قال بطرس غالي الامين العام الاسبق للامم المتحدة ان المنظمة الدولية ترضخ لهيمنة اميركية كاملة.واضاف بطرس غالي في تصريح ادلى به مساء السبت لقناة العالم الاخبارية: ان الاممالمتحدة ولغاية عام 1990 كانت خاضعة للحرب البادرة وكان العالم منقسما بين المعسكر الشيوعي تحت قيادة الاتحاد السوفيتي والمعسكر الغربي تحت قيادة الولاياتالمتحدة، وبالتالي كانت الاممالمتحدة مشلولة لاتستطيع ان تعلب دورا سواء من الناحية السياسية او الاقتصادية الا بموافقة كل من الطرفين المتحاربين، مؤكدا انه بعد الحرب الباردة استطاعت الولاياتالمتحدة ان تسيطر بشكل كامل على الاممالمتحدة. وصرح بان الاممالمتحدة ومنذ تاسيسها عام 1945 نجحت في بعض الحالات وفشلت في حالات اخرى، وعلى سبيل المثال نجحت في مساعدة كافة الدول الافريقية ان تستقل بحيث عندما تشكلت الاممالمتحدة كانت ثلاث دول افريقية عضوة في المنظمة، الا ان اليوم هناك اكثر من 50 بلدا افريقيا عضوا فيها وهذا خير دليل على مساهمة الاممالمتحدة في الغاء وتصفية الاستعمار. وتابع: ان الاممالمتحدة فشلت في تسوية العديد من النزاعات في العالم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وذلك بسبب الهيمنة والسيطرة الاميركية على المنظمة ودعمها المطلق لاسرائيل. واضاف بطرس غالي: ان الولاياتالمتحدة تستخدم المنظمة كوسيلة لتمرير اهدافها وانها لاتلتزم بقراراتها ولاتريد ان تفرض قرارات المنظمة على انظمة محددة مثل اسرائيل، مؤكدا ان الولاياتالمتحدة تسيطر على العلاقات الدولية من خلال ايجاد 300 قاعدة عسكرية في انحاء العالم، ولذلك انها ليست بحاجة الى الاممالمتحدة لتمرير سياساتها وانها تسخدم هذه المنظمة فقط كوسيلة لفرض ارادتها على الدول الاخرى. وصرح بان سيطرة الولاياتالمتحدة على الاممالمتحدة ستزداد ولانستطيع ان نتصور اي تغيير في السياسات الاميركية، الا في حالتين الحالة الاولى ان نجد في السنوات القادمة رئيسا اميركيا يؤمن بالاممالمتحدة والعمل المشترك بين جميع دول العالم والحالة الثانية هي ظهور دول قوية اخرى كالصين والهند والبرازيل ودول اوروبية في السنوات القادمة، فيحنئذ ستعود المنظمة مرة اخرى الى التعددية الامر الذي سيساعد على تدعيمها. وتابع بطرس غالي: ان وجود الاممالمتحدة في نيويورك له تاثير في النفوذ الاميركي على المنظمة وانه كان من المستحسن ان يكون مقر المنظمة في دولة محايدة، مؤكدا ان الولاياتالمتحدة وبعد توحيد شطري المانيا رفضت اقتراحا المانيا بان يكون مقر الاممالمتحدة في مدينة بون خوفا من تقليل نفوذها على المنظمة. وصرح الامين العام الاسبق للامم المتحدة بان الدور الاميركي وانقسام الدول العربية وعدم قدرتها على العمل المشترك ساهمت في عدم تنفيذ القرارات المرتبطة بفلسطين.