في الليلة الفاصلة بين 9 و10 ماي 2009 قام بعض امهات مساجين الحوض المنجمي باعتصام بهدف المطالبة باطلاق سراح أبنائهم وازواجهم . وتزامنا مع الاعتصام نظم بعض الشبان مسيرة سلمية طالبوا فيها برفع المظلمة والمعانات على المساجين وما يعانونه أهاليهم من مشاق ومتاعب في غيابهم وخاصة في ايصال القفة للسجن . فعلى سبيل الذكر لا الحصر تعاني كل من جمعة حاجي زوجة المناضل السجين عدنان الحاجي أحد أبرز قيادات انتفاضة الحوض المنجمي وليلى العبيدي زوجة المناضل السجين بشير العبيدي حيث هو الآخر من أبرز قيادات الانتفاضة تعانين الأمرين من السفرالى القصرين وتتعرضن الى العديد من الأتعاب النفسية والمعنوية اضافة الى المصاريف الباهضة في التنقل وثمن القفة . وتعبيرا من أمهات المساجين عن ما يكابدونه من تعب شديد وقلق مستمر على وضعية ذويهم وايمانا منهم بحقهم في المطالبة السلمية بالافراج عن أبنائهم وأزواجهم قاموا بتنظيم اعتصام في الغرض .لكن السلطة كعادتها قابلت هذا المطلب الشرعي لاهالي الحوض المنجمي بكل قمع ووحشية . و واجهت الأهالي بالايقافات والتتبعات والمحاكمات التعسفية . فأوقفت على الأقل سبعة من الشباب الذين رفعوا شعارات مطالبة باطلاق سراح المساجين كان من بينها : -شادين شادين في سراح المساجين- . وشعار : - شغل حرية كرامة وطنية – وهكذا مرة أخرى تحتد القبضة الأمنية في مدينة الرديف المناضلة فيعاقب أهلها بالقمع البوليسيي الوحشي والارهاب الأمني والهرسلة القضائية المستمرة بهدف الحد من التحركات والاحتجاجات والمظاهرات المشروعة والمطالبة بالافراج عن المساجين دون قيد أو شرط والعمل على تلبية مطلب الشغل لمستحقيه والتوزيع العادل لفرص التنمية والحق في بيئة سليمة ونظيفة والتحقيق في أحداث ماي 2008 والتي أدت الى استشهاد اثنين من المواطنين الأبرياء أولهم كان حفناوي بن المغزاوي الذي توفي على الفور باطلاق الرصاص الحي والثاني توفي في المستشفى الجهوي بصفاقس متأثرا بجراحه بعد أشهر من المعانات ومازال بعض الجرحى يعانون من جراء تلك الأحداث الأليمة . وبالمناسبة ذاتها لا يفوتنا التذكير في المطالبة بالتحقيق في حادث استشهاد الشاب هشام العلايمي بصعقة كهربائية في تبديد تسببت فيها اجهزة الأمن والبوليس. ولكن وبالرغم من احتداد القبضة الأمنية وشراستها والتي تدل مرة أخرى على فشل النظام في حل الأزمة الاجتماعية الحادة التي بدأت تنعكس بشدة على الوضع الاجتماعي بقفصة كاحدى الجهات التي تعاني من التهميش والاقصاء في المشاريع الاقتصادية والتنموية والاجتماعية للدولة فان صدقية المطالب الاجتماعية المرفوعة ومشروعيتها وجماهريتها تجعل من الحركة الاحتجاجية في الحوض المنجمي أكثر صلابة وتجذرا في رفع شعاراتها من أجل الحرية والعدالة والمساواة.فلنلتف حول قضيتنا قضية أهالينا العادلة بالحوض المنجمي من أجل الحرية للمساجين ولعموم المعذبين في الأرض على امتداد الوطن ومن أجل غد أفضل دون ظلم وجور وقهر واستبداد . فلنعمل على التبني الحقيقي للمطالب المشروعة للحركة الاحتجاجية المشروعة في مدن الحوض المنجمي بقفصة والتي هي في الواقع مطلب كل التونسيين أصحاب المصلحة في الشغل والحياة الكريمة .