قال عبد الرحمن بن حميدة لدى تقديمه كتاب ''تاريخ ملحمة نشيد قسما''، رفقة لمين بشيشي، أول أمس، بقصر الثقافة، إن ''قسما'' عرف عشريتين كاملتين من الضغوطات والاستفزازات. وأضاف بن حميدة: ''لا ندري لماذا لم يتحرك أحد لتصليح الخطأ''. فيما جدد بشيشي دعوته لأحمد بن بلة وحسين آيت أحمد لكشف أسباب بتر مقطع ''يا فرنسا...''، ولماذا أريد تغيير النشيد الوطني بعد الاستقلال. قدم الكاتبان لمين بشيشي وعبد الرحمن بن حميدة مداخلتين لعرض محتوى كتابهما: ''تاريخ ملحمة نشيد قسما''، المحمل بإرهاصات ميلاد النشيد الوطني للثورة الجزائرية، ومرورا بالظروف التي رافقت صاحبه الشاعر مفدي زكريا في كتابته وفي تلحينه من قبل ثلاث شخصيات فنية هي: محمد التوري من الجزائر، محمد التريكي من تونس وأخيرا محمد فوزي من مصر، الذي قدم للجزائر لحنا يتوافق وأهداف النشيد الحماسي والتعبوي، كما أرادته قيادة جبهة التحرير الوطني. كما استعرض المؤلفان ''ملحمة'' النشيد وقصته مع إرادة البتر التي استمرت 20 عاما كاملة، إذ صرح بن حميدة قائلا ''عندما لحن قسما في مصر لحن مبتورا من المقطع الثالث، مع انه مقطع مهم بالنسبة للجزائريين وللثوار، الذين كانوا يؤدون النشيد كاملا في الجبال'' واستغرب مضيفا '' عند صدور (اللهب المقدس) ببيروت في 1961، ظل قسما مبتورا وبقي كذلك في الطبعات الأخرى بعد الاستقلال في الطبعتين 1973 و1983 دون المقطع الثالث.. والغريب أنه لا أحد تحرك ولا احتج''. علما أن الوضع استمر في مؤتمر جبهة التحرير الوطني عام 1964 مع مشروع تغيير النشيد بآخر، لولا معارضة المجاهدين التي أفضت إلى قرار 4 مارس 1986، الذي اعترف ب ''قسما'' كاملا. ويعترف بن حميدة مسترسلا: ''لا ندري إن كان مفدي زكريا قد احتج أم لا على حذف المقطع الثالث، كان عليّ أن أسأله مباشرة ولكنني لم أفعل''، خاصة أن البتر بدا عند إلقاء القبض على الشاعر في أفريل 1956 واعتقاله بسجن سركاجي. أما لمين بشيشي، فأكد مجددا ''أن هناك شخصيتين رئيسيتين يمكنهما إماطة اللثام على ملحمة قسما، وأنا أكرر ندائي لبن بلة وحسين آيت أحمد لتوضيح نقاط الظل في القضية''، ولتحصين ذاكرة الشاعر الذي فقد منزله بالقبة، ولم تفكر السلطات الجزائرية اليوم لاسترجاعه وتحويله إلى مقر لمؤسسة مفدي زكريا.