مدريد عملت علي فك الارتباط الديني بين المدينة والمغرب خلال الصيف الماضي مدريد عملت علي فك الارتباط الديني بين المدينة والمغرب خلال الصيف الماضي مدير المخابرات المغربية يحمّل اسبانيا مسؤولية احتمالات تطرف مغاربة سبتةالمحتلة مدريدالقدس العربي من حسين مجدوبي: اتهمت الرباطمدريد بالعمل علي توظيف الدين الاسلامي في سبتة الواقعة شمال المغرب والمحتلة من طرف اسبانيا في الصراع السياسي بين البلدين علاوة علي التسبب في التطرف، ومن شأن هذا الملف أن يشهد تطورات لا يمكن للبلدين السيطرة عليها بسبب حساسيته ووجود فاعلين آخرين إضافة إلي الأزمة القائمة بين الطرفين منذ أكثر من شهر. في هذا الصدد، أوردت جريدة الباييس أمس الاثنين أن مدير المخابرات العسكرية المغربية ياسين المنصوري وجه لنظيره الاسباني ألبيرتو سايس انتقادا قويا في الاجتماع الذي جمعهما خلال الشهر الماضي في مدينة مايوركا بجزر الباليار لمعالجة ظاهرة الارهاب الديني وحضره مسؤولو أجهزة استخبارات فرنسية وجزائرية وتونسية وإيطالية. وابرزت الصحيفة أن المنصوري حمّل اسبانيا مسؤولية ما يمكن أن يقع من تطرف ديني في صفوف المغاربة في هذه المدينة بسبب إقدام مدريد علي خلق مؤسسات دينية اسلامية عملت علي فك الارتباط الديني بين المدينة والمغرب خلال الصيف الماضي. وتاريخيا، جرت العادة أن تتولي وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية المغربية تسيير بعض المساجد في سبتة ومليلية وإشرافها علي تحرير خطبة الجمعة، لكن مجموعة من الجمعيات تأسس معظمها خلال الصيف الماضي تحت تجمع اتحاد الجمعيات الإسلامية في مدينة سبتة الذي أصبح عضوا في اتحاد جمعيات الاسلامية في اسبانيا وفك الارتباط مع الوزارة المذكورة. وفي أول بيان له، أكد اتحاد الجمعيات الإسلامية في مدينة سبتة فك الارتباط مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية ومطالبتها بالكف عن التدخل في الشؤون الدينية للمدينة وأن تتولي اسبانيا الملف الديني الاسلامي للمدينة. وأوردت جريدة الباييس أن تأسيس هذا الاتحاد حظي بالدعم الكامل من طرف السلطات الاسبانية السياسية والدينية والعسكرية، وتفسر الكثير من المصادر الاعلامية أن الدعم بسبب محاولة إبراز اسم الاتحاد الجديد بل وكانت حكومة سبتة التي تتمتع بالحكم الذاتي تفكر في تنظيم ملتقي اسلامي دولي في المدينة. كما أن الدعم يرمي الي تهميش الجمعيات الدينية التي يعتقد أنها متعاطفة مع المغرب، ومن ضمن هذه الجمعيات تلك التي يترأسها الحاج محمد علي الذي يعتبر رئيس فيدرالية الجمعيات الدينية الاسبانية وتعرض مؤخرا الي حملة من طرف جرائد اليمين التي اتهمته بالتنسيق مع الرباط وتبني مواقف معادية لإسبانية مدينتي سبتة ومليلية. وتقول مصادر دينية اسلامية من سبتة فضلت عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية الموضوع الاتحاد الجديد يتكون من 36 جمعية، والكثير منها ظهر في وقت وجيز ولا يتجاوز عدد أعضائها الثلاثة أو الأربعة، ولو كانت هناك 36 جمعية بالفعل لكان مغاربة المدينة منظمين أحسن تنظيم وتأطير، ولكانوا قد تقلدوا مقاليد الحكم الذاتي ولما كانوا يعانون التهميش الحالي . مصدر ديني من سبتة متعاطف مع المغرب يقول الصراع بين الجمعيات سيشتد، وسنقدم علي تأسيس قرابة مائة جمعية، كل واحدة مكونة من ثلاثة أشخاص لندخل لعبة شد وجر الحبل ولننتظر أن تصل في النهاية . جريدة الباييس تبرز نقلا عن الكثير من المصادر والخبراء أن إبعاد المغرب عن تسيير الملف الديني الديني من شأنه أن يجعل الجمعيات تسقط في يد جماعة التبليغ وتتخلي عن المذهب المالكي المعروف باعتداله. وتؤكد أن مدير المخابرات العسكرية المغربية حمل اسبانيا كل تطور غير محمود يمكن أن يقع في هذا الشأن، في إشارة منه الي ارتفاع حدة التطرف الديني في أوساط الجالية المغربية في سبتةالمحتلة. ويتزامن هذا التطور مع الأزمة القائمة بين مدريدوالرباط بسبب زيارة ملك اسبانيا الي سبتة ومليلية خلال الأسبوع الأول من شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، وما ترتب عن ذلك من رد فعل مغربي قوي من ضمنه سحب السفير المغربي من مدريد.