنا"، أفرزت عملياً ثلاثة رؤوس للإرهاب الصهيوني، مشددة على ثبات مواقفها.وقال فوزي برهوم، الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في تصريح صحفي له مساء الثلاثاء (10/2): "نتائج الانتخابات تؤكد أن المتجمع الصهيوني اتجه لاختيار الأكثر تطرفاً والأكثر مثيراً للإرهاب والحروب ضد الشعب الفلسطيني". وأضاف: "أصحبنا اليوم أمام ثلاث رؤوس للإرهاب، ليفني التي تريد استكمال الحرب على الشعب الفلسطيني ونتنياهو الذي أعلن أنه لا يوجد شريك فلسطيني وانه لن يلتزم بأي اتفاقيات مع الفلسطينيين وأيضا ليبرلمان الذين أراد أن يضرب السد العالي ويدمر مصر ويلقي الشعب الفلسطيني في البحر ويقتل الشعب الفلسطيني ويطردهم". ورأى برهوم أن "الأكثر خطورة في الأمر هو أن هناك تطور دراماتيكياً في الشأن الداخلي الصهيوني وعلى مستوى السياسة الخارجية، فقد تحوّلت العصابات إلى أحزاب صهيونية متطرفة كانت صغيرة ثم أصبحت اليوم ثقافة ومؤسسة". وحول إمكانية أن تؤثر نتائج الانتخابات على الملفات الفلسطينية كصفقة التبادل ورفع الحصار؛ أكد المتحدث باسم "حماس" على "أننا عندما نتكلم عن تطورات دراماتيكية خطيرة لها تداعياتها على الجهود المصرية، لا سيما في ملف الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط أو حتى ملف فك الحصار وأيضا ربما لذلك تداعيات أيضاً على المنطقة بأكملها". وأكد برهوم على أن "أي حكومة تريد تهدئة عليها دفع الثمن؛ فك الحصار ووقف العدوان وفتح كل المعابر بما فيها معبر رفح، كما أن لشاليط ثمن يعرفه العدو الصهيوني، وبالتالي مواقفنا ثابتة والمتغيرات هي في الوجوه الصهيونية ولا يعني ذلك أن هناك متغيرات في السياسات الصهيونية". ودعا المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى ضرورة أن "يحدث تغيير في الواقع العربي اليوم لمواجهة التحديات الخطيرة على الشعب الفلسطيني والمنطقة برمتها". و أكد أسامة حمدان، ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان، أن فوز حزب "كاديما" اليميني في انتخابات الكنيست، يعكس اتجاه المجتمع الصهيوني إلى اليمين، وهو اتجاه قال بأنه سيترك أثره من دون شك على الواقع الفلسطيني، وعلى مستقبل العملية السياسية بالكامل. ونفى حمدان في تصريحات ل "قدس برس" أن يكون في النتائج المعلنة للانتخابات الصهيونية أي عنصر مفاجأة لهم في "حماس"، وأكد أن الرسالة الجوهرية لهذه النتائج موجه لمن أسماهم ب "الواهمين" من المراهنين على السلام، بأن عليهم أن يتعاملوا مع اليمين الصهيوني المتطرف. وقال: "لم تكن هنالك آمال في السلام لا في عهد كاديما ولا في عهد حزب العمل، وجوهر نتائج الانتخابات الإسرائيلية الحالية هو أن المجتمع الإسرائيلي يتجه إلى اليمين الذي غدا هو السمة البارزة، وعلى من يريد التعاطي مع الإسرائيليين أن يعد نفسه للتعامل مع اليمين واليمين المتطرف، على الرغم من أنه لم تكن هنالك فوارق كبيرة بين برامج الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني، ولذلك فأنا أعتقد أن التعويل على يسار معتدل أو يرغب في صناعة السلام أمر مفروغ منه، فهذه الانتخابات قالت للواهيمن بخيار المفاوضات بأنه لا سلام في المنطقة، أما نحن فكنا على يقين بأن الإسرائيليين لا يرغبون في السلام ولا يريدونه"، على حد تعبيره. وأشار حمدان إلى أن نتائج الانتخابات الصهيونية المعلن سيكون له ما بعده بالنسبة للشأن الفلسطيني، وقال: "بطبيعة الحال فإن طبيعة الحكومة الجديدة ومن سيشكلها ستترك آثاراً واضحة على المسار الفلسطيني، أما بالنسبة للتهدئة فهنالك وسيط مصري، وهذا الوسيط هو الذي يستطيع التواصل مع الأطراف وتحريك الملف، وفي العموم فإنه لا يوجد أي اختراق جوهري في موضوع التهدئة، أما فيما يتعلق بالجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط وصفقة الأسرى فلا تزال الجهود حتى اللحظة جارية لكن لا جديد على الأرض في هذا الموضوع"، على حد تعبيره. وقال نافذ عزام القيادي حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إن نتائج الانتخابات الإسرائيلية أكدت على جنوح المجتمع الصهيوني نحو مزيد من التطرف والتشدد في مواجهة الفلسطينيين. وأوضح القيادي عزام خلال مقابلة إذاعية صباح اليوم الأربعاء أن التصريحات التي سمعناها من ليبرمان ونتنياهو تدلل إلى وجود مرحلة جديدة صعبة في هذا الصراع، مشيراً إلى أن التشدد هو الذي سيغلب على السياسة الإسرائيلية في مواجهة الفلسطينيين. وفيما يتعلق بما يسمى بمسيرة التسوية أوضح عزام أن التشدد هو الذي سيغلب على السياسة الإسرائيلية في الأيام المقبلة، وهو ما يجب أن يدفع الفلسطينيون إلى مراجعة مواقفهم وعلاقاتهم الداخلية، كما يستدعي مراجعة شاملة على الصعيد العربي حتى يكون هناك موقف متماسك فلسطينياً وعربياً في مواجهة السياسية الإسرائيلية الجديدة. وحول المصالحة الفلسطينية أوضح القيادي في الجهاد وجود أفكار عديدة طرحت في السابق لتحقيق التوافق والمصالحة، لاسيما وأن الساحة الفلسطينية بحاجة إلى موقف فلسطيني موحد في مواجهة الأخطار والتحديات، لمواجهة الآثار المأساوية التي خلفتها الحرب الأخيرة على غزة، معرباً عن أمله في أن تنجح كافة الجهود في تحقيق ذلك.