القاهرة :كشفت معلومات جديدة حول خلية «حزب الله» المتهمة بالتخطيط لتنفيذ «أعمال عدائية» في مصر، أن أعضائها نجحوا في تجنيد مصريين وفلسطينيين لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل، فيما تضاربت الأنباء عن تورط عناصر من جماعة الإخوان المسلمين بالقضية، التي طالب بسببها محام مصري شهير الإنتربول باعتقال حسن نصر الله. وقالت مصادر أمنية مصرية إن التحريات الأمنية كشفت أن المتهمين ال 49 كانوا يعملون تحت قيادة مسؤول بارز في حزب بلبنان، لكنه لم يتم التوصل إلى هويته نظرا لرفض المتهمين الأول والثاني «لبنانيين» الاعتراف عليه. وأضافت أن «هذا المسؤول نظم عمل المجموعة في 4 خلايا الأولى، ترأسها لبناني وهو الوحيد الذي كان على صلة بهذا المسؤول، وكان يتولى الإشراف على باقي المجموعات، أما المجموعة الثانية وتضم فلسطينيين ولبنانيين كانت مهمتهم إعطاء الأوامر والإشراف على التنفيذ، بينما المجموعة الثالثة وتضم فلسطينيين ومصريين وكانت مهمتهم هي التنفيذ، أما المجموعة الأخيرة فجميعها مصريون، وهم ربما لم يعلموا بالمخطط الذي يعدون جزءا منه وكانت مهمتهم إنهاء الإجراءات مثل البطاقات والجوازات المزورة». وتابعت المصادر أن التحريات كشفت كذلك أن «مهام المجموعة الثانية تمثلت في جمع مصريين وفلسطينيين لديهم رغبه في تنفيذ عمليات ضد إسرائيل أو لديهم عواطف تضامنية مع الشعب الفلسطيني، حيث استطاعت (المجموعة) جمع أكثر من 25 فلسطينيا ومصريا معظمهم يعيشون في العريش، وهؤلاء مهمتهم نقل الأوامر إلى مجموعة التنفيذ (المجموعة الثالثة)». وفي سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة عن احتمال تورط عناصر من جماعة الإخوان المسلمين بمصر في القضية، وأشارت هذه المصادر إلى أن «مهام أعضاء الإخوان انحسرت في البحث عن منازل ومقار في شمال سيناء، لباقي أعضاء الخلية». وقال عبدالمنعم عبدالمقصود محامي الإخوان ل «العرب» إن بعض أعضاء الجماعة رهن الاحتجاز منذ شهور «ولم يتسن لنا حتى الآن معرفة أماكن احتجازهم»، مشيراً إلى أن مسألة انخراط بعض أعضاء الجماعة في هذه القضية من عدمه «متوقف على اطلاعنا على محضر التحريات». وشهدت القضية، تطورات جديدة، بعدما تقدم محام مصري شهير ببلاغ إلى النائب العام، أعلى سلطات التحقيق في مصر، طالب فيه بإدراج اسم حسن نصر الله أمين عام حزب الله «كمتهم في القضية بوصفه شريكا للمتهمين بالاتفاق والتحريض والمساعدة». كما طالب المحامي سمير الششتاوي في بلاغه بمخاطبة النائب العام اللبناني باتخاذ الإجراءات القانونية ضد حسن نصر الله وإلقاء القبض عليه لمثوله أمام جهات التحقيق في الجرائم المنسوبة إليه وتقديمه للمحاكمة أمام المحاكم اللبنانية، كما طالب بتكليف الإنتربول الدولي بالقبض على حسن نصر الله لشروعه في ارتكاب جرائم على الأراضي المصرية. وطالب الششتاوي في بلاغه باستدعاء المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين للتحقيق معه في التصريحات التي تشكك في سلامة إجراءات النيابة العامة، وكذلك التحقيق مع بعض رؤساء تحرير الصحف المصرية الخاصة «التي تروج إلى مزاعم حسن نصر الله ضد مصر». وقال المحامي «إن حسن نصر الله خرج على شاشات التلفزيون مساء الجمعة للرد على الاتهامات المنسوبة إلى 49 متهما في القضية وذهب يتشدق في بيانه بكلمات باهتة وكاذبة عن المقاومة وعن دوره البطولي في هزيمة إسرائيل وتحرير لبنان، ثم فجر قنبلة، حيث اعترف بالجريمة وأقر بأن المدعو سامي شهاب عضو بحزب الله وأنه كان يتواجد في مصر وخاصة في رفح لتقديم المساعدة لشعب غزة». على جانب آخر، تقدمت مساء أمس الأول هيئة الدفاع عن المتهمين بسبعة بلاغات للنائب العام المصري، لمنعها من حضور التحقيقات مع المتهمين وعدم رؤية أهاليهم لهم بعد القبض عليهم. وكشفت هيئة الدفاع عن «تعرض أبناء المتهمين للتعذيب داخل السجن، وأنهم اكتشفوا ذلك من أحد المفرج عنهم ويدعى عادل غريز شقيق أحد المتهمين الذي أصيب بشلل نصفي والغضروف وهو الآن يرقد على سرير المرض، والذي تعرف على شقيقه داخل مقار أمن الدولة من صوته حيث جرى التحقيق معهم وهم معصوبو العين». وأشارت هيئة الدفاع إلى تعرض المتهمين لعمليات تعذيب وتحقيقات تحت ظروف قاسية لفترة طويلة. محمد المتولي العرب