ايقاف 22 محتجا خلال تظاهرة داعمة للفلسطينيين في متحف بنيويورك    مدير عام منظمة الصحة العالمية.. الجائحة التالية ليست سوى مسألة وقت    أخبار المال والأعمال    دليل مرافقة لفائدة باعثي الشركات الأهلية    انقسامات داخلية حادة تهز الاحتلال حول خطة بايدن لإنهاء الحرب    منوبة .. تهريب أفارقة في حشايا قديمة على متن شاحنة    برنامج الغذاء من أجل التقدم 110 مليون دينار لدعم إنتاج التمور في تونس    إطلاق منصّة جبائية    لوقف الحرب في غزّة .. هذه تفاصيل المقترح الأمريكي    رابطة الأبطال: الريال بطل للمرّة ال15 في تاريخه    علوش العيد .. أسواق الشمال الغربي «رحمة» للتونسيين    رادس: محام يعتدي بالعنف الشديد على رئيس مركز    عادل خضر نائب لأمين اتحاد الأدباء العرب    بن عروس.. نتائج عمليّة القرعة الخاصّة بتركيبة المجلس الجهوي و المجالس المحلية    أمطار الليلة بهذه المناطق..    الفيضانات تجتاح جنوب ألمانيا    إختيار بلدية صفاقس كأنظف بلدية على مستوى جهوي    الرابطة 2.. نتائج مباريات الدفعة الثانية من الجولة 24    كرة اليد: الترجي يحرز كأس تونس للمرة 30 ويتوج بالثنائي    بنزرت: وفاة أب غرقا ونجاة إبنيه في شاطئ سيدي سالم    شاطئ سيدي سالم ببنزرت: وفاة أب غرقا عند محاولته إنقاذ طفليه    تحذير طبي: الوشم يعزز فرص الإصابة ب''سرطان خطير''    إستقرار نسبة الفائدة عند 7.97% للشهر الثاني على التوالي    محرزية الطويل تكشف أسباب إعتزالها الفنّ    الحمادي: هيئة المحامين ترفض التحاق القضاة المعفيين رغم حصولها على مبالغ مالية منهم    عاجل/ الهلال الأحمر يكشف حجم المساعدات المالية لغزة وتفاصيل صرفها    بداية من اليوم: اعتماد تسعيرة موحّدة لبيع لحوم الضأن المحلية    بلاغ مروري بمناسبة دربي العاصمة    عاجل/ إتلاف تبرعات غزة: الهلال الأحمر يرد ويكشف معطيات خطيرة    إمكانية نفاذ منخرطي الكنام إلى فضاء المضمون الاجتماعي عبر منصة 'E-CNAM'    وزارة التربية: نشر أعداد ورموز المراقبة المستمرة الخاصة بالمترشحين لامتحان بكالوريا 2024    الهلال الأحمر : '' كل ما تم تدواله هي محاولة لتشويه صورة المنظمة ''    كرة اليد: اليوم نهائي كأس تونس أكابر وكبريات.    غدا : التونسيون في إنتظار دربي العاصمة فلمن سيكون التتويج ؟    تجربة أول لقاح للسرطان في العالم    بعد إغتيال 37 مترشحا : غدا المكسيك تجري الإنتخابات الاكثر دموية في العالم    وزيرة الإقتصاد و مدير المنطقة المغاربية للمغرب العربي في إجتماع لتنفيذ بعض المشاريع    حريق ضخم جنوب الجزائر    أنس جابر معربة عن حزنها: الحرب في غزة غير عادلة.. والعالم صامت    وزير الصحة : ضرورة دعم العمل المشترك لمكافحة آفة التدخين    اتحاد الفلاحة: هذه اسعار الأضاحي.. وما يتم تداوله مبالغ فيه    قتلى في موجة حر شديدة تضرب الهند    عاجل/ بنزرت: هذا ما تقرّر في حق قاتل والده    لأول مرة بالمهدية...دورة مغاربية ثقافية سياحية رياضية    من الواقع .. حكاية زوجة عذراء !    غمزة فنية ..الفنان التونسي مغلوب على أمره !    ماذا في مذكرة التفاهم بين الجمهورية التونسية والمجمع السعودي 'أكوا باور'؟    