فريد خدومة – مراسل الفجرنيوز - تونس من لم يكن عنّينا فليرمه بحجر... أرسل كبير القوم مع الشرطي إلى العمدة أمره اليومي وأوصاه بالغانية خيرا، أرسل الشرطي أعينه تتحسس جنبات القرية تتفرس في كل الوجوه، كل الوجوه مألوفة يا سيدي طاف كبير الزبالين بنفسه على قمامات القرية - من أين لابن النجار بالموز؟ - من مزق هذه الرسالة على عجل؟ - يا أبناء السابلة ترمون الخبز في الزبالة وتقلقون راحة سيدنا بمطالبكم الجوفاء.. - جرائد ....صحف.....مجلات.... - من جاع ليلا فليأكل أوراق جريدته العمدة وزع بنفسه على المتسوّلين أصابع الشوكولاطة ، المقاهي لن تبيع اليوم إلا الكوكا، وغدا .. !!! قال الشيخ الطاعن في المظلمة التفت النادل يمنة ويسرة ..تفل في كأس فارغ... كوكا يا حاج...ما بها الكوكا ...ألم تجلب من الحج بدل زمزم كوكا ؟؟؟؟ ارتبك الشيخ الطاعن في الخوف ثم اضطر للتبرير: نعم يا ولدي نعم نعم ولكنها لم تكن مثلجة.. الأطفال طافت القرية طولا وعرضا تأخذ عيديّتها من الغرباء، وحده الفقيه ما يزال منهمكا في أوراقه الصفراء ، يبحث عن فتيا...الحارس ينتظره بالباب على عجل.. - نعم نعم قيل أن الشافعي رضي الله عنه أفتى بجواز أخذ العيدية من السابلة.. اعترض مفتي الأحناف ولمّا عاد ابنه من مدينة الضباب بخفّي تاتشر ...قال في المسألة قولان.. انتظر شيوخ القبائل إعداد الطعام، - هل يطبخونه على شمعة !!!! فقائل هو الكسكسي بالقديد وقائل إياكم أن تتمسكوا بالقديد فنحن في عصر الغرباء وقائل إياكم أن تتمسكوا بالكسكسي فنحن في عصر الغرباء وقائل إياكم ....ثم إياكم .....فنحن في أرض التيه غرباء أصبحت القرية تنفض عنها تهمة التشبث بالأرض أصبح المتوعد بقدرة قادر عمدة ...يعيّن الأعين ويحذره الشرطي ....ثم اختفى لعشرين خريفا بالأمس عاد بلا صخب ....لزم بيته قالت زوجه....لم يعد رجلا بأتم معنى الرجولة قالت أيضا .....هناك ترك رجولته ليعود بلا .... بلا عروبة صاح الفقيه أفتى ابن حنبل بان العنّين يرمى بالحجارة حتى الموت اللغوي قاطعه ....بل قاطعنا ..... بل قاطع حتى الشرطي ... من لم يكن عنّينا فليرمه بحجر...