مدريد : لم يعد العيش في وضع سري أو غير قانوني في اسبانيا يقتصر على المهاجرين العمال بل انتقل الى الطلبة، حيث بدأ ينتج عن التشدد في تطبيق بنود قانون الأجانب تحويل طلبة من وضع قانوني الى غير قانوني. هذه هي حالة عشرات الطلبة المغاربة في جامعة مدينة غرناطة الأندلسية التي كانت حتى الأمس قبلة للطلبة المغاربة والآن يبدو أنها بدأت تلفظهم بشكل ممنهج. في هذا الصدد، أصدرت 'جمعية الطلبة المغاربة في جامعة غرناطة' بيانا قويا تتهم فيه شرطة الأجانب بالشطط في تفسير القانون وبدفع العشرات من الطلبة الى العيش في وضع غير قانوني وفي وضع سري من خلال فرض شروط تعجيزية بشأن تجديد بطاقة إقامة الطالب. وتحدد الشرطة ضرورة نجاح الطلبة في نسبة معينة من المواد لكي يحصلوا على بطاقة الإقامة وإلا حرموا منها. ويبرز البيان أن نسبة المواد التي تطالب بها الشرطة تتغير من سنة الى أخرى، ويحدث هذا منذ سنة 2004. وأكد حقوقيون استشارتهم 'القدس العربي' أن 'تصرف الشرطة (غريب) لأنه طالما يتم قبول الطالب في الجامعة فهذا سبب كاف لكي يحصل على بطاقة الإقامة لأن الشرطة لا يخولها القانون إجراء تقييم أكاديمي وعلمي للطلبة'. والمثير أن هذا الإجراء يمس أساسا الطلبة المغاربة وبالأساس في كلية الصيدلة، حيث يدرس قرابة 300 طالب مغربي في الوقت الراهن، علما بأنه في التسعينات كان عددهم يفوق 700 طالب. ويعلق أحد الطلبة بتهكم 'تراجع هذا الرقم يؤكد وجود تصفية علمية للمغاربة'. وتاريخيا، كان المغاربة يقصدون جامعة غرناطة التي تؤوي في الوقت الراهن قرابة 800 طالب مغربي في مختلف التخصصات، ولكن عددهم يتراجع من سنة الى أخرى بسبب الإجراءات الصعبة لقانون الأجانب وكذلك بسبب صعوبة الحصول على تأشيرة الدراسة من القنصليات الإسبانية في المغرب. يذكر أن نسبة الطلبة الذين يجدون أنفسهم في وضع غير قانوني في ارتفاع مستمر من سنة الى أخرى، فحتى منتصف شهر اذار/مارس الجاري هناك حوالي خمسين حالة معروفة في حين هناك عشرات الحالات الأخرى غير معروفة. والمثير أن هؤلاء الطلبة لا يستطيعون مغادرة اسبانيا نحو المغرب رغم أن بعضهم فقد أحداً من أفراد عائلته. الطلبة المغاربة الذي عقدوا اجتماعا مؤخرا وأصدروا بيانا شديد اللهجة، يعلنون عزمهم خوض أشكال نضالية للدفاع عن مطالبهم سواء في اسبانيا أو في المغرب، كما يوجهون تحذيرا الى آباء وأولياء التلاميذ الذين يدرسون في المدارس الإسبانية من أن مستقبلا أسود ينتظرهم في حالة اختيارهم جامعة غرناطة وينصحونهم بالتفكير في تغيير المدارس الإسبانية. واعتادت الحكومة الإسبانية الحديث عن التعاون الثقافي والجامعي مع المغرب إلا أنها تفتقر لسياسة واضحة عكس العلاقات الثقافية والعملية المغربية - الفرنسية، ولهذا فتأثير الأطر المغربية التي تخرجت من الجامعات الفرنسية يشكل العمود الفقري للدولة المغربية انطلاقا من مستشاري الملك والأعضاء في الحكومة حتى مختلف الإدارات في حين أن تأثير اسبانيا غير موجود نهائيا. حسين مجدوبي القدس العربي