مدينة الحامة التي تحتضن جزءا هاما من فعاليات تظاهرة محمد على الحامي مدينة غريبة فعلا فهي رغم ما عانته طوال تاريخها من تهميش من السلطة المركزية كانت دائما و أبدا تطفو على سطح التاريخ لتطبعه بفعلها أو لتهبه أحد أعلامه . و للتدليل على ذلك يكفينا استعراض بعض من أنجبتهم الحامةلتونس المعاصرة : * الشهيد "محمد صالح الدغباجي" الذي كان رمزا لإرهاصات المقاومة المسلحة للاحتلال الفرنسي لتونس و ظلّ بطل هذه المقاومة في المخيال الشعبي إلى اليوم .
* "الطاهر لسود" الذي كان أحد أهم قادة الكفاح الوطني المسلح في مرحلته المنظمة المستندة إلى وعي سياسي ناضج ذي رؤية أبعد من القطرية .
* "محمد على الحامي": رائد التجربة النقابية الوطنية المستقلة ذات التوجه الاجتماعي التقدمي المستنير و الذي تحول إلى ممثل لهذا التوجه في المخيال النقابي الجمعي بقطع النظر عن ما يقال في تفاصيل سيرته الذاتية .
* "الطاهر الحداد" : أحد أركان الإصلاح الإجتماعي الحديث و رائد الدعوة لتحرير المرأة في تونس .
* "الجلولي فارس" : رئيس المجلس القومي التأسيسي التونسي أحد صائغي الدستور الذي نقل النظام السياسي التونسي من الملكية إلى الجمهورية على المستوى التشريعي .
* "نورالدين بن خضر" : أحد أبرز أعلام التجربة السياسية المعارضة للنظام البورقيبي في إطار مجموعة "آفاق" و أحد أهم رموز اليسار الديمقراطي .
* "الهادي الزريبي" الذي كان من بين رموز كثيرة للتيار القومي في تونس ساهم فيه خاصة من خلال كتاباته و مقالاته الصحفية .
* "عمار العربي الزمزمي" : أحد قيادي منظمة "العامل التونسي" سجن من أجل الانتماء إليها سنوات طويلة عاد إثرها إلى المساهمة في الأنشطة الفكرية و الاجتماعية بمدينة الحامة .
* "البشير العربي" : أحد رموز الحركة الطلابية في أواخر السبعينات و بداية الثمانيات في إطار الهياكل النقابية المؤقتة للإتحاد العام لطلبة تونس .
* كما أنجبت الحامة رموز كثيرة للحركة الإسلامية نذكر منهم بطبيعة الحال رئيس حركة "النهضة" حاليا "راشد الغنوشي" .
إن هذه المدينة التي تختزل بالأعلام الذين أنجبتهم تاريخ تونس المعاصر تسأل عن نصيبها من الثروة الوطنية و من المجهود التنموي و هي التي أعطت للبلاد دون حدود خلال مرحلة التحرر الوطني فهي الآن تعاني من بنية أساسية متواضعة جدا و من انتشار متزايد للبطالة و تفقير مستمر لأهلها و يكفي للتدليل على ذلك أنها تعد أكثر من ثلاثين مقهى . رغم أن الحامة تتوفر على إمكانيات طبيعية فريدة هي المياه الجوفية الحارّة التي يمكن استثمارها في التنمية الفلاحية أو السياحية أو في المجال الإستشفائي . فإلى متى تنتظر الحامة نصيبها المشروع من وطن منحته ما يفخر به من أعلام و أحداث .
المصدر : بريد الفجرنيوز جريدة الموقف لسان الحزب الديمقراطي التقدمي