الجزائر :هدد ثلاثة من المرشحين الستة للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها بالجزائر يوم 9 نيسان/أبريل المقبل بالانسحاب من السباق الانتخابي، بسبب 'الانحياز الواضح' للإدارة ومؤسسات الدولة للرئيس المرشح عبد العزيز بوتفليقة الطامح للحصول على ولاية رئاسية ثالثة. وقال ممثلو المرشحين علي فوزي رباعين ومحمد جهيد يونسي ومحمد السعيد أمس الاثنين في مؤتمر صحافي أنهم سيجدون أنفسهم مجبرين على اتخاذ 'موقف حازم' تجاه ما وصفوه ب'التجاوزات المفضوحة التي تقوم بها الإدارة والمؤسسات التابعة للدولة والهيئات الرسمية'، وكذا بسبب ما أسموه 'انحيازها الواضح لصالح الرئيس المرشح عبد العزيز بوتفيلقة'. واعتبر المتحدثون أن الممارسات التي تكررت خلال الحملة الانتخابية التي دخلت أسبوعها الثاني تؤثر سلبا على نزاهة الانتخابات وتضر بشفافيتها وتسيء إلى سمعة الجزائر. ودعا ممثلو المرشحين الرئيس بوتفليقة إلى ممارسة صلاحياته، 'باعتباره حاميا للدستور'، للتدخل والأمر بوقف التجاوزات التي تشهدها الحملة الانتخابية 'بهدف إنقاذ مصداقية الانتخابات الرئاسية القادمة'. من جهته اعتبر عبد السلام كسال ممثل المرشح جهيد يونسي في اللجنة السياسية المستقلة لمراقبة الانتخابات ومقررها العام، أن هناك 'تواطؤا مفضوحا' من مؤسسات الدولة والإدارات الحكومية 'التي تقف صراحة' خلف الرئيس بوتفليقة. وذكر ممثلو المرشحين الثلاثة أنهم بعثوا برسالة إلى رئيس الجمهورية ووزيره الأول عددوا فيها خمسة تجاوزات أساسية تتعلق بمحاولة مسؤولي الأحزاب الأعضاء في اللجنة استصدار قرار يخرق قانون الانتخابات، وعدم التزام التلفزيون الجزائري بمبدأ المساواة في تغطية نشاطات المرشحين الستة. كما ضمن المرشحون رسالتهم شكوى من رفض السلطات المحلية إزالة ملصقات وصور بوتفليقة، كما انتقدوا استعمال وسائل الدولة والممتلكات العامة لأغراض انتخابية، وعدم تهيئة القاعات لصالح المرشحين الستة في إطار مبدأ التساوي. كما سجل المرشحون الغاضبون تأخر حصولهم على المساعدات المالية التي تمنحها الدولة للمرشحين المقدرة ب15 مليون دينار (150 ألف دولار تقريبا)، معتبرين أنها غير كافية لتغطية نفقات الحملة الانتخابية، وكذا عدم تسخير وسائل النقل الجوي للمترشحين في منطقة الجنوب. وهذه اول مرة يهدد المرشحون بالانسحاب من الانتخابات الرئاسية، في حين سبق أن انسحب ستة مرشحين من الانتخابات الرئاسية التي جرت منذ 10 سنوات وشهدت وصول بوتفليقة إلى الحكم، إذ قرر المرشحون حسين آيت وأحمد وطالب الإبراهيمي ومولود حمروش ويوسف الخطيب وعبد الله جاب الله ومقداد سيفي الانسحاب من الانتخابات عشية الاقتراع، بسبب ما اعتبروه تجاوزات لصالح بوتفليقة باعتباره مرشح النظام. ورغم أن المرشحين الستة آنذاك طلبوا لقاء الرئيس السابق اليمين زروال لينقلوا له الوقائع التي أحصوها، إلا أن الأخير رفض استقبالهم، الأمر الذي جعلهم يقررون الانسحاب، وهو قرار لا يزال يثير كثيراً من الجدل بين المؤيدين والمعارضين له. كمال زايت القدس العربي