عقد الرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله لأول مرة لقاء لم يكشف عنه للإعلام مع عدد من قادة التيار السلفي "المعتدل"، على خلفية الأحداث الأمنية الأخيرة بالبلاد. وقالت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها إن :" ولد الشيخ عبد الله عقد نهاية الأسبوع الماضي لقاء سريا بالقصر الرئاسي وسط العاصمة نواكشوط مع عدد من قادة التيار السلفي في أول حوار مباشر بين السلطات الرسمية وبعض القيادات المحسوبة على السلفيين المعتدلين". ولم تكشف المصادر عن تفاصيل اللقاء الذي دار بعيدا عن وسائل الإعلام إلا أنها ربطت بينه وبين التطورات الأخيرة التي تعيشها موريتانيا، خاصة الحوادث الأمنية التي كان آخرها مقتل 4 جنود في هجوم لمسلحين مجهولين على موقع للجيش في ولاية أدرار بشمال شرق البلاد واغتيال 4 سائحين فرنسيين في هجوم مماثل شرقي نواكشوط في نهاية ديسمبر الماضي. وضم اجتماع الرئيس الموريتاني عددا من الشخصيات البارزة في التيار السلفي ومنها الشيخ أحمد مزيد ولد عبد الحق الذي كان متهما بوجود علاقة له بتنظيم القاعدة، والشيخ محمد ولد إدومو، والإمام عبد الله ولد أمينو. مبادرة رئاسية من جانبه كشف د محمد ولد أحمد ولد سيدي أحمد الداعية السلفي البارز والذي شارك في اللقاء أيضا في تصريحات لوكالة أنباء محلية أن :"اللقاء تم بعد الاتصال بهم من طرف رئاسة الجمهورية" أي بناء على مبادرة منها، مؤكدا أن "الحديث دار حول الأحداث الأخيرة"، دون مزيد من التفاصيل . وقال ولد سيدي أحمد والملقب بالشاعر في أول تعليق على الخبر الذي أعتبره البعض تطورا مهما في العلاقة بين الرئيس ولد الشيخ عبد الله والتيار السلفي في موريتانيا أن الشخصيات السلفية التي حضرت اللقاء شرحت للرئيس أن "الأحداث الأخيرة هي نتاج طبيعي للظلم الذي كان واقعا خلال الفترة الماضية"، في إشارة لفترة حكم الرئيس السابق معاوية ولد الطايع وما شهدته من اعتقالات واسعة في صفوف التيار السلفي. وأضاف ولد سيدي احمد: "لقد لمسنا من رئيس الجمهورية الجدية في عدم المساس بحرية الدعوة والحرص على أن لا يظلم أحد في هذا الملف". ورأى مراقبون في اللقاء الذي يعد الأول منذ انتخاب ولد الشيخ عبد الله رئيسا للبلاد في ربيع 2007 طريقة جديدة من قبل للسلطات في التعاطي مع محاربة ظاهرة العنف، تقوم على احتواء الظاهرة، وفسح المجال أمام "الخطاب المعتدل". ويأتي هذا اللقاء في الوقت الذي تتهم فيه السلطات مجموعة من الشبان الدائرين في فلك "التيار السلفي الجهادي" الموريتاني بالتخطيط لعمليات إرهابية في البلاد. كما يأتي بعد أسابيع من العمليتين اللتين استهدفتا سياحا فرنسيين وحامية من الجيش الموريتاني، واعتقال بعض المتهمين بتنفيذ إحداهما. وكان قادة التيار السلفي "المعتدلين" أعربوا قبل أيام عن إدانتهم الصريحة للأعمال التي استهدفت السياح والجنود واعتبروها مخالفة للنهج الإسلامي الذي يدعون إليه محذرين من استغلالها لظلم أطراف أخرى لا علاقة لها بالملف. وتعتبر السلطات أن هناك تيار سلفي آخر متشدد يتبنى العمل المسلح، غير أن مصادر سياسية مطلعة تؤكد ل إسلام اون لاين أن أغلب أعضاء هذا التيار - قليل العدد - موجودون خارج البلاد ومرتبطين بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" المتواجد بالجزائر.