ارتفع عدد المنازل الفلسطينية التي تلقت إخطارات "إسرائيلية" بهدمها في القدس إلى 179 منزلاً، بعد أن سلمت سلطات الاحتلال أمس الخميس إخطارات جديدة بهدم منازل 36 عائلة فلسطينية في حي العباسية بمنطقة سلوان جنوبي المدينة المقدسة.وتقيم العائلات ال36 في بنايتين في الحي هما "مشروع بناية الشيخ"، ويقيم فيها أكثر من 230 فلسطينيا غالبيتهم من الأطفال والنساء. وكانت سلطات الاحتلال أخطرت يوم الأربعاء 55 عائلة فلسطينية بإخلاء منازلها في مخيم شعفاط شمال مدينة القدس تمهيدا لهدمها بذريعة بنائها دون ترخيص، وذلك بعد أيام من إخطارات مشابهة ل88 عائلة في حي البستان بمنطقة سلوان. وفي تقرير أصدرته دائرة البحث والتوثيق بمركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية أمس الخميس فإن عدد المساكن المهددة بالهدم منذ مطلع هذا العام في القدس وضواحيها بلغ أكثر من 200 منزل فلسطيني. ويوضح التقرير أن هذه المنازل هي 88 منزلاً في حي البستان يقطنها قرابة 1500 نسمة، و55 منزلاً في مخيم شعفاط ويقطنها أكثر من 500، ونحو 35 مسكناً لعائلات بدوية تقطن على امتداد طريق القدس/أريحا، وفي منطقة وعر البيك من أراضي بلدة عناتا شمال شرق القدس، يضاف إليها 66 شقة سكنية في بلدة العيسوية كان سلم أصحابها إخطارات هدم في الشهرين الأخيرين من العام الماضي.
وذكر التقرير أن عدد المنازل التي هدمتها سلطات الاحتلال منذ مطلع العام الحالي حتى الآن بلغ قرابة 30 مسكناً في الأحياء والبلدات المحيطة بالقدس. وستتسبب عمليات الهدم -عند تنفيذها- في تشريد آلاف الفلسطينيين وسحب حقهم في الإقامة بمدينة القدس، مما يشكل أوسع عملية تهجير جماعي قسرية لفلسطينيين من القدس منذ عام 1967. وفي مقابل إخطارات الهدم رصد التقرير نشاطاً استيطانياً مكثفاً، مع تسهيلات منقطعة النظير للبناء الاستيطاني المكثف، مصحوبة بمزيد من القيود الصارمة على البناء الفلسطيني للمقدسيين. وكانت منظمة السلام الآن "الإسرائيلية" حذرت في بيان لها الثلاثاء الماضي من أن وزارة الإسكان "الإسرائيلية" تخطط لبناء أكثر من 73 ألف وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية على مراحل.
وحذرت من أن عدد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية قد يتضاعف إذا ما نفذت الحكومة "الإسرائيلية" القادمة التي سيترأسها بنيامين نتنياهو كافة المخططات الحالية لبناء وحدات سكنية جديدة في الأراضي المحتلة. انتقادات وفي السياق ذاته انتقد مدير الكتلة البرلمانية للقائمة العربية الموحدة والعربية للتغيير في الكنيست "الإسرائيلي" الشيخ طلب أبو عرار عملية الهدم التي تمارسها السلطات "الإسرائيلية" بحق ثلاثة منازل تعود لعائلة الغنامي في قرية أم رتام غير المعترف بها. واعتبر أبو عرار أن هذه العمليات "تنم عن حقد دفين للسلطات"، وقال "سنعمل ما بوسعنا من أجل إيقاف عمليات الهدم"، مشيراً إلى أن القائمة العربية الموحدة والعربية للتغير اتفقت على طرح القضية في الكنيست خلال خطابات أعضاء القائمة، وسيتم الاتصال بالجهات ذات الشأن من أجل مخاطبتها بالتوقف عن هدم البيوت، على حد تعبيره. وقد انتقدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في تصريحات لها في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء في رام الله الإجراءات "الإسرائيلية" بمدينة القدس، واعتبرت أنها تتعارض مع التزامات خارطة الطريق.
وكانت منظمة المؤتمر الإسلامي أدانت الإجراءات "الإسرائيلية" في القدس، وأكدت أن هدفها هو تهويد المدينة من خلال تغيير واقعها العمراني والسكاني. بينما دعت جامعة الدول العربية مجلس الأمن إلى التحرك بهذا الشأن ودعت كذلك لجنة الوساطة الرباعية الدولية إلى منع إسرائيل من هدم المنازل.
كما استنكرت عملية الهدم السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واعتبرتها جزءا من عدوان "إسرائيلي" يهدف لتهويد المدينة المقدسة.