إرتفع بشكل ملحوظ منسوب العنجهية والغطرسة والتهديد باستخدام العنف من قبل الساسة الأكراد وعصابات البيشمركة التابعة لهم في قرى وبلدات محافظة نينوى. فلا يمرّ يوم دون أن يتسببوا أو يساهموا بهذا الشكل او ذاك في خلق المشاكل للسلطات المحلية الجديدة وللمواطنين الذين ذاقوا الأمرّين من تصرفاتهم وسلوكهم الذي اقلّ ما يقال عنها أنها تصرفات قطاع طرق وعصابات مافيا منظّمة. خصوصا بعد أن وجد مدلّلوا أمريكا من أكراد العراق أنفسهم خارج دائرة التأثير والنفوذ في نينوى وفقدوا السيطرة على مجلس المحافظة بعد أن إستحوذوا وهيمنواعلى كل شيء هناك في السنوات الخمس الماضية حيث تركهم أسيادهم الأمريكان, مكافأة لهم على ما يبدو لقاء خيانتهم العظمى للعراق والعراقيين, يسرحون ويمرحون ويعيثون في المحافظة فسادا وإفسادا وقتلا وتشريدا ونهبا وسلبا. وتصوّرالقادة الأكراد, أصحاب التاريخ الغيرمشرّف في خدمة كلّ أعداء العراق, خصوصا من الأمريكان والصهاينة والفرس المجوس, إن إستقواءهم بالأجنبي على سواهم من العراقيين, مستغلّين بذلك الوضع الغير طبيعي الذي صنعوه بانفسهم في شمال البلاد, سوف يستمرالى ما لا نهاية. لكن مشكلة قادة أكراد العراق ليست فقط الخيانة والوقوف دائما في خندق من يُعادي العراق بل في كونهم لا يتعلمون من دروس التاريخ حتى وإن أعاد ذلك التاريخ نفسه عليهم عشر مرّات ! فكم مرة ومرة تمّ بيعهم وتبادلهم, وهم صاغرون طائعون, كأي سلعة في سوق النخاسة السياسي بين الدول التي ناصبت العراق العداء في العقود الأخيرة. وكم مرّة خذلهم أسيادهم الأجانب وتركوهم عُراة حُفاة وسط العواصف الهوجاء التي تجتاح المنطقة بين فترة وأخرى. وقبل أيام إعترف صاحب الفخامة وفاقد الشهامة, شاهنشاه مسعود البرزاني قائلا "إن الأمريكان خذلوا الأكراد ولم يكونوا بمستوى الطموحات". والمقصود بالأكراد في كلام هذا المسعود هم حزبه العشائري وعائلته والدائرة الضيّقة من المقربين منه والمنتفعين من وجوده الأزلي في شمال العراق. أما إن الأمريكان لم يحققوا"طموحات" البرزاني العميل فلا تحتاج الى تفسير. وزبدة كلامه هو أن أمريكا لم تساعده في إنشاء إسرائيل"كردية" مصغّرة في شمال العراق كما كان يحلم منذ الصغر, منفّذا بذلك وصية والده "الملاّ مصطفى" الجنرال السابق والتلميذ الوفي جدا في الجيش الصهيوني الغاصب. وثمة آمال كبيرة, حسب التقاريرالواردة من شمال العرق, بان العميل مسعود البرزاني على موعد مع خيبة أمل أخرى, وربما من العيارالثقيل, في إنتخابات شهرتموزالمقبل على أيدي الشرفاء من أبناء شعبنا الكردي, رغم حملات الترهيب والترغيب والتضليل والعزف المستمرعلى وترالعنصرية والخصوصية والمكاسب المزعومة التي تحققت في ظل قيادة عائلة آل رومانوف )أحد قياصرة روسيا( البرزاني. وبمناسبة تلك المكاسب, التي حصل عليها الساسة الأكراد بغفلة من الزمن, فقد شهّرالرئيس العميل جلال الطلباني لسانه مدافعا عن تلك المكاسب التي نالها إقليمهم المقدس مع أن ضخامة الطلباني يشغل منصب, أو هكذا يُقال, رئيس جمهورية العراق. ولا يخجل هذا الرجل,الذي تلوّث ضميره منذ سنوات وأصيب بمرض الخيانة المزمن, من الضحك على ذقون البسطاء من مواطنيه الأكراد. ففي المنطقة الخضراء في بغداد يحاول, دون نجاح يذكر, أن يمثّل دور رئيس الجمهورية فيتشدق ببعض العبارات المغلّفة جيدا بوطنية زائفة. وفي شمال العراق عندما يكون بين أبناء جلدته يقوم بخلع قناعه الرئاسي كاشفا للملأ وجهه الشوفيني الكريه. ويدأ لسانه المنفلت العقال دائما من إطلاق التصريحات المشحونة بالحقد والكراهية على الشعب العراقي, أملا منه بالحصول على أصوات بعض السذج والجهلة وما أكثرهم في عصرالديمقراطية الدموية الأمريكية. وبسبب الازمات والانشقاقات والتشرذم الذي يعشيه حزب الرئيس العميل فان جلال الطلباني لم يجد بدّا من التحالف مع سليل العائلة الصهيونية مسعود البرزاني. وقد تنافلت الكثير من الصحف ووسائل الاعلام خبرالاتفاق الذي تمّ بين الثنائي الغير مرح البرزاني والطلباني. ويتألف الاتفاق من عدة نقاط تهدف جميعها دون لفّ أو دوران الى شيء واحد فقط, وهو تقاسم السلطة في الاقليم والاستمرار في الاستحواذ والهيمنة على كلّ شيء بغض النظرعن الانتخابات المقبلة وما ستؤول اليه من نتائج. وليس خافيا على ذووي الألباب بان الهدف من الانتخابات هو إرضاء أمريكا والتزلّف لها والتطوّع في خدمة مشاريعها العدوانية أكثرممّا مضى. وتقاسم السلطة بين الحزبين العميلين في شمال العراق يعني إستمرارالوضع الاستثنائي والشاذ جدا, والذي لا يوجد له مثيل في أي إقليم في العالم, لما يُسمى باقليم كردستان العراق. [email protected]