رئيس الحكومة يستقبل المدير العام للمجمع السعودي 'أكوا باور'    أول تعليق من نيللي كريم بعد الانفصال عن هشام عاشور    البرلمان : جلسة إستماع حول مقترح قانون الفنان و المهن الفنية    مستشفى الحبيب ثامر: لجنة مكافحة التدخين تنجح في مساعدة 70% من الوافدين عليها على الإقلاع عن التدخين    الشايبي يُشرف على افتتاح موسم الأنشطة الدّينية بمقام سيدي بالحسن الشّاذلي    الدخول إلى المتاحف والمواقع الأثرية والتاريخية مجانا يوم الأحد 2 جوان    الرابطة المحترفة الأولى: مرحلة تفادي النزول – الجولة 13: مباراة مصيرية لنجم المتلوي ومستقبل سليمان    الإعلان عن تنظيم الدورة 25 لأيام قرطاج المسرحية من 23 إلى 30 نوفمبر 2024    من أبرز سمات المجتمع المسلم .. التكافل الاجتماعي في الأعياد والمناسبات    مواطن التيسير في أداء مناسك الحج    عندك فكرة ...علاش سمي ''عيد الأضحى'' بهذا الاسم ؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري
نشر في الفجر نيوز يوم 16 - 05 - 2009

سنتفاوض مع ممثلي العملية السياسية إذا انسحب الأميركيون
حاوره: إياد الدليمي
قال الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري، إن القوى العراقية المعارضة للاحتلال ستتفاوض مع ممثلي العملية السياسية في العراق في حال وفت القوات الأميركية بوعودها وانسحبت من العراق عام 2011.
واتهم الضاري في حوار خاص مع «العرب» إيران بالتدخل في الشؤون العراقية واصفاً السفير الإيراني ببغداد حسن كاظمي قمي أنه الحاكم الفعلي للعراق من خلال رئيس الوزراء نوري المالكي والقيادي في حزب الدعوة علي الأديب.
واعتبر الضاري أن إيران وقوى سياسية عراقية لا ترغب في انسحاب أميركي من العراق؛ لأن «أميركا إذا بقيت في العراق فإنها ستبقى في موقف الضعيف في التفاوض على المسائل الخلافية فيما بينها وبين إيران». وهذا نص الحوار:
 ما حقيقة ما يتردد حاليا عن مساعي قطرية لعقد مؤتمر للقوى العراقية المعارضة والحكومة الحالية، وهل زيارتكم لقطر الآن لها علاقة بهذا؟
- لا علم لي بهذا الموضوع أولاً، ثم إنني لم أزر الدوحة منذ الشهر العاشر من العام الماضي، فلذلك لا أدري إن كانت هناك زيارات لأطراف أخرى.
 لوحظ في الآونة الأخيرة تصاعد في أعمال العنف بالعراق بعد فترة من الهدوء النسبي، إلى أي سبب ترجعون ذلك؟
- لهذا أسباب عديدة، منها الخلاف الفئوي بين المجاميع الحاكمة في العراق، هناك خلاف قوي بين المجلس الأعلى وحزب الدعوة برئاسة المالكي، وهناك خلاف بين المالكي والأكراد على بعض القضايا التي كانوا قد اتفقوا عليها قبل الاحتلال وبعد الاحتلال، ومن أجلها وضعوا الدستور، فحصل بين هذين الطرفين الحكومة والأكراد خلاف حول الأراضي المتنازع عليها وموضوع النفط والتنقيب عليه وحول قضية كركوك، هذا شيء، الشيء الثاني الحكومة ومؤيدوها يتوقعون أن انسحابا أميركيا سيكون على الأقل من المدن في نهاية الشهر السادس؛ لذلك ربما لجئو إلى التصعيد في القضايا الأمنية؛ من أجل أن يؤجل الأميركيون خطة انسحابهم، ونتج عن ذلك أن تراجع الأميركيون عن خطتهم، فقرروا عدم الآنسحاب من محافظات معينة، وهي: الموصل وديإلى، والآن أضافوا إليها بغداد، كما أن هناك مصلحة لأطراف إقليمية في عدم خروج الأميركيين من العراق، فهي ترى أن هذا الخروج قد يكشف تدخلاتهم، أو أنه قد يجعل الأميركيين في موقف أقوى في التفاوض، والضغط عليهم في القضايا الخلافية فيما بينهم وبين الأميركيين، هذه الأسباب هي التي تقف في تقديري وراء التصعيد الأمني الأخير، وهذا ما أشارت إليه بعض مصادر الحكومة من أن هذا التصعيد هو لجهات مشتركة في الحكومة تريد توتير الأوضاع وإظهار حكومة المالكي بمظهر العاجز، وإن كان المالكي وغيره دائماً يعلقون هذه الأمور على شماعة الإرهاب.
