لوكسمبورغ (ا ف ب)الفجرنيوز:اتفقت الدول الاوروبية الخميس على شروط استقبال معتقلي غوانتانامو في الاتحاد الاوروبي لدى الافراج عنهم، وتنازلت عن بعض المبادىء التي كانت تتمسك بها بهدف مساعدة باراك اوباما في طي صفحة التجاوزات في مكافحة الارهاب في عهد جورج بوش.واعلن المفوض الاوروبي المكلف الامن الفرنسي جاك باروه ان وزراء داخلية الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي المجتمعين في لوكسمبورغ اتفقوا على تسوية تؤمن ضمانات في مجال الامن لدول الاتحاد الاكثر تحفظا (النمسا والمانيا وايطاليا). ويفرض الاتفاق على الحكومات الموافقة على استقبال معتقلين سابقين "اتخاذ الاجراءات المناسبة لئلا يخل (المعتقلون السابقون) بالنظام العام والامن الداخلي" في دول الاتحاد الاخرى. واوضح مسؤول اوروبي ان قيودا قد تفرض على بطاقة الاقامة التي ستمنح لاولئك الاشخاص. ويشار الى ان المعتقلين الذين ستتسلمهم البلدان الاوروبية يرجح ان تكون السلطات الاميركية قد اقرت "براءتهم". وبالتالي يفترض ان يتمكنوا من التنقل بحرية في فضاء شنغن الاوروبي بدون حدود داخلية والذي يضم 25 دولة من اصل 27، باستثناء المملكة المتحدة وايرلندا والذي انضمت اليه سويسرا وليشتنشتاين والنروج وايسلندا. واقر باروه، وهو المفوض الاوروبي للعدالة والامن، ب"انه قد يتعين اتخاذ احتياطات"، في حين علق الوزير المنتدب الاسباني انطونيو كماتشو "سيكونون هنا افضل من غوانتانامو". وخطت فرنسا الخطوة الاولى باستقبال الجزائري الاخضر بومدين الذي امضى سبع سنوات في غوانتانامو، واوضح وزير الهجرة اريك بيسون لوكالة فرانس برس انه "لا يمكنه مغادرة الاراضي الفرنسية". وعبر اتفاق لوكسمبورغ اعطى وزراء الداخلية الضوء الاخضر لعملية تكفل بعض معتقلي غوانتانامو لدى الافراج عنهم. وتتمثل الخطوة المقبلة في بيان مشترك للاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة خلال اجتماع وزراء الخارجية في 15 حزيران/يونيو. وقال باروه ان "هذا القرار يعكس ارادة للمشاركة في مكافحة الارهاب على ان تكون خالية من كل التجاوزات التي انتقدناها. لقد انتهى ذلك، ويجب طي الصفحة". وردا على السؤال حول عدد المعتقلين الذين سيتكفل الاتحاد الاوروبي امرهم، قال وزير الداخلية التشيكي مارتن بيسينا الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة الاتحاد "من الصعب تحديد عدد لان القرار يعود الى كل حكومة، لكنني اظن انهم عشرات الاشخاص". واوضح مسؤولون اوروبيون انه من بين الاشخاص ال240 الذين ما زالوا معتقلين في غوانتانامو، يمكن اعتبار ما بين "اربعين وستين ابرياء" لكنهم لا يستطيعون العودة الى بلدانهم لاسباب امنية. واكد بيسينا ان جمهورية تشيكيا لن تستقبل ايا منهم. والواقع ان قلة من دول الاتحاد الاوروبي ابدت استعدادها لاستقبال هؤلاء، وهي فرنسا، الدولة الوحيدة التي استقبلت احد اولئك المعتقلين حتى الان، والمملكة المتحدة واسبانيا والبرتغال وايرلندا. وسيكون الاستقبال طوعيا، اذ لن ترغم اي دولة من الاتحاد الاوروبي على استقبال معتقلين سابقين. واوضح دبلوماسيون ان "الاميركيين يعرفون كيف يقنعون الاخرين وهم قادرون على ذلك". ولا يزال وزير الداخلية الالماني فولفغانغ شوبل ونظيرته النمسوية ماريا فكتر متحفظين بشدة، وطلبا من الولاياتالمتحدة ان تكون مثالا يقتدى به بحيث توافق على ابقاء بعض المعتقلين في اراضيها بعد الافراج عنهم. وتساءل شوبل "اذا كانوا لا يشكلون خطرا فلماذا لا يبقون في الولاياتالمتحدة؟".