سراييفو/ عبدالباقي خليفة :بدأت السلطات الأمنية البوسنية -من شرطة واستخبارات- أمس الثلاثاء، حملة شرسة ضد الوجود العربي في البلاد ، حيث تم اعتقال شخصين حتى ظهر أمس ، والحملة لا تزال متواصلة. وكان من بين المعتقلين رئيس جمعية "أنصار" العربية التي لم تحظ باعتراف السلطات المحلية، والتي تشكلت بعد حل "كتيبة المجاهدين" بموجب اتفاقية دايتون في 21 نوفمبر 1995. وتجري حملة الاعتقالات تحت ذريعة الإقامة غير القانونية بعد سحب الجنسية البوسنية من العديد من العرب، والذين تجاوز عددهم ال 700 شخص. وقال التلفزيون الفيدرالي البوسني أمس أن "الشرطة في إقليم زينتسا دوبوي اعتقلت السوري أيمن عواد (49 سنة) وجزائري يدعى أبو حذيفة. وكانت السلطات البوسنية قد اعتقلت الأسبوع الماضي تونسيًا يدعى عمار الحنشي (47 سنة) بحجة الإقامة بصفة غير شرعية. وقال رئيس لجنة سحب الجنسية البوسنية من العرب، دراغن ميكتيتش (صربي) إن "عمار الحنشي تم اعتقاله في منطقة توربا بترافنيك (وسط البوسنة) لأنه يقيم بصفة غير شرعية في البلاد". وتابع "لقد تم إيداع الحنشي في معتقل لوكافيتسا الخاص بالأجانب في انتظار قرار المحكمة". وأشار إلى أن اللجنة التي يرأسها سحبت منه الجنسية في وقت سابق، على غرار المئات من العرب الذين شاركوا في الحرب بين 1992 وحتى 1995. تجدر الإشارة إلى أن الحنشي متزوج من بوسنية وله 5 أطفال لا يوجد من يعولهم بعد اعتقاله. ومن المتوقع أن يتم اعتقال وتسفير عرب آخرين من بينهم تونسيين في أوقات لاحقة، حيث تعتمد السلطات الأمنية البوسنية سياسة المراحل في طرد العرب، لتلافي لفت الانتباه في حال الطرد الجماعي. ويعد الحنشي أول تونسي يتم اعتقاله منذ بداية العام، وكانت السلطات البوسنية قد طردت تونسيين في أوقات سابقة تعرضوا للتعذيب بعد عودتهم للبلاد، ولا يزال الكثير منهم رهن الاعتقال في بلادهم بتهمة المشاركة والانخراط في عمل عسكري خارج الوطن. ويذكر أن معتقل "لوكافيتسا" أنشئ من أجل الأجانب الذين سحبت منهم الجنسية البوسنية وغيرهم، وفي مقدمتهم الناطق السابق باسم المقاتلين العرب عماد الحسين، المعروف باسم أبو حمزة السوري. وكان أبو حمزة قد قدم إلى يوغسلافيا السابقة في سنة 1983 م للدراسة، وفي 15 سبتمبر 1992 م انضم لحملة الدفاع ضد الإبادة التي تعرضت لها البوسنة، وفي 24 مايو 1993 م تزوج من بوسنية، وكفل أبناءها الثلاثة، بعد استشهاد والدهم، وفي 22 نوفمبر 1994 م وبوثائق نظامية ووفقا للقانون حصل على الجنسية البوسنية. وفي 14 نوفمبر 2001 م وبعد أحداث 11 سبتمبر سحبت منه الجنسية، ومن ذلك الوقت بدأ الكابوس الذي يلازمه حتى الآن. وفي 7 يونيو 2006 م استعاد أبو حمزة الجنسية البوسنية بعد معاناة شديدة. وفي 9 يناير 2007 م، سحب مجلس الوزراء الجنسية مجددًا من أبو حمزة، بدون منح حق الاعتراض، ومنذ عدة أسابيع يقبع في معتقل لوكافيتسا. وقال رئيس "جمعية أنصار" التي شكلها المجاهدون بعد حل كتيبتهم، أيمن عواد لشبكة "الإسلام اليوم" قبل اعتقاله "قضية المقاتلين العرب أصبحت الشغل الشاغل وكأنه لا توجد معضلة أو مشكلة تحتاج للحل، عدا قضية العرب، وكأنها القصة الأولى والأخيرة".
الاربعاء 11 جمادى الأولى 1430 الموافق 06 مايو 2009