تونس بدأ التحضير في تونس للزيارة السنوية التي يؤديّها آلاف اليهود من مختلف أنحاء العالم إلى الكنيس اليهودي "الغريبة" بجزيرة جربة (500 كلم جنوبتونس)، والذي يعتبره اليهود أقدم معبد لهم خارج القدس.وحدّد "حجّ" هذا العام ليومي 11 و12 أيار (مايو) الجاري، حيث ستقام احتفالية ضخمة دينية وفنية وتجارية. وإضافة إلى بعدها الديني تكتسي الاحتفالات التي تقام بمنطقة "الرياض" بجربة طابعا سياحيا وسياسيا، كما تحاط هذه الجزيرة بتشديدات أمنية كبيرة.وعادة ما يشرف على هذه المناسبة مسؤولون حكوميون كبار على غرار وزير السياحة ووالي (محافظ) الجهة. وأكّدت مصادر خاصة شروع السلطات الأمنية منذ أسابيع في إجراءات أمنية استثنائية على مدخل جزيرة جربة حيث يتطلب دخولها المرور بعدة حواجز تفتيش كما منع كثير من المواطنين من العبور إليها لمجرد الاشتباه، وأقيمت عدة حواجز في مداخل المدن القريبة. وتعد زيارة الغريبة مناسبة سياسية تغتنمها الحكومة التونسية للإشادة بسياسة التسامح واحترام الثقافات والأديان التي تنتهجها تونس، وتقديم جزيرة جربة نموذجا للسلام والتعايش بين الطوائف. وفي زيارة العام الماضي قدّر عدد اليهود الوافدين على "الغريبة" بنحو ستة آلاف يهودي، وصل معظمهم عبر مطار جربة. ويشارك اليهود الإسرائيليون في هذا الحج السنوي حيث يسمح لهم بالدخول دون تأشيرات. وكان قد رفع إجراء تأشيرة الدخول على اليهود الإسرائيليين منذ العام 2005 بعد لقاء جمع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بكبير الحاخامات الفرنسي جوزيف سيتروك في قصر قرطاج. وكان انفجار مدبّر تبنّاه تنظيم القاعدة قد هزّ كنيس الغريبة في أبريل (نيسان) من العام 2002 أسفر عن مقتل 17 شخصا بينهم منفّذ الهجوم ومعظمهم من السياح الألمان. ولا يتجاوز عدد اليهود التونسيين المقيمين داخل البلاد ألفي شخص، وخلال "حجّ" العام الماضي عبّر متحدثون باسم الطائفة عن ولاء جميع اليهود التونسيين داخل البلاد وخارجها للرئيس ابن علي ومساندته في ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة في خريف العام 2009.