 ذكرت أطراف أميركية أنها لا ترغب في انسحاب أميركا من العراق، وأعتقد أنك تشير إلى إيران تحديداً، هل إيران لا ترغب في انسحاب أميركي حقيقي من العراق؟
- نعم ومنذ البداية وقلت هذا من السنة الثانية للاحتلال، إيران لا تريد خروج الأميركيين، وإن كانت تدعو إلى خروجهم في الإعلام، وعلى ألسنة حلفائها، ولكنها لا ترغب لا هي ولا حلفاؤها في خروج الأميركيين من العراق؛ لأسباب عدة، منها أن أميركا إذا بقيت في العراق فإنها ستبقى في موقف الضعيف في التفاوض على المسائل الخلافية فيما بينها وبين إيران، وإن بقاء أميركا يعني اعتمادها على حلفاء إيران، وبالتالي فإن المشروع الإيراني سيبقى في العراق ما دام الاحتلال وما دام حلفاؤها هم الذين يديرون دفة الحكم، والأمور في ظل الاحتلال.
ثالثا إن إيران لا تريد أن تخرج أميركا من العراق؛ لأنها إذا خرجت فستكون في موقف أقوى في الضغط على إيران، ومن ذلك ربما إعادة التهديدات السابقة على إيران.
 هل تخشون من أن يكون العراق ضحية صفقة أميركية إيرانية يدور الحديث عنها الآن؟
- العراق الآن هو فريسة بين إيران وأميركا وإسرائيل، بل هو الضحية لهذه الدول ولغيرها من الدول الأخرى المتدخلة في الشأن العراقي في هذا الظرف، فأي اتفاق بين أميركا وإيران سيكون بالتأكيد على حساب العراق وسيادته ووحدته وحدوده وثرواته، وسيكون أيضا على حساب المنطقة التي يجب أن تعي أن هناك اتفاقا حقيقيا بين أميركا وإيران. أما ما نوع هذا الاتفاق فهذا ما ستظهره الأيام القادمة، وعلى أهل المنطقة إذا أرادوا أن يكونوا بمأمن عن مخاطر هذا الاتفاق أن يعيدوا النظر في مواقفهم وسياستهم مع أميركا، وأن يستغلوا الإدارة الحالية، ويكون لهم مشروع خاص بهم، وهم قادرون على ذلك، ولديهم كل الأسباب والإمكانات التي تخدمهم في أي مشروع يرغبون في أن يقوموا به ويسايروا عليه لحماية أنفسهم من المشاريع الأخرى، المشروع الصهيوني والأميركي والإيراني المشاريع الإقليمية الأخرى.
 لو أردنا أن نصف هذه المشاريع تبعا لخطورتها على المنطقة بأيها نبدأ؟
- المشروع الأميركي الصهيوني أولا والإيراني ثانياً، وتأتي مشاريع أخرى في المراتب التالية، ومن المؤسف أن العرب هم الوحيدون الذين لا مشروع لديهم من أن لديهم من الإمكانات والقدرات؛ مما يجعل لهم مشروعاً يقف أمام هذه المشاريع، ويدفع شرّها، أما إذا بقوا معتمدين على أميركا، فأميركا لا يعتمد عليها، وليس لها صديق، وليس لها موقف أخير، وهي غير حريصة على المواثيق والعهود، وتطبق سياسة أنه لا صداقة مستمرة ولا عداء مستمر في ظل السياسة.
 دخلت تركيا على خط العراق بقوة واستضافت مؤخراً مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، هل تعولون على دور تركيا لتهدئة الأوضاع في العراق؟
- إذا كان الدور التركي يعتمد على رعاية المصالح العراقية وفي مقدمتها سيادة العراق ووحدته واستقراره والمحافظة على ثرواته فهذا التدخل مرحب به وهو ناجح وهو الذي سيحافظ على أمن المنطقة واستقرارها، وعلى مصالح جيران العراق المستمرة والمستقبلية، وفي مقدمتهم الأتراك، أما إذا اعتمدت السياسية التركية على المصالح الشخصية الآنية مفضلة لها على المصالح العراقية فأعتقد أن هذا التدخل سيكون سلبيا وغير ناجح، وعلى الإخوة الأتراك أن يأخذوا عبرة من تدخل الآخرين السلبي في شؤون العراق، وما جر عليهم من عداء الشعب العراقي ومن كل فئاته.
