ندد مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية "سكايز" في بيان أمس برفض الامن العام اللبناني منح تأشيرة دخول للكاتب التونسي المنصف المرزوقي، واستغرب "الامتناع عن إبداء سبب المنع"، ودعا الأمن العام إلى "التراجع عن قرار المنع غير المبرر". أصدر "المركز" أمس البيان التالي: "رفض الأمن العام اللبناني منح تاشيرة دخول للمنصف المرزوقي، الكاتب التونسي والمهتم بقضايا حقوق الإنسان العربية، يوم الاربعاء 4 آذار 2009، الذي تلقى دعوة من "المعهد الالماني للأبحاث الشرقية" في بيروت لتقديم ندوة بحثية في 17 من الشهر الجاري حول موضوع احتمالات الديموقراطية في العالم العربي كما أوضح ل"سكايز" المرزوقي. كما امتنع الأمن العام عن إبداء سبب عدم منح التأشيرة كما أوضح مسؤول في "المعهد الألماني" ل"سكايز". يذكر ان المنصف المرزوقي هو كاتب تونسي ومفكر عربي طبع سابقاً كتابه "الاستقلال الثاني" في بيروت عن دار الكنوز الأدبية في العام 1996، والذي منعته الرقابة في بيروت حيث "قامت المخابرات اللبنانية بالتحقيق مع دار النشر" كما كتب المرزوقي. ودعا الكتاب إلى ما يسميه "الاستقلال الثاني من أنظمة الاستبداد العربي"، كما يصفها، بعد التحرر الأول من الاستعمار الأجنبي. وقدّر المرزوقي من باريس في اتصال مع "سكايز" بأن "الحكومة التونسية ضغطت من أجل منع دخولي إلى لبنان، وكانت قد ضغطت سابقاً على السلطات السورية التي منعت بدورها كتابي "حتى يكون للأمة مكان في هذا الزمان" الصادر عن دار الأهالي في دمشق العام الماضي وضغطت على الحكومة الموريتانية بعد زيارتي لموريتانيا". المرزوقي حاصل على دكتوراه في الطب وصاحب تجربة سابقة في "الطب الشعبي" في تونس. وكانت السلطات التونسية قد حلت القسم الذي أشرف عليه المرزوقي في كلية طب سوسة في تونس في العام 1992، وطرد نهائياً من كلية الطب في العام 2000. يكتب المرزوقي منذ الثمانينات كتباً ومقالات في الصحف، وخضع للاستجواب، والاحالة إلى المحاكم أكثر من مرة بسبب كتاباته. وقد احيل إلى المحكمة في تونس في الثمانينات بسبب كتابه "دع وطني يستيقظ" وجرت مصادرة الكتاب. ووصف المرزوقي تجربته مع الرقابة قائلاً: "ففي سنة 1992 سرق البوليس السياسي من المطبعة أفلام كتابي "الرؤيا الجديدة"، وسنة 1994 طبعت لي الدارالتونسية للنشر كتاباً علمياً هو "المدخل للطب" لتختفي الألف نسخة بقدرة قادر، وسنة 1995 سحبت السلطة التونسية كل كتبي من المكتبات العمومية". يقيم المرزوقي حالياً في باريس "منفاه الاضطراري"، كما وصفه بعد مضايقات تعرض لها من قِبَل السلطات التونسية. وكان قد تعرض للسجن سابقاً في تونس، ونشطت حملة دولية شارك فيها نلسون مانديلا لاطلاق سراحه. وكان المرزوقي رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان وهو الرئيس الحالي لحزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" التونسي المعارض. من كتب المرزوقي السياسية والطبية والادبية "الطبيب والموت" (تونس، 1982)، "في سجن العقل، من حلم التحرر إلى كابوس الاستبداد" (دار اقواس، تونس، 1990)، "حقوق الإنسان الرؤيا الجديدة" (مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، القاهرة 1996)، "الإنسان الحرام قراءة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" (الدارالبيضاء، 1996)، "هل نحن أهل للديموقراطية" (دار الأهالي، دمشق، 2001)، "من الخراب إلى التأسيس" (المركز المغاربي، لندن، 2003)، "الرحلة" (في خمسة أجزاء، دار الأهالي، دمشق، 2003). يستنكر "سكايز" حجب الأمن العام تأشيرة دخول للمنصف المرزوقي إلى بيروت كما يستغرب الامتناع عن إبداء سبب المنع، ويعلن "سكايز" احتجاجه على منع كاتب عربي من المشاركة في ندوة بحثية في مدينة شارك المثقفون العرب المنفيون من بلدانهم في نهضتها، ويدعو الأمن العام إلى التراجع عن قرار المنع غير المبرر.