مدريد :اعتقلت السلطات الإسبانية صحافيا مغربيا في مركز الحدود بسبتة وأفرجت عنه بعدما وجهت له تهمة وُصفت بالغريبة وهي 'تهديد امرأة تقيم في اسبانيا'، واعتبر الصحافي أن هذه التهمة ملفقة وقد تكون ذات علاقة بكتاباته التي تنتقد هذا البلد. ومن جانب آخر، تطالب جمعيات مغربية بفتح تحقيق في وفاة مغربيتين في هذا المركز الحدودي في تدافع بشري قبل أسبوعين. واعتقل الصحافي جمال وهبي الخميس الماضي عندما كان متوجها الى اسبانيا لزيارة عائلته، فجرى إيقافه في الحدود بين سبتةالمحتلة والمغرب. وقال وهبي ل'القدس العربي' أن التهمة التي وجهت له وقتها هي 'خرق قانون الهجرة'، واصفا إياها (التهمة) بأنها مدهشة كونه لا يقيم في اسبانيا بل يزورها مزودا بتأشيرة دخول قانونية. ولم يسبق أن تم اعتقال مغربي بتهمة خرق قانون الهجرة في مركز الحدود، والمعمول به دائما هو المنع من الدخول الى اسبانيا. وأبرز وهبي أن الشرطة اعتذرت له على هذه التهمة وأكدت أن اسمه يطابق اسم مغربي آخر هو الذي خرق قانون الهجرة، ولكنه وجد نفسه أمام تهمة السرقة بالتهديد في مدينة مالقا سنة 2008، وهي المدينة التي قال انه لم يزرها منذ أربع سنوات. وكانت المفاجأة الأخرى أن هذه التهمة ألغيت ووجهت لوهبي تهمة أخرى هي تهديد إمرأة إسبانية بالهاتف منذ أكثر من سنتين. وأكد وهبي بنوع من السخرية أنه لا يستغرب أن يوجه له القضاء تهمة أخرى طالما أن التهم تتوالى وتتغير بهذه السرعة. واحتجت النقابة الوطنية للصحافة المغربية على اعتقال جمال وهبي الذي أفرج عنه مساء الجمعة، وتجري اتصالات مع السفارة الإسبانية لاستيضاح الأمر حول التهم الموجهة إليه. ولا تستبعد بعض المصادر أن تكون لإيقاف وهبي علاقة ما بمضمون كتاباته الصحافية التي تنتقد اسبانيا. وكان صحافي مغربي آخر هو علي المرابط بدوره قد تعرض لمعاملة مهينة في مركز سبتة الحدودي. كما أن مراسلي بعض الصحف في شمال المغرب تعرضوا بدورهم لمعاملات غير إنسانية في هذا المركز الحدودي. يذكر أن الحدود بين سبتةالمحتلة والمغرب تشكل بوابة رئيسية لعبور المغاربة نحو أوروبا أو في تجاه المغرب. من جانب آخر، وعلاقة بالحدود في سبتة، يطالب نشطاء مغاربة حكومة الرباط بفتح تحقيق رفقة اسبانيا بشأن ظروف وفاة سيدتين منذ أسبوعين في معبر سبتة. وكانت السيدتان قد لقيتا حتفهما جراء تدافع قوي بين المهربين الذين ينقلون يوميا البضائع ما بين مدينة سبتة ومدينة تطوان شمال المغرب. وانضم الى المطالبين بالتحقيق والضغط الجمعية الإسلامية في سبتة التي قال رئيسها محمد علي حامد بتصريحات أن ما وقع لا يجب أن يمر في صمت، وتساءل عن أسباب الصمت المغربي تجاه هذه الحادثة. ولم تقدم الحكومة المغربية التعزية لعائلات الضحيتين عكس ما تقوم به الحكومة الاسبانية والغربية في مثل هذه المآسي. 'القدس العربي حسين مجدوبي