 الآن، بماذا يمكن أن تصفوا الدور التركي الحالي في العراق؟
- إلى الآن هو إيجابي؛ لأنه تدخل لم نر فيه إلى الآن شيء من الأطماع التي تؤخذ عليهم كما في تدخلات غيرهم من المتدخلين.
 الحكومة العراقية دعت إلى عقد مؤتمر للمصالحة الوطنية، هل تمت دعوتكم إلى تلك المؤتمرات؟ وهل ستوافقون إذا ما وجهت إليكم الدعوة للمشاركة؟
- أولاً كل ما جرى بعد مؤتمري القاهرة في سنة 2005 و2006 كلها مؤتمرات إعلامية مسرحية ليس إلا، ليست فيها من الرغبة في المصالحة الوطنية ولا الجدية شيء يذكر، وإنما تلجأ الحكومة بين الفينة والأخرى إلى تجميع بعض الموجودين في العراق ومن خارجه أمام الإعلام، وتقول إن هذا الجمع يمثل مؤتمر مصالحة عراقية، وينفض اللقاء بعد ذلك أحيانا ببيان هزيل، وأحيانا بلا بيان، والنتيجة واحدة هي مؤتمرات إعلامية مجردة؛ لأن الحكومة الحالية ليست جادة في المصالحة، ولو جدَّت فإن شركاءها في العملية السياسية لا يوافقون، وكذلك حلفاؤها في الخارج لا يوافقون، ولهم خطوط حمر على المصالحة العراقية الحقيقية التي سنتهي النزاع، أما بالنسبة لنا فإذا دعينا فبالتأكيد فلن نحضر أي مؤتمر للمصالحة تشرف عليه الحكومة العراقية، ما لم تنفذ الحكومة ما اتفقنا عليه في مؤتمري القاهرة المذكورين.
 القوات الأميركية سوف تنسحب من المدن في يونيو المقبل، ومن ثم تنهي انسحابها من العراق نهاية عام 2011، ماذا تريد هيئة علماء المسلمين أكثر من ذلك؟
- نريد أن يتحقق هذا، هيئة علماء المسلمين تريد أن يفي الأميركيون بما وعدوا به على لسان رئيسهم الجديد من أنهم سينسحبون من العراق عام 2010، وينسحبون نهائياً عام 2011، نريد منهم أن يصدقوا بما وعدوا، ولكن يبدو أنهم غير جادين في هذه المواعيد، فالتصريحات المتناقضة من قادتهم السياسيين والعسكريين لا تبعث على الطمأنينة في أنهم سينسحبون ويفون بما وعدوا.
 الأميركيون سينسحبون وسيخلفون وراءهم عملية سياسية تصفونها أنتم كقوى معارضة وطنية بأنها غير سليمة وهزيلة، لو تحقق الانسحاب الأميركي وبقيت هذه العملية السياسية فكيف ستتعاملون معها؟
- إذا رحل الاحتلال فإن القوى المعارضة والمقاومة للاحتلال ستتفاوض ولديها الاستعداد في أن تتفاوض مع الممثلين لهذه العملية السياسية، فإذا هم قبلوا التفاوض والحوار وتنازلوا عن سقوفهم العالية التي كانوا عليها في ظل الاحتلال، وتجاوبوا مع أبناء شعبهم على حل سياسي فإن الحل يكمن في التوافق أو في الاقتراع الذي ستنتج منه انتخابات حرة ونزيهة، وينتج منها مجلس وطني يختار الحكومة، ويختار الرئيس إن لم يكن الرئيس ينتخب انتخاباً شعبياً مباشراً، ويستلم السلطة من يفوز بالانتخابات من خلال الاعتماد على الأسس الوطنية، لا الأسس الطائفية أو العرقية، نحن لسنا ضد العملية السياسية بذاتها، ولكن لأنها عملية سياسية خاطئة وبنيت على أسس خاطئة؛ لذلك كانت نتائجها مدمرة، وهي النتائج التي نشاهدها اليوم في العراق.
