طرابلس - الخرطوم وكالات الفجرنيوز:كشف وزير الدولة بوزارة النقل السودانية مبروك مبارك سليم النقاب عن مقتل نحو ثمانمائة شخص بينهم صوماليون وإثيوبيون وإريتريون وسودانيون, في غارتين جويتين قامت بهما ثلاث طائرات من الأسطول الأميركي في البحر الأحمر نهاية يناير وبداية فبراير الماضييْن.وأوضح سليم لقناة «الجزيرة» أمس أن الغارات استهدفت عددا من السيارات شمال غرب مدينة بورسودان في شرق البلاد, يعتقد أنها كانت محملة بكميات من الأسلحة التقليدية. وقالت مصادر سودانية إن أكثر من 50 شخصا نجوا وتلقوا العلاج في مستشفى مدينة كسلا شرق السودان. وكانت وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية قد قالت إن هذا القصف استهدف قافلة كانت محملة بالأسلحة في طريقها إلى غزة.ونفى وزير الدولة السوداني للجزيرة نقل أسلحة إلى غزة, وقال إن القافلة كانت تخص جماعات تهريب واتجار بالبشر, مشيرا إلى أن الأسلحة التي كانت معهم خفيفة ولا تتعدى الكلاشينكوف بغرض الحماية. ووصف الوزير السوداني أن السودان دولة ممر وليست دولة منشأ لعمليات التهريب, قائلا «نحن ضد تهريب البشر والسلاح». وردا على سؤال بشأن الجهة التي نفذت القصف وهل هي أميركية أم إسرائيلية, أشار الوزير السوداني إلى أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل وقعتا مؤخرا اتفاقا لمنع تهريب السلاح.من ناحيتها، ذكرت محطة «سي.بي.أس» التلفزيونية الأميركية أن الطيران الإسرائيلي شن في يناير الماضي هجوما على قافلة من 17 شاحنة محملة بأسلحة كان يفترض تهريبها إلى حركة «حماس» في قطاع غزة. وأوضحت المحطة أن الغارة أسفرت عن سقوط 39 قتيلا. وفي القدس، رفض الجيش الإسرائيلي أمس نفي أو تأكيد المعلومات التي بثتها «سي.بي.أس»، وقال ناطق باسم الجيش لوكالة فرانس برس «ليس من عادتنا التعليق على هذا النوع من الأنباء». وكانت الإذاعتان الإسرائيليتان العامة والعسكرية وعدة صحف إسرائيلية خصصت أمس عناوينها لهذا الموضوع من دون الإشارة إلى أي تأكيد رسمي. وقال الرئيس السابق للطيران الإسرائيلي إيتان بن إلياهو في تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن هذه المعلومات «تثبت أنه ينبغي التريث قليلا قبل استخلاص حصيلة الهجوم واسع النطاق الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة ما بين 22 ديسمبر و18 يناير الماضيين، وأضاف الجنرال المتقاعد أن «أحد العناصر الأساسية لهذه العملية العسكرية في غزة كان تعزيز التعاون وخصوصا مع الولاياتالمتحدة لمنع تهريب الأسلحة إلى «حماس». وألمح رئيس الوزراء المنتهية ولايته إيهود أولمرت خلال الأسابيع الأخيرة إلى «عمليات كبيرة» قام بهاالجيش الإسرائيلي خلال فترة رئاسته للوزراء ولكنه رفض الكشف عن أي تفاصيل.دبلوماسيا، بحث الرئيس السوداني عمر البشير مع الزعيم الليبي معمر القذافي في سرت أمس الأوضاع في إقليم دارفور ومذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحقه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية (جانا) أن البشير الذي وصل إلى ليبيا في زيارة لم يعلن عنها مسبقا هي الثالثة له خارج بلاده عقب مذكرة «الجنائية الدولية»، أطلع القذافي على تطورات الأوضاع في إقليم دارفور وتواصل الجهود من أجل تحقيق السلام الكامل والدائم في الإقليم. وأشارت المصادر إلى أن البشير أثنى على جهود القذافي «المضنية» للحفاظ على سلامة واستقرار السودان ووحدة شعبه، وعبر له عن «إكبار السودان لمواقفه الداعمة للسودان وشعبه في مواجهة كل ما يتعرض له». وأضافت الوكالة الرسمية أن البشير «أشاد بمبادرة ليبيا وإعلانها الفوري عن موقفها الصريح الحاسم في مواجهة مذكرة المحكمة الجنائية الدولية». من ناحية ثانية، اعلنت الخرطوم الخميس استعدادها «لسد الفجوة في الوضع الانساني بدارفور باستقبال شركاء جدد حسب الاتفاق بين السودان والاممالمتحدة» على ما جاء في البيان الذي صدر اثر زيارة الرئيس السوداني إلى ليبيا، وبحسب نص البيان المشترك فقد «اكدت الحكومة السودانية استعدادها لاستقبال شركاء جدد حسب الاتفاق بين السودان والاممالمتحدة». وقال البيان الذي تلاه وزير الخارجية السوداني الور دينق ونشرته وكالة الانباء الليبية (جانا) ان القذافي والبشير اتفقا «على ضرورة الاهتمام بالوضع الانساني في دارفور واتفقا على العمل معا لسد الفجوة حول تقييم البعثة المشتركة بين الاممالمتحدة وحكومة السودان»، ولم يوضح البيان الاتفاق المشار اليه بين السودان والاممالمتحدة ولا الدول التي سيسمح لمنظمات تابعة لها بالعمل في دارفور. يأتي ذلك في وقت اعتبر فيه المدعي العام للمحكمة الجنائية زيارات الرئيس السوداني إلى الدول المجاورة «تصرفا يائسا وهروبا من وجه العدالة»، وأكد أن البشير يقوم بجولات قصيرة لا يعلن عنها ولا يعرف متى يعود منها، وهو يحاول أن يرسم له صورة في الخارج لكنه لا يستطيع الذهاب إلى «بلاد بعيدة عن السودان».وقال أوكامبو في حديث مع الجزيرة إن على الدول العربية أن تعمل سوية وتساعد المحكمة الجنائية في القبض على البشير، لافتا إلى أن اعتقاله سيستغرق وقتا، لكن المهم الآن «وقف الجرائم التي تقترف في دارفور». وأضاف أن القادة العرب سيتحدثون إلى البشير بالحقيقة كما هي، معتبرا أن جولات البشير يأس أكثر منها تحدٍّ على حد قوله.