وُضع صحافي جزائري في السجن يوم الاثنين تنفيذا لإدانته بتهمة القذف في حكم قضائي صدر بحقه في اواخر سنة 2005. وذكرت تقارير صحافية امس الثلاثاء أن الصحافي حاج داود نجار، مؤسس ومدير صحيفة 'الواحة' الصادرة بالجنوبالجزائري، اقتيد من مكتبه بمدينة غرداية (600 كلم جنوبالجزائر العاصمة) صباح الاثنين الى سجن المدينة حيث بدأ قضاء عقوبته. وقالت التقارير ان نجار اُدين في قضية رفعتها سيدة من موظفي بلدية غرداية سنة 2005 تتهمه فيها بالقذف والتشهير. واشتهر نجار، المنحدر من مدينة غرداية، باستقلاليته المهنية وشجاعته في نشر تقارير وتحقيقات عن الفساد واستغلال السلطة للنفوذ بصحيفته التي أطلقها في بداية التسعينات. وقد كلفه ذلك عدة دعاوى وأحكام قضائية وتهديدات بالقتل. وبلغ عدد الدعاوى المرفوعة ضده 25 دعوى من أفراد ومؤسسات ومسؤولين محليين. كما كلفته مواقفه غير المداهنة ضغوطا انتهت بمنع صدور 'الواحة' فحوّلها الى طبعة الكترونية حافظت على نفس الاستقلالية والتفرد. وقال أحد المقربين من نجار ل'القدس العربي' أمس ان الأخير تعرض قبل أسابيع معدودة لتهديد بسكين من مجهولين. وأضاف ان نجار قضى السنوات الأخيرة وحيدا في وجه 'حيتان الفساد'. بدأ نجار مساره المهني منذ ربع قرن عمل خلاله مراسلا للإذاعة الرسمية ولجريدة 'الشعب' الحكومية من غرداية. وعندما سمحت الحكومة بإطلاق مشاريع صحافية خاصة في 1990، أسس جريدة 'الواحة' التي أرادها لسان حال سكان الجنوبالجزائري الكبير. وقد ألّف كتابا من جزأين عن الصحافة الجزائرية حمل الكثير من الشعور بالهمّ والامتعاض مما آلت إليه في السنوات الأخيرة. ونددت منظمة 'مراسلون بلا حدود' التي تعنى بشؤؤون الصحافيين باعتقال نجار وطالبت بالافراج عنه.