 تصاعدت عمليات المقاومة العراقية خلال الفترة الماضية، ما السبب في ذلك؟ وهل صحيح أن قوى المقاومة العراقية صارت اليوم أكثر فعلا وقوة؟
- المقاومة بدأت لتستمر وستستمر ما دام الاحتلال موجوداً والمقاومة كعمل إنساني يعتريها الضعف والقوة التقدم والتراجع كحال الإنسان، ولا ننكر أن المقاومة تعرضت خلال السنتين الماضيتين 2007 و2008 إلى ضغوط كبيرة من قوات الاحتلال وممن جندتهم قوات الاحتلال لمساعدتها من أبناء البلد ولاسيما من سموا بالصحوات للأسف الشديد الذين وقفوا إلى جانب الاحتلال وساعدوه في كل المجالات ومنها المجالات الاستخبارية والدلالية التي أدت إلى الضغط على المقاومة وتراجعها بعض الشيء بذريعة ما قامت به القاعدة من أعمال، وما حصل منها من تعديات على العراقيين التي أصبحت ذريعة لإعلان الحرب على المقاومة كلها بكل فصائلها تحت غطاء محاربة القاعدة؛ فلذلك تراجعت المقاومة واليوم وبعد أن استوعبت المقاومة هذا الضغط، وهذه الدروس وأعادت تنظيم صفوفها نراها تتصاعد ونتوقع لها تصاعداً في المرحلة القادمة وعلى أية حال أعلنت المقاومة بكل فصائلها أنها مستمرة ما دام الاحتلال موجوداً في العراق.
 الآن وبعد ستة أعوام على احتلال العراق وانبثاق المقاومة العراقية، إلى الآن هناك غموض يشوب علاقة الهيئة بفصائل المقاومة، ما طبيعة هذه العلاقة بينكم وبين الفصائل؟
- لا يوجد غموض، موقفنا من المقاومة صريح، نحن نعترف بالمقاومة، ونعترف بحق المقاومة المشروع الذي كفلته لها الشرائع السماوية والقوانين الوضعية وطبائع البشرية، كما أننا نؤيد المقاومة، وتأييدنا لها معلن وغير خفي، ونحن نتفق مع المقاومة في الأهداف وفي مقدمتها تحرير العراق، ولا يكون التحرير إلا بالمقاومة؛ لأن المثل يقول ما أخذا بالقوة لا يسترد إلا بالقوة على هذا موقفنا من المقاومة واضح وليس غامضاً كما يزعم البعض.
 والقاعدة أيضا تدعي أنها مقاومة؟
- نحن من البداية لسنا مع القاعدة، ولا نؤيدها في كثير من أعمالها، بل أكثر من ذلك نحن اعترضنا عليها، وكنا أول المعترضين بل المعترضين الوحيدين من السنة الثانية على بعض تصرفاتها وتعدياتها، ووقفت منا موقف المعارض والمعادي، لقد تكلم علينا الزرقاوي حينما اعترضنا على إعدامهم للرهينة الكوري سنة 2004، وتبرأنا إلى الله من هذا الفعل وفاعليه، تكلم الزرقاوي علينا وعليَّ بالذات، ومما جاء في كلامه علي أن على حارث الضاري أن يبحث له عن حفرة قبل أن تنتهي الحفر وفي هذا تهديد، ثم ما حصل سنة 2007 بيننا وبينهم في أبي غريب وهجومهم على قبيلتنا، على أية حال القاعدة لم تكن بيننا علاقة لا مباشرة ولا غير مباشرة، وكنا دائما في موقف الرافض والمنكر لكثير من أفعالها وإن أراد البعض أن يتهمنا بوجود علاقة لأغراض في نفسه، ولكن والحمد لله بان الحق وظهرت الحقيقة، وفشل المزايدون والمغرضون الذين يريدون أن يلبسوا الحق بالباطل وأن يوقعوا الشر في خصومهم بأية وسيلة حتى لو كانت غير شريفة كالافتراء والكذب والاتهام الزائف.
 ما حقيقة ما يقال عن نية الهيئة تشكيل ذراع عسكري تابع لها؟
- الهيئة عملها سياسي منذ أن نشأت وإلى يومنا هذا وستبقى على هذا، وليس في نيتها أن تشكل أي ذراع عسكري، وهي تعول كثيراً على المعارضة السياسية، وتبقى المعارضة العكسرية للمقاومة، والمقاومة موجودة، ومن الأيام الأولى وما زالت مستمرة، الهيئة لا تريد ولا تنوي أن تشكل أي فصيل عسكري أو مسلح في أي وقت في المستقبل.
