بقلم : أ. رأفت حمدونة الفجرنيوز تعقيباً على خبر تم نشره اليوم أن مصادر رسمية أفادت أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "يسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف، تلقى دعوى رسمية لزيارة مصر، على الرغم من أن ليبرمان أعلن في وسائل الإعلام العبرية مؤخراً أنه لن يعتذر عن تصريحات سابقة له تهجّم فيها على الرئيس المصري ودعا لقصف السد العالي. أعتقد أن مثل هذه الدعوة لو تأكدت تكون بمثابة اهانة للعرب وخاصة مصر والفلسطينيين ولكل غيور فى العالم لأن ليبرمان بحاجة لعزل ومقاطعة وليس الى تسويق و استقبال . أعتقد أن أى دعوة من أى دولة عربية أو أى بادرة حسن النوايا التى يطلقها بعض المسئولين العرب اتجاه وزير الخارجية الاسرائيلى افيغدور ليبرمان مخالفة للارادة الوطنية والقومية ، هذه البوادر تسوق ليبرمان وتزيل عنه عراقيل كبيرة يخشاه هو واسرائيل والمحللين السياسيين فى دولة الاحتلال . وأرى أن على مصر أن تتشبث بموقف السيد الرئيس حسنى مبارك الذى أكد فى ذكرى تحرير سيناء " أن قدم ليبرمان لن تتطأ مصر " هذا الأمر الذى لا يتجاهل الارادة الشعبية الوطنية المصرية التى أبت منذ 1979 أن تتعايش مع الاحتلال الاسرائيلى للأراضى العربية وبحكومات أقل تطرفاً من هذه الحكومة ، فمصر عليها أن لا تنسى تصريحات ليبرمان باتجاه مصر ومنها " في العام 2001 تحدث ليبرمان مع السفراء من رابطة الشعوب فقال انه في حالة مواجهة مع مصر يمكن لدولة الاحتلال أن تقصف سد أسوان. اما في تشرين الاول 2008 فقال ليبرمان في جلسة خاصة في الكنيست في ذكرى رحبعام زئيفي ان "مبارك لم يوافق ابدا على المجيء الى هنا كرئيس. اذا كان يريد الحديث معنا، فليأتي هنا. واذا كان لا يريد أن يأتي هنا – فليذهب الى الجحيم وواصل ليبرمان تهجمه على مصر وقال: "سلوكهم يشبه سلوك امرأة مضروبة... مصر تنتظر اللحظة المناسبة لنشر قوات الجيش في سيناء" كما ورفض المتطرف ليبرمان الاعتذار عن تصريحاته البذيئة في حق الرئيس مبارك ، واصفا من طالبوه بالاعتذار أنهم "مداهنين للرئيس المصري"، مطالبا إياهم في المقابل ب "الاعتذار عن توقيع اتفاقيات أوسلو والانفصال عن قطاع غزة عام 2005". أعتقد أن أى مبادرة طيبة باتجاه ليبرمان يعتبر موقفاً خارجاً عن الارادة المصرية التى تأبى التعايش مع الاحتلال رغم مرور 30 عاماً على كامب ديفيد ،و موقفاً خارجاً عن الارادة الفلسطينية التى ترى فى هذا الحاقد عفناً أيدلوجيا واجراماً واقعيا قد يكون على حساب حياتهم ومستقبلهم ، و موقفاً خارجاً عن الارادة الدولية التىتجد فى آراء ليبرمان تهديداً للاستقرار والسلام فى المنطقة ، لذا على العرب والمحايدين من الغرب عزل ليبرمان دبلوماسيا لما يشكله من خطورة على الجميع .