انعقد بجنيف من 1 إلى 5 ابريل/نيسان الحالي المعرض الدولي السابع و الثلاثين للاختراعات و الذي شهد مشاركة أكثر من 700 مخترع من 45 دولة عرضوا نحو 1000 ابتكار في مختلف المجالات وكانت نسبة المشاركة الأعلى من أوروبا حيث احتلت المرتبة الأولى ب 59% تليها آسيا ب 35% وكانت ماليزيا و إيران من أكثر المشاركين من أسيا حيث شاركت ماليزيا ب 25 مخترعاً و إيران ب 27 مخترعاً والملفت للنظر هو ضعف المشاركة العربية حيث شاركت المملكة العربية السعودية ب 9 مخترعين والجزائر ب 4 مخترعين ومخترعاً واحداً من كل من المغرب وليبيا والكويت وغياب باقي الدول العربية عن المعرض غياباً تاماً. وكانت معظم هذه المشاركات العربية مشاركات فردية أي أن المبتكرين شاركوا بدون أي دعم من دولهم. وخلال زيارتنا لأروقة المعرض كان لنا هذا الحوار مع المخترع الدكتور خالد آل رشيد وهو مبتكر سعودي يشارك للمرة الرابعة على التوالي بهذا المعرض الدولي, وأدرنا معه الحوار التالي: ما هي اختراعاتكم المقدمة بالصالون الدولي السابع و الثلاثين بجنيف؟ الدكتور خالد: الاختراع الأول يتمثل في جهاز تنبيه للسائق قبل دخوله النوم و الاختراع مسجل في مكتب براءات الاختراع الأوروبي E.P.O الدافع لهذا الاختراع هو أن الأنظمة الخاصة بتحذير السائق عند النوم متواجدة بالسيارات الفارهة فقط و التي هي ليست في متناول الطبقات الوسطى في المجنمعات وهي الأكثر تضررا من حوادث السير التي بفوق ضحاياها المليون شخص سنويا في العالم ونصفهم بسبب النوم أثناء القيادة حسب إحصائيات المنظمة العالمية للصحة WHO. حيث تعتمد الأنظمة المعروفة حالياً حتى الآن بعمل تفاعل معلوماتي الكتروني بين قياس المكونات الحيوية للسائق ومراقبة رمش العين واستخدام أنظمة النقل الذكي لتحذير السائق عند النوم، بينما ان هذا الاختراع يرصد التحركات العفوية الضرورية يميناً ويساراً لمقود القيادة أثناء السير على الطرق السريعة و فترة الثبات بين تلك التحركات حيث تم التقاط التحركات من عدة تجارب توصلت فيها إلى التعرف على "بصمة القيادة" و التي تشبه إلى حد كبير بصمات اليد فكل سائق له نمط حركي عصبي يصف كيفية قيادته في أي مركبة كانت وبالتالي يمكن لهذا الجهاز المخترع التعرف على السلوك الخاطئ للقيادة وتفعيل نظام الإنذار الداخلي للسائق والخارجي لسائقي المركبات الأخرى المجاورة لتحذيرهم. والاختراع الثاني المقدم في الصالون السابع و الثلاثون يتمثل في جهاز يعمل على تفاعل أنظمة تحديد المواقع GPS وخرائط الطرق الرقمية ونظام المرور الرقمي، حيث يستشعر هذا الجهاز المركب في كل سيارة كل مخالفة مرورية يحتمل ارتكابها من أي سائق, ويتم رصدها آلياً مباشرة من قبل نظام المرور ليتم التعامل معها آلياً وفق ما يتم تحديده من قبل ادارات المرور وبما يتناسب مع الثقافة والحاجة الخاصة بكل مجتمع، فمثلاً يتم تجاهل بعض المخالفات المرورية للسائق من قبل النظام الى حين تكرارها عدة مرات من السائق نفسه وفي فتره قصيره مما قد يوجب احتسابها في حالة تمادي السائق في عدم احترام أنظمة المرور وتسجيلها كمخالفة، ويمكن لادارات المرور إدخال المتغيرات المناسبة في كيفية احتساب الغرامات المرورية بما يتناسب مع خلق بيئة مريحة لكل قائد سيارة، وكذلك يمكن استخدام هذا النظام من قبل القطاعات الخاصة مثل شركات الأجره والتأجير والنقل لمتابعة نمط السائقين. كيف ترى مستقبل هذه الاختراعات؟ الدكتور خالد: لمثل هذا الجهاز الأول عناصر داعمة لجعله مطلوب من الكثير بسبب اعتماده على استقراء تغيرات مقود السيارة فقط والذي يعتبر العنصر الأساسي في منظومة أسباب خطورة القيادة أثناء النوم من جهة و كذلك انخفاض تكلفة شرائه من جهة ثانية، الأمر الذي يجعله في متناول الشريحة العظمى من قائدي السيارات، وأيضا لسهولة تركيبه واستخدامه و نقله من سيارة لأخرى فهو جهاز بسيط وغير معق ولكنه يعمل بذكاء لصالح سائق المركبة. والجهاز الثاني يعمل وفق نظام تكاملي لمعركة سلمية أطرافها الطرق والمرور وقائدي المركبات، وبالرغم من احتمالية عدم قبول قائدي المركبات لمثل هذا الجهاز إلا أن طريقة تشغيل هذا النظام بذكاء يجعله موجه إلى مراقبة و متابعة قائدي السيارات أصحاب الأساليب الخاطئة والخطرة في القيادة دون غيرهم مما سوف يساعد بعد تشغيله الى خلق بيئة خضراء تستطيع أن تقلل نسبة كبيرة من حوادث السير وبالتالي تقليل الوفايات والإصابات بشكل كبير يفوق بدرجة كبيرة بعض الشعور بعدم الراحة من قبل أصحاب السيارات و بمراحل كثيرة. كيف تقيم مشاركتك في هذا المعرض الدولي و كيف ترى المشاركة العربية؟ الدكتور خالد: للمرة الرابعة على التوالي أشارك في هذا المعرض الدولي و استطيع القول أن قاعة المعرض تفوح برائحة الفكر الابتكاري ذو الصبغة العالمية التي تعتمد على اختلاف الثقافات و التعليم و التقدم حيث يقوم كل مخترع من كل دولة بعرض طرق متنوعة لكيفية إيجاد حلول للمشاكل الموجودة في بيئته مع وجود الكثير من المخترعين الذين لهم تجربة عالمية من خلال ابتكاراتهم التي تعالج مشاكل تتواجد في اغلب المجتمعات. في كل مرة احضر هذا المعرض اخرج بفكر جديد يساعدني كثيرا في تجديد خلايا الفكر الابتكاري لدي مما يشرفني بان أتوجه بالتهنئة للحكومة السويسرية و الشعب السويسري و القائمين على هذا المعرض كما أني اغتنم هذه الفرصة لأوجه نداء للجامعة العربية بان تتواجد في هذا المعرض و تشرف على جناح المبدعين و المبتكرين العرب و خاصة الذين لا يجدون مساعدات من دولهم للتعريف بإبداعاتهم. أجرى الحوار منصف العماري جنيف/ سويسرا