جمجمة أخري في قلادة الجلاد* صابر التونسي الأخ الهاشمي المكي يصارع مرض السرطان! ... الأخ الهاشمي المكي يصرح من فراش المرض بأن قائمة ضحايا القتل البطيء طويلة ومازالت تطول! ... الأخ الهاشمي المكي يحتضر! ... الأخ الهاشمي المكي في ذمة الله! الأخ أحمد البوعزيزي يعاني المرض الخبيث! ... استفحل المرض وانتشر ! ... الأخ أحمد البوعزيزي يوجّه رسالة مفتوحة لإخوانه وأصحاب الخير معذرة إلى ربه وأخذا بخاطر بنيّاته! ... قلّ المجيبون! ... اتسع الفتق على الراتق! ... الأخ أحمد البوعزيزي على فراش الموت: "اللهم لا تسلطه على أحد بعدي"! ... كلمة قالها قبله التابعي الجليل سعيد بن جبير لطاغية عصره الحجاج بن يوسف! ... أرعبت "الكلمة" حجّاجَ سعيد وكانت سببا لنهايته بإذن الله ولكنها لم ترعب "حجاج" أحمد أو هكذا يبدو ! ... ... الأخ أحمد البوعزيزي في ذمة الله! ... جنازة مهيبة كالتي سبقتها! ... إخوة وأهل وأحبة ورفاق درب يحيطون بالجثمان الطاهر! ... يلقون نظرة الوداع ! ... يتدافعون لحمل الجنازة حبا في أخيهم وطمعا في الأجر والبركة! ... ولِمَ التدافع على حمل جنازة والقائمة "تطول وتطول" ومن لم يحمل ستأتيه "فرصة" ليَحمل أو يُحمل! ... "وكل ابن آدم وإن طالت سلامته على آلة حدباء محمول"! الله أكبر، الأخ المنجي العياري اشتاق إلى من سبقه من إخوانه وصار يذكرهم على فراش الموت بعد أن أعياه المرض وعجز عن العلاج : "أوصيكم إخوتي أن تجعلوا قبري مجاورا لقبر أخي الشهيد عامر دقاش" ... فقد تعددت طرق موتنا وقاتلنا واحد! ... قتلوه تعذيبا تحت سياطهم ويقتلوننا إهمالا وقتلا بطيئا مبرمجا! ... ... الأخ المنجي في ذمة الله وإن لله وإنا إليه راجعون! ... تحمل الجنازة ويتدافع المشيعون! ... و"الأمن" كعادته بالمرصاد لكل من يهدد الأمن والإستقرار!! السفاح يفتح فاه ويتقاطر اللعاب من أنيابه كلما اشتم رائحة الموت! ... يفتح خيط قلادته ليضيف إليها جمجمة جديدة! ... تكاثرت الجماجم عليه فما عاد يستطيع الوقوف ! ... يلفها حول عنقه حتى تكاد تكتم نفسه "كحمّالة الحطب" ... يضيق نَفَسُه فيهرب من ضحاياه إلى الأمام! ... يسمع أصواتهم تتهدده! ... تتوعده!... تقسم بالله على مسمعه أنه لن يقتلهم قتلة إلا قتله الله بمثلها يوم القيامة! ... يذكره الضحايا بأن السبب غير المُسبب وأن المرض الذي أصابهم بسبب الإهمال والقتل المتعمد يمكن أن يصيبه بسبب كثرة النعم والإفراط في استعمال المساحيق والأصباغ! ... وأنه لن ينفعه تسخير الأموال الخاصة والعامة وإن استنجد بالأجانب أو"طار" لهم سرا! ... فلا ينفع حذر من قدر وأن إرادة الله نافذة ومن لم يمت بالمرض مات بغيره! ... وأن المهم، على أي حال نموت، هل نموت مبتسمين والناس من حولنا باكين؟ أو نموت والعياذ بالله على شر منظر والناس لنا لاعنون؟ ... وهل يتدافع الناس البسطاء الطيبون لحمل جنائزنا؟ ... أم تُحمل الجنازة على دبابة وتعزف لها الموسيقى وكأنها مستمرة في إعلانها الحرب على الله! اللّهم ارحمنا وارحم إخواننا وجميع المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا وهم على ذلك، يوم تجمع الأرواح والأجساد تحت ظل عدالتك، "قدسية الأحكام والميزان"، واسق المجرمين والظالمين من نفس الكأس التي أشربوها قهرا وظلما ضحاياهم المستضعفين (إن سبق في علمك أن لن يتوبوا). نسأل الله أن يفرج كرب المكروبين و يتوب على خلقه أجميعين. *كتب الأخ عبد الباقي خليفة مقالا رائعا لتأبين الأخ أحمد البوعزيزي بعنوان "قلائد من الجماجم في رقبة نظام 7 نوفمبر" فكان مع وفاة الأخ منجي العياري سبب هذه الكلمات. صابر التونسي