أعلن النائب الإيرلندي جيري آدامز الذي التقى قادة حركة حماس في غزة هذا الأسبوع أن الحركة تريد التسوية السلمية مع إسرائيل، وأنها مستعدة لقبول حل الدولتين. ورفض آدامز -الذي التقى يوم الأربعاء رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية- في حديث أجرته معه صحيفة «جيروزاليم بوست» الانتقادات الإسرائيلية بأن هذا النوع من الاجتماعات يمنح حماس الشرعية، قائلاً إن «الناخبين يمنحون حماس شرعيتها». وأضاف: «عندما تتحدى الناس للذهاب إلى صناديق الاقتراع، ويفوزون، فلا يمكنك أن تقول للناخبين: لم يعجبنا اختياركم». وشدد على أهمية الحوار، وقال إنه يمكن اغتنام فرصة الحوار «لضمان عدم تعرض أي شخص للقتل أو العيش في الخوف أو للسجن أو تعريض الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني لما تعرضوا له». وأضاف آدامز وهو رئيس حزب «شين فين» الإيرلندي الذي كان يعتبر الجناح العسكري للجيش الجمهوري الإيرلندي: «نحن -في إيرلندا- اغتنمنا الفرصة، ولم يكن ذلك سهلاً ولكن النتائج التي حصدناها كانت أكثر من شاهد على صحة وصواب ذلك». وقال إن هناك أوجه شبه بين الصراعين في إيرلندا الشمالية وإسرائيل، خصوصاً «المبادئ العامة مثل الإرادة السياسية التي يمكن تطبيقها على عملية تسوية الصراع». وعندما ذكّرت الصحيفة بأن الجيش الجمهوري الإيرلندي لم يعلن رغبته في تدمير بريطانيا مثلما أعلنت حركة حماس تجاه إسرائيل، قال آدامز إن المثال الإيرلندي يدل على أنه «بمجرد أن يكون لدى الشعب أسلوب سلمي لتحقيق تقدم، لن يستخدم الشعب المتّزن والمنطقي الأساليب المسلحة، لذلك فالمسألة ليست من يريد تدمير ماذا، بل ينبغي على الناس أن يكونوا قادرين على حل الخلافات بالطرق السلمية وعبر الحوار». وقال آدامز -الذي غادر المنطقة في وقت مبكر من صباح السبت- إنه صدّق حماس عندما قالت إنها «ليست القاعدة ولا حركة طالبان، وإنهم يريدون السلام مع جيرانهم الإسرائيليين». وأكد أن قادة حماس أبلغوه أنهم يريدون تسوية سلمية، وأنهم على استعداد لقبول حل الدولتين. ورداً على سؤال عما إذا كان يصدّق قادة حماس، أجاب أن الأمر لا يتعلق بتصديقهم فالواقع «هو أنهم الممثلون المنتخبون لشعبهم، فلنختبرهم إذا لزم الأمر. دعونا نجري محادثات، محادثات مناسبة وشاملة ونضع مشروعاً لوضع حد للعدائية بجميع أنواعها». وأضاف أن موقفه وموقف حزبه يقوم على وقف جميع الأعمال العدوانية، وقال: «لا يجب أن يكون هناك عمليات مسلحة من قبل الفصائل الفلسطينية أو من جانب الدولة الإسرائيلية». وكان المسؤولون في الحكومة الإسرائيلية رفضوا لقاء آدامز بسبب استعداده للاجتماع بحماس. وأضاف النائب الإيرلندي أن «قدر شعبي فلسطين وإسرائيل أن يعيشا معاً»، مشيراً إلى أن على الناس أن يعيشوا معاً، وأن يحترموا حقوق كل منهما، وشدد على أن حل النزاع يكمن في الاعتراف بأن الشعب الفلسطيني له الحق في إقامة دولة قابلة للحياة والاستمرار، والاعتراف بأن أمن إسرائيل مرتبط بكرامة وحقوق وأمن شعب فلسطين. العرب