كابول(ا ف ب)الفجرنيوز:سجل الرئيس الافغاني حميد كرزاي رسميا الاثنين ترشيحه للانتخابات الرئاسية التي ستجري في اب/اغسطس الا انه اثار مخاوف لدى المجتمع الدولي بسبب اختياره زعيم حرب كمرشح لاحد منصبي نائبي الرئيس.وسجل كرزاي ترشيحه لولاية رئاسية ثانية في مكاتب الهيئة المستقلة للانتخابات بصحبة زعيم الحرب محمد قاسم فهيم الذي كان من الشخصيات البارزة في الحرب الاهلية التي شهدتها افغانستان في التسعينات، اضافة الى نائب الرئيس الحالي كريم خليلي. وقال كرزاي الذي تولى الرئاسة اول مرة في اواخر 2001 بعد الاطاحة بنظام طالبان، وفاز في اول انتخابات رئاسية تجري في البلاد عام 2004، ان خبرته في الرئاسة تجعله مرشحا مؤهلا لتولي الرئاسة لولاية ثانية. واضاف في ايجاز للصحافيين "سنرتكب اخطاء مرة اخرى، كما حدث في الماضي، الا ان هدفنا هو خدمة الشعب الافغاني".ويشترك معه في قائمة الترشيح لمنصب نائبي الرئيس كل من فهيم وخليلي من اجل "رفاه وازدهار الشعب الافغاني" كما قال كرزاي. الا ان اختياره لفهيم كأحد المرشحين لمنصبي نائبي الرئيس شكل مفاجأة نظرا لمزاعم حول انتهاكه حقوق الانسان.واعرب مسؤولون من الاممالمتحدة طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لوكالة فرانس برس عن "مخاوفهم" بشان ترشيح فهيم لمنصب نائب الرئيس. وقالت عضو البرلمان البارز شوكيرا باراكزاي ان ذلك يعطي الانطباع بان افغانستان غير قادرة على الابتعاد عن ماضيها الخاص بزعماء الحرب. وفهيم هو من الطاجيك، ثاني اكبر مجموعة اتنية في افغانستان، بينما خليلي من الهزارة. اما كرزاي فيتحدر من الباشتون، اكبر اتنية واكثرها نفوذا في البلاد. وخليلي الذي يشغل منصب نائب كرزاي منذ نحو سبع سنوات، هو زعيم حرب سابق من فصيل "الوحدة الاسلامية" المؤلفة من الهزارة الا انه متهم بارتكاب جرائم قتل وتعذيب وغير ذلك من الانتهاكات خلال الحرب الاهلية. وقد تعاون خليلي في عملية نزع الاسلحة التي تلت الاطاحة بطالبان وحل مليشياته. ويتردد كذلك ان فهيم تخلى عن اسلحته الا انه اتهم بتخزين الاسلحة في وادي بانجشير، القاعدة السابقة للتحالف الشمالي الذي حارب الاحتلال السوفياتي وكذلك قاوم مقاومة طالبان شمال كابول. وتعود هذه الاتهامات بحق فهيم الى دوره في الحرب الاهلية التي شهدتها افغانستان في التسعينات عندما كان قائدا تحت قيادة احمد شاه مسعود الذي حارب السوفيات. وشغل فهيم منصب وزير الدفاع في حكومة كرزاي لفترة وجيزة قبل ان يقال تحت ضغوط دولية دفعت بكرزاي الى التخلي عن ترشيحه نائبا للرئيس في الانتخابات الرئاسية التي جرت في تشرين الاول/اكتوبر 2004. وصرحت باراكزاي لوكالة فرانس برس ان "الصورة التي نقدمها مرة اخرى للشعب الافغاني والعالم هي ثقافة زعماء الحرب في افغانستان". وقالت ان "ذلك يجعل من الصعب للغاية السير على طريق مجتمع تقدمي ديموقراطي وحماية حقوق الشعب الافغاني. ولم يسجل اي مرشح محتمل يمكن ان يشكل تهديدا حقيقيا على محاولة كرزاي اعادة انتخابه، رسميا قبل الموعد النهائي للتسجيل في الثامن من ايار/مايو. وسيتم التحقق من مسيرة كافة المتقدمين بطلبات ترشيح. وتعد الادانة بارتكاب جرائم وانتهاك الحقوق من بين الاسباب التي تستدعي استبعاد المرشح. ومن بين من يتوقع ان يرشحوا انفسهم الوزراء السابقون في حكومة كرزاي وهم انوار الحق اهادي، عبد الله عبد الله، علي احمد جلالي، واشرف غاني. واعلن الحاكم المحلي غول اغا شرزاي الذي اعتبر احد المنافسين على المنصب، السبت عدوله عن ترشيح نفسه. وذكر مصدر مقرب من شيرزاي ان قراره جاء بعد اجتماع مع كرزاي في وقت لاحق من الجمعة.