اعلن وزير الداخلية اللبناني زياد بارود ان نسبة المشاركة غير النهائية في الانتخابات النيابية التي جرت الاحد بلغت 52.36 في المائة. واضاف ان هذه النسبة التي تعد من اعلى النسب المسجلة في تاريخ الانتخابات في لبنان مرشحة للارتفاع. ووصف الوزير نسبة المشاركة في الانتخابات بالقياسية "منذ انتهاء الحرب الاهلية" في 1990. واشار بارود الى ان نسبة المشاركة في انتخابات 2005 بلغت 45.8 في المائة. وكانت مراكز الاقتراع قد اغلقت بعد يوم حافل بالمنافسة، فيما سمح للاشخاص المتواجدين داخل مراكز الاقتراع ساعة الاغلاق بالإدلاء باصواتهم مهما بلغ عددهم. ويبدأ المسؤولون في فرز الاصوات فور انتهاء الاقتراع حيث يتوقع أن تبدأ النتائج غير الرسمية بالظهور بعد ساعات قليلة، بينما يتوقع صدور النتائج الرسمية عن وزير الداخلية ابتداء من صباح الاثنين. ولم تسجل حوادث أمنية بارزة خلال عمليات الاقتراع، ما عدا بعض الملاسنات والاشتباكات في مواقع متفرقة. وأدي الاقبال الكثيف على الاقتراع الى تأخر في عمليات التصويت، بينما اشارت شكاوى الى تأخر العملية لاسباب اجرائية كما افاد مراسلو وكالة فرانس برس. وافادت مراسلة بي بي سي في بيروت ندى عبد الصمد في وقت سابق أن شخصين على متن دراجة نارية اطلقا رصاصات من رشاشات حربية امام مبنى تلفزيون المستقبل المملوك لسعد الحريري، وقد أرسل الجيش تعزيزات الى محيط المبنى. واضافت مراسلتنا إن قوات الجيش اشتبهت في سيارة مفخخة فقطعت الطريق، الا أن خبير المتفجرات وبعد الكشف على السيارة لم يعثر على اية متفجرات لكن الجيش سحب السيارة الى احد ثكناته العسكرية وما زال يفرض طوقا حول المبنى. ازدحام وبطء وشكا مواطنون من ازدحام وتأخير في عملية الاقتراع بسبب الالتزام بالتعليمات المفروضة من وزارة الداخلية والبلديات والقاضية بدخول الناخبين فرادى الى مراكز الاقتراع وبسبب تنظيم الانتخابات في يوم واحد للمرة الاولى في تاريخ لبنان في الدوائر الانتخابية ال26. ومن أسباب التاخر كذلك آليات التدقيق في الهويات وقلة عدد الصناديق والمعازل الانتخابية بحسب ما افاد الناخبون. ووصف رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون خلال ادلائه بصوته في حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية التدابير بأنها "غير مقبولة". وقال ان "الناس فوق بعضها" في إشارة إلى الازدحام والبطء. واشار الياس ابو عاصي المرشح عن دائرة بعبدا في شرق بيروت الى خلل اجرائي نظرا لحصر الانتخابات في يوم واحد. وقال لوكالة فرانس برس ان توحيد العملية الانتخابية ادى الى "خلل اجرائي" وطالب بإجراءات احتياطية مثل زيادة عدد موظفي مراكز الاقتراع وزيادة أعداد المعازل. وعلى اثر الشكاوى التي تبثها محطات التلفزة ووسائل الاعلام والتي ترد الى وزارة الداخلية طلبت الوزارة من "القطعات الامنية المعنية والمحافظين والقائمقامين الايعاز فورا لكافة رؤساء الاقلام والكتبة وعناصر قوى الامن الداخلي بضرورة الاسراع بالتدقيق في الهويات للسماح للناخبين بالادلاء باصواتهم بصورة فورية". دعوة الرئيس الانتخابات تخضع لرقابة جهات دولية ومحلية وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان قد دعا اللبنانيين في وقت سابق اليوم الى الحفاظ على نعمة الديمقراطية التي يتمتع بها لبنان. وأكد الرئيس سليمان في تصريح للصحفيين عقب اقتراعه صباح اليوم في مسقط رأسه في بلدة عمشيت في دائرة جبيل في جبل لبنان، انه يؤيد المصلحة اللبنانية العليا وتهمه الديموقراطية وأنه يدعم كل المرشحين. وقال متسائلا: من قال أنني أدعم مرشحين ضد آخرين وكيف علموا ذلك ؟ متوجها للناخبين بالقول أن ممارسة دورنا الديمقراطي عمل مهم ويجب أن يتم بهدوء وفرح وننطلق بعد ذلك لبناء لبنان. واشار الى ان الحوار الوطني سيستمر ولن ينقطع وان انعقاد طاولة الحوار مرهون بنتائح الانتخابات وتشكيل الحكومة المقبلة. وأضاف انه ستنبثق عن الانتخابات البرلمانية حكومة جديدة هي حكومة وحدة وطنية، رافضا التعليق على الموقف الذي ادلى به البطريرك الماروني نصر الله صفير عشية الانتخابات وقال فيه "اننا اليوم امام تهديد للكيان اللبناني ولهويتنا العربية وهذا خطر يجب التنبه له". واشار الرئيس اللبناني الى انه راض جدا عن سير العملية الانتخابية داعيا السياسيين الى خفض وتيرة الخطاب السياسي المتشنج قائلا اذا أبقينا على التوتر فالجميع خاسر ولن يكون هناك رابح . من جهة ثانية دعا النائب سعد الحريري رئيس كتلة المستقبل النيابية بعد الإدلاء بصوته صباح الأحد في بيروت الناخبين الى الاقتراع بكثافة واصفا هذا اليوم بانه عرس للديمقراطية وللبنان كونهم يمارسون دورهم الديمقراطي. وكانت مكاتب الاقتراع في لبنان قد افتتحت في السابعة صباحا يوم الاحد وبدأ الناخبون يدلون بأصواتهم في الانتخابات النيابية. توقع نتائج متقاربة انقسام أصوات المسيحيين في الانتخابات اللبنانية متوقع وتشير التكهنات بان نتائج الانتخابات ستأتي متقاربة بين قوى الرابع عشر من مارس/ آذار التي تملك الاغلبية حاليا في مجلس النواب والتي يتولى قيادتها سياسيون معارضون لسورية وبين قوى 8 مارس/ آذار الذي يقوده حزب الله بدعم من سورية وايران. ويبلغ عدد الناخبين الذين دعوا للادلاء باصواتهم اكثر من ثلاثة ملايين نحو 60% منهم من المسلمين و 40% من المسيحيين. وافادت التقارير الصحفية ووسائل الاعلام المحلية ان يوم الانتخابات بدأ بهدوء وسط تدابير امنية اتخذها الجيش والقوى الامنية. وقال المراسلون انه بعد ساعة من افتتاح مراكز الاقتراع، لم يكن الاقبال عليها كبيرا، ولكن ذلك يعود الى ان الساعة لا تزال مبكرة وانه من المتوقع ان تكون نسبة الاقبال عالية وبخاصة في المناطق المسيحية.