 ولكن البعض يقول في هذا الجانب إن كتائب ثورة العشرين هي الذراع العسكري لهيئة علماء المسلمين؟
- كتائب ثورة العشرين فصيل من الفصائل التي نشأت بعد الاحتلال مباشرة، وهي لا تختلف عن بقية الفصائل، لها قياداتها وتوجيهها، وهي لا علاقة لها بالهيئة، وأنا لا أريد أن أبرئ أو أدافع فإني لا أخشى من أحد، فلا الكتائب ولا غيرها نشرف عليها أو نوجهها مباشرة أو تتلقى منا التوجيه أو الدعم المادي، ولكن لأن كتائب ثورة العشرين لها علاقة بثورة العشرين، ولأن لأهلنا شرف المساهمة في ثورة العشرين، فالناس يقولون إن كتائب ثورة العشرين هي للهيئة، وهو كلام بعيد عن الواقع، والحقيقة نحن نرحب بكل فصائل المقاومة ونحن نقدرها جميعاً، ولا نميز بين فصيل وآخر، ولكن نقولها للحق والحقيقة: إن كتائب ثورة العشرين حينما اختارت هذا الاسم فهي تسير على نفس القيم والأدبيات التي كانت تسير عليها ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني، لذلك كان نَفَسها وطني، وبما أن هيئة علماء المسلمين تَوجُهها أساسا وطني، فالناس يربطون بينها وبين هيئة علماء المسلمين.
 في الأيام الأخيرة اتهمت القوات الأميركية والعراقية مقاتلين من شمال إفريقيا بتنفيذ هجمات انتحارية في العراق، هل هذا الكلام صحيح؟
- معلوماتي الخاصة تقول إن العرب لم يبقَّ منهم في العراق أحد إلا بعدد أصابع اليدين، فأغلبهم إما استشهد أو هو معتقل في سجون الاحتلال أو عاد إلى بلده، فلم يبق من العرب إلا العدد القليل، ولم يأت اليوم كما تزعم بعض الجهات الحكومية أو جهات الاحتلال ، لم يأت اليوم ومنذ سنتين إلى العراق أي مجاهد حسب معلوماتي المتوفرة لدي، لم يدخل العرب منذ سنتين، ومنذ مشروع الصحوات وما بعد، وإنما هذه مبالغات كرد فعل لتصاعد عمليات المقاومة في الأيام الأخيرة، كأن المقاومة انتهت، ولم يقاوم إلا العرب، لا. المقاومة اليوم عراقية وبنسبة أكثر من 99%، المقاومة عراقية وهي تزداد يومياً، وليعلم الجميع أنه قد لحق بالمقاومة الجيل الثاني من أبناء العراق المقاومين، وقد يلحق بهم بعد سنة أو سنتين إذا طال الاحتلال أبناء الجيل الثالث من العراقيين الذين رأوا المأساة وما زالوا يرونها، يرون الدماء تسيل في الشوراع والطرقات على يد قوات الاحتلال والحكومة، يرون مئات الآلاف المعتقلين في سجون الحكومة والاحتلال، وإذا خرج أحد منهم اليوم تابعوه غداً، ويكون مصيره إما الاعتقال مجدداً أو القتل، كذلك المعتقلات من النساء اللائي بلغن الآن وفق معلومات حقوقية إنسانية ما يزيد على 4 آلاف، ونحن نقدر المعتقلات من النساء بأكثر من ذلك بكثير، وما يتعرضن له في سجون الاحتلال من تعذيب واغتصاب، بل وهناك أخبار موثقة أن الكثيرات منهن قد ولَدن في السجون؛ نتيجة الاغتصاب من قوات الاحتلال ومن قوات الحكومة ورجال أمنها، هذا الجيل حينما يرى هذه المآسي ويسمع بها فليس لديه إلا أن يلجأ إلى المقاومة، وإلى مقاتلة أعداء العراق وأعداء الأمة.
 هل تعتقدون أن الانتخابات المقبلة ستبتعد عن التكتل المذهبي والقومي؟
- نعم سيبقى التكتل الطائفي ما دامت العملية الطائفية والمحاصصة موجودة، فلذلك فإن أي تلميع لهذه الانتخابات القادمة لا يخرجها عن كونها انتخابات طائفية عرقية، ولا يمكن أن تزحزح العملية السياسية إلى الامام، نعم قد يكون هناك تبادل أدور، وتغير وجوه، ولكن هذه التغييرات لا تؤثر على العملية السياسية على شكلها وعلى مضمونها ونتائجها؛ لأن الاحتلال هو الذي سيشرف على هذه الانتخابات، وهو الذي سيشرف على صناديق الاقتراع، وهو من سيوزع النسب على المقترعين، قوائم وكتل وأشخاصاً بما يضمن له حكومة موالية له، وتأتمر بأمره، وتنفذ أجنداته في العراق.
